التقارب الحمساوي السعودي تحالف جديد ام رجوع عن خطأ ؟

موقع مدينه رام الله الاخباري  :

ثمة مؤشرات تحدثت فيها وسائل الإعلام عن وجود فرص حقيقية للمصالحة بين الإخوان والقيادة السعودية في ظلال الملك الجديد سليمان بن عبد العزيز، وهو ما ينعكس إيجابيًا على حركة حماس التي تمثل الجماعة في فلسطين.

حماس التي توترت علاقاتها مع السعودية، خاصة بعد فشل \"اتفاق مكة\" للمصالحة مع حركة \"فتح\" برعاية الملك الراحل، تنظر بعين الأمل إلى العهد الجديد، مع اشتداد حلقات الحصار عليها سياسيًا واقتصاديًا في قطاع غزة.

ومعروف أن السعودية أحد أكبر الداعمين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  في مصر، التي اتخذت إجراءات قاسية ضد غزة وشددت من حصارها بإغلاق معبر رفح وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع غزة البالغة 14 كيلومتر، فضلًا عن تصنيف حماس وجناحها العسكري على قائمة \"المنظمات الإرهابية\".

تفاؤل بالعهد الجديد

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أكد أن حماس تتطلّع إلى علاقات مستقرّة وثابتة مع السعوديّة، الّتي تمثّل ثقلاً دينيّاً وعربيّاً واقتصاديّاً وإقليميّاً ودوليّاً للشعب الفلسطينيّ، لأنّ العلاقات بين الشعب الفلسطينيّ و\"حماس\" والسعوديّة طويلة وعميقة تاريخيّاً\".

الكاتب الفلسطيني عدنان أبو عامر ، أشار في مقال له إلى أن الأجواء داخل حماس \"متفائلة\" بالملك الجديد سلمان، أملاً منها بأن يحدث تغييرًا في السياسة الإقليمية للسعودية خاصة وأن قيادة حماس، تمتلك علاقات جيدة مع ولي العهد الجديد الأمير مقرن، حين شغل منصب رئيس الاستخبارات السابق.

وحسب أبو عامر فإن \"دوائر صنع القرار في المملكة اعتبرت تفاؤل حماس بالعهد الجديد في الرياض قد يكون له ما يبرره، خاصة وأن الملك سلمان سيكون معنيًا بترميم الكثير من العلاقات التي أصابها بعض التوتر في المنطقة مع السعودية، ومن ضمنها حماس\".

\"thumb\"

وكشف موقع أمريكي أن الملك السعودي الجديد طالب الرئيس المصري  عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية بتغيير سياسته ضد جماعة الإخوان المسلمين.

وفي غمرة أجواء التفاؤل هذه، تضاربت أنباء حول زيارة قريبة لرئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل إلى السعودية. حماس من جهتها لم تعلق على هذه الأنباء بالنفي أو التأكيد، في حين يرجح مراقبون وجود ترتيبات لهذه الزيارة في ظل المؤشرات الإيجابية القادمة من قصر الملك الجديد.

سياسة مختلفة نحو حماس

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يرى في تحليل له  أن السعودية اليوم تنظر إلى حماس نظرة مختلفة عن نظرة الملك عبد الله التي كان يريد منها أن تكون ورقة سياسية يلعب بها وأن تستجيب لما يفكر به، هو وتحالفه وهو الاعتراف بـ\"إسرائيل\" ووقف المقاومة والتسليم للرئيس محمد عباس  والذي يشكل من وجهة نظر النظام السابق أنه الشرعية.

وقال إن \"السعودية اليوم تسعى إلى الالتقاء بالأطراف الفلسطينية من أجل الوقوف على كيفية التعامل معها\".

وأضاف \" النظام الجديد بسياسته ربما يشكل حالة استنهاض للقضية الفلسطينية ويشكل بابًا جديدًا تجد فيه حماس ملاذًا من أجل مساندتها والعمل على الضغط على النظام المصري والذي يريد المال السعودي كي يخفف من الحصار ويغير من علاقته معها بما ينعكس بالإيجابية على الشعب الفلسطيني\".

ويشير الكاتب عصام شاور إلى أن \"السياسة الحالية للملكة ترى في الخلافات الداخلية الفلسطينية وفي الحصار المضروب على قطاع غزة عقبات أمام الاستقرار في المنطقة\"، مؤكدا أن حماس ستتأثر إيجابًا بالتغيير في هذه السياسة.

ومن هذا الباب، يعتقد الكاتب أن السعودية يمكن أن تضغط على نظام الأمر الواقع في مصر من أجل تخفيف أو فك الحصار من جانبه عن قطاع غزة والكف عن التحريض ضد غزة والمقاومة وخاصة حركة حماس.

عهد مخيب لأعداء حماس

ويرى الكاتب شاور في تحليل له  أن السياسة الجديدة في السعودية مخيبة لآمال النظام الحاكم  في مصر ولإسرائيل ولحكام الامارات\".

وأشار إلى أن سياسة السعودية تجاه مصر بدأت تتغير ولكن بشكل تدريجي حيث تم إلغاء مساعدات مالية بمليارات الدولارات كانت مقررة سابقا لمصر.

وتحدث عن مؤشرات ايجابية وقوية تدل على أن المملكة لها موقف مغاير من الإخوان، حيث لا ترى في وجودها أي ضرر أو خطر وأن الأخطار الحقيقية تتمثل في ايران والتنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك الخطر الإسرائيلي.

وقال \"لا نتوقع أن تقوم السعودية بدعم جماعة الاخوان المسلمين، وإنما وقف الظلم عنها والتراجع عن تصنيفها كمنظمة ارهابية، وما يترتب على ذلك من منحها الحرية لممارسة نشاطاتها الدعوية والإنسانية\".

وكان ملاحظًا حضور حلفاء حماس في مجلس عزاء الملك السعودي (تركيا وقطر) فيما تغيب خصومها الأشداء رغم زيارتهم اللاحقة (الإمارات ومصر)، لكن تغيبهم عن صلاة الجنازة، وتشييع جثمان الملك، له دلالة سلبية في الأعراف السائدة في التراث العربي، وفق الكاتب أبو عامر.

وتدرك حماس أن تقاربها مع السعودية، وانتقالها من البرود والتباعد في علاقاتها إلى الدفء والتقارب معها ليس سهلًا، كما يقول أبو عامر، فالحركة تعلم أن الرياض ترتبط بعلاقات وثيقة مع واشنطن، وهناك تنسيق بينهما في شئون المنطقة، وهي مصدر دعم رئيسي للسلطة الفلسطينية التي تعيش خلافات كبيرة مع حماس.