رام الله الإخباري
رام الله الإخباري:
أظهرت آخر الابحاث ارتفاعاً في تعاطي المخدرات في أوساط الشبيبة العربية في "إسرائيل".
ووفقاً لآخر الأبحاث، والتي أجريت من أربع سنوات، تعاطى (12%) من الشبيبة ما بين جيل 8-12 عاماً، المخدرات كالحشيش وبالمرجوانا ولو مرة واحدة، بينما في الوسط اليهودي (10%) تعاطوا، من نفس الفئة العمرية.
وقال الدكتور وليد حداد، المحاضر في علم الإجرام، أن المخدرات الكيماوية هي الأخطر، وأن (9%) من الشبيبة جربوا هذه المادة، بينما في الوسط اليهودي (4.5%) من نفس الفئة العمرية، وهذا يكشف أن العرب يشكلون ضعف اليهود في تناول هذه المواد الخطيرة.
وأضاف الحداد "لدنيا الوطن" أن (25% ) من طلاب المدارس سَكِروا ولو مرة واحدة، مقارنة بالمجتمع اليهودي (60%) من الوسط اليهودي، سَكِروا في نفس الفئة العمرية، متمماً: "نسبة اليهود أكثر، ولكن هنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية لمجتمعنا العربي الفلسطيني في داخل إسرائيل فـ 90% منه مسلم، والكحول ممنوعة دينياً، وانحراف بشكل عام، أما المجتمع الغربي واليهود، فشرب الكحول لا يشكل انحرافاً بل إنه يستخدم في بعض الأعياد لديهم".
وتابع: "نسبة 25% بالمجتمع العربي يعتبر رقماً عالياً، لأن الشرب يتم في الأماكن النائية، وفي الأحراش، وليس أمام الناس بل بشكل مخفي وبالسر، فبالتالي الخطورة أكثر بكثير، ويصبح هنا سهولة انتقال للمخدرات، لأنه نفس طريقة تناول المخدرات بالخفاء".
وأردف الحداد؛ لم تجرِ أبحاث في آخر سنوات، بسبب إغلاق ما يسمى (سلطة مكافحة المخدرات) التابعة لوزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي، بقرار من الوزير.
وقال "في السنوات الأخيرة من 2008 كان هناك لجم لهذه الظاهرة بالمجتمع اليهودي الإسرائيلي، ولم نستطيع أن نلجم هذه الظاهرة في المجتمع العربي، كان دائماً هناك ارتفاع، في الكحول وحدها ارتفعت الظاهرة بنسبة (5%) بين إحصائية وأخرى".
وأكد المختص في علم الإجراء أ ارتفاع نسبة التعاطي المستمر في المجتمع العربي داخل إسرائيل، يعود لعدم وجود ميزانيات للوقاية والتوعية والتثقيف، بالإضافة لعدم وجود برامج علاجية، يضاف إليها عدم جدية الشرطة الإسرائيلية في محاربة هذه الظاهرة بالمجتمع العربي.
وقال: "سوق المخدرات كأي سوق آخر، عرض وطلب، وعندما تكافح هذه الظاهرة، يجب أن يتم ذلك على المستويين، العرض من خلال منع إدخال المخدرات إلى المجتمع من خلال الردع وإلقاء القبض على المهربين والتجار والمروجين، وهذا لم يكن موجوداً، وبالناحية الثانية، تقضي على الطلب من خلال توعية وتثقيف وعلاج، ولكن لدينا كان عرض وطلب، ولم تكن هناك جدية لدي الدولة".
وبين الحداد "منطقة (المثلث) والتي تحتوي على نصف مليون مواطن، ولا يوجد فيها عامل اجتماعي واحد لعلاج المدمنين، بينما هناك قرى يهودية، تحتوي على 5 آلف شخص، فتجد موظفين لعلاج المدمنين، وعلاج باقي الظواهر."
وقال: 85% من المجالس المحلية العربية، شكلية صورية تقع تحت لجان معينة، أو محاسب مرافق، يعني كل مجلس محلي هناك خلل في ميزانيته، تضع الدولة شخص من خارج المؤسسة ليكون مديراً بلا انتخابات، فيقوم بتوقيف كل أشكال الرفاه الاجتماعي لضبط ميزانية البلدية، فيهتم بالنظافة والشوارع، ويوقف ميزانيات باقي الأمور التي لها علاقة بالمستشارين للمدارس والموظفين الاجتماعيين والميدانيين.
وأضاف حداد: "لو أخذنا مثالاً بلدة مثل (الطيبة) في المثلث، وعدد سكانها 50 ألف نسمة، كانت تدار على مدار سبع سنوات من قبل الدولة، دارها ضابط جيش أو شرطة متقاعدين، فقاموا بفصل كل الموظفين المختصين بإعادة تأهيل السجناء الجنائيين، وإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، وبالنهاية يتم اتهام الناس بأن الطيبة فيها بطالة وعنف وجريمة، الدولة هي المسؤولة".
وللبحث أكثر بأسباب تعاطي الشباب العربي بالمجتمع الإسرائيلي للمخدرات، كان لنا حديث مع البروفيسور خالد أبو عصبة، المحاضر بالجامعة الأمريكية، وقد أعد الكثير من الأبحاث العلمية حول الموضوع.
بدوره، أعتبر الدكتور أبو عصبة، أن واقع المجتمع العربي السيئ وحالة الخنق والفراغ داخل البلدات العربية، وسط عدم وجود عمل للشباب وارتفاع نسبة البطالة، يضاف إليها عدم وجود أطر وحركات لرعاية الشبيبة، وغياب الفعاليات والنشاطات الرياضية الكافية، كل تلك العوامل، تؤدي لوجود عنف وجريمة، وبالتالي لتعاطٍ وإدمان.
وأضاف لـ"دنيا الوطن": " وجود وضع سياسي واجتماعي واقتصادي سيئ يوصل إلى هذا الوضع، وليس من الضروري أن أشير بأصبعي، وأقول أن هناك قوى خارجية تعمل على تخريب المجتمع، وجود المجتمع بالشكل الموجود فيه، بسبب سياسات تمارس على هذا المجتمع، تؤدي إلى هذه الظواهر".
وأشار: أجريت دراسة مؤخراً مكونه من 100 صفحة، وذلك بعدما وجدنا أن طلاب الجامعات أيضاً يستخدمون المخدرات، صحيح هي مخدرات خفيفة كالحشيش، وليست مخدرات قاسية، ولكن هذا مؤشر خطير لم يكن موجوداً لدينا مطلقاً".
وأوضح: " لدينا دراسات دورية، نعدها كل أربع سنوات على طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية، وجدنا ارتفاعاً هناك أيضاً، والأمر المخيف أننا وجدنا فتيات يتعاطين، وهذا مؤشر خطير جداً في مجتمع محافظ وتقليدي، هذا أمر خطير جداً، ولم نلمسه من قبل".
ونوه أن (10%) من طلاب الإعدادية والثانوية، يتعاطون المخدرات، بينما كانت من 6 إلى 7%، ولا يوجد برامج كافية للتوعية والقضاء على تلك المشكلة، بل إنها تحولت إلى أمر طبيعي، كتناول الدخان وتتفاقم باستمرار.
وبخصوص الضفة الغربية، قال أن هناك درجة مراقبة وحزم على سلوكيات التعاطي أكثر من الموجودة في المجتمعات العربية داخل إسرائيل، وذلك وفق المعطيات التي تنشر بشكل دوري، ولكن التواصل بين المجتمعين، قد يؤدي إلى انتقال هذه الآفة والتأثر بها.
دنيا الوطن