رام الله الاخباري :
استبق الكثير من الخبراء الأميركيين إعلان الرئيس دونالد ترمب خطته لسلام الشرق الأوسط المعروفة بـ "صفقة القرن"، والمنتظر إعلانها مساء الثلاثاء، بتأكيد انعدام أي فرص لنجاحها.
وأجمع الخبراء أن ما يراه ترمب كخطة سلام سيكون لها نتائج عكسية إذ تُبعد وتُعقد من تحقيق السلام بين الأطراف، خاصة مع تجاهلها مبدأ حل الدولتين.
وأكد الخبراء فشل دبلوماسية ترمب في فرض السلام، وهو ما ينتج عنه تهديد ديمقراطية "إسرائيل"، والإضرار بمصداقية الولايات المتحدة، وانعدام فرص خلق دولة فلسطينية مستقلة.
وعن توقيت إعلان الخطة، أجمع الخبراء أنها ليست إلا محاولة للالتفاف على متاعب وأزمات ترمب الداخلية مع محاكمته وبدء موسم الانتخابات الأميركية.
واعتبروا أن توقيت طرح الخطة يمثل من ناحية أخرى محاولة لدعم حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتخابية، حيث تجري "إسرائيل" انتخابات برلمانية، للمرة الثالثة خلال أقل من عام، بعد ثلاثة أسابيع.
ويرى بعضهم أن هذا يعد دليلًا آخر على أن ترمب يضع مصالحه الشخصية الضيقة قبل مصالح الأمن القومي الأميركي.
وبحسب ما نقلته "الجزيرة نت" عن دانيال شابيرو السفير الأميركي السابق لدى "إسرائيل" في عهد باراك أوباما، فإنه يرى أنه "لا يوجد أي مبرر لإعلان صفقة القرن الآن، لا توجد حكومة في إسرائيل يمكن التعامل معها، وما نعرفه أن الفلسطينيين سيرفضون الخطة فور إعلانها".
وغرد شابيرو بالقول "عندما كنت سفيرًا في إسرائيل، كانت التعليمات تقول إنه لا يمكن لطرف ثالث أن يفرض اتفاقًا على الطرفين، وإن الاتفاق يجب أن يكون نتاج مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وإن أي اتفاق يجب أن ينهي الصراع الطويل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأخيرًا يجب منع إسرائيل من أن تصبح دولة ثنائية القومية".
في حين، قال مساعد وزير الخارجية السابق للشرق الأوسط ومبعوث عملية التسوية مارتن إنديك: إن" تصميم ترمب على إعلان صفقة القرن قبل انتخابات إسرائيل ودون طرف فلسطيني، دليل على أنها ليست خطة للسلام بل هي لعبة هزيلة من بدايتها لنهايتها".
وأضاف إنديك "طرح الخطة يضمن فشلها، ورفض الفلسطينيين يقتلها ولن تستطيع أي حكومة إسرائيلية قبول شيء كهذا قبل الانتخابات".
ويعتقد المفاوض الأميركي السابق آرون ديفيد ميلر "أن طرح صفقة السلام قبل أسابيع من ثالث انتخابات إسرائيلية في أقل من عام واحد ودون أي اعتبار لموقف الفلسطينيين يأخذ الدبلوماسية الأميركية لمستوى جديد من السقوط".
وأضاف "ستفشل صفقة القرن، إدارة ترمب أساءت تقدير أهمية الطرف الفلسطيني في الصراع".
بدوره، قال مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد الأمن القومي الأميركي الجديد إيلان غولدبرغ إن" خطة السلام تهدف لتوجيه الأنظار بعيدًا عن محاكمة ترمب بمجلس الشيوخ، وتمهيد الطريق أمام إعادة انتخاب نتنياهو، كما أنها تهدف لجعل حلم ديفيد فريدمان سفير ترمب في إسرائيل، حقيقة بضم أراضي الضفة الغربية لإسرائيل".