رام الله الإخباري
رام الله الإخباري - جهاد القاق:
يترقب الفلسطينيون إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل صفقة القرن بعد دعوة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وزعيم حزب أبيض أزرق بيني غانتس تمهيداً لنشرها بصورة رسمية.
صفقة القرن والاعلان عنها قد يدفعنا الى عدة تساؤلات حيال ذلك، ما هي الخيارات المتاحة للرد على تلك الصفقة الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية ؟ وكيف سيكون الرد الرسمي والشعبي؟ وما هو شكل الدولة الفلسطينية مستقبلاً ؟
وفي هذا الخصوص، قال الكاتب و المحلل السياسي د. احمد رفيق عوض أن الرد الرسمي الفلسطيني على صفقة القرن، قد تم الاعلان عنه من قبل بعض المسؤولين في السلطة كتعليق الاعتراف بإسرائيل، وحل السلطة والخروج من اتفاقية أوسلو، وغيرها من الخيارات المتاحة، موضحاً ان السلطة الوطنية الفلسطينية ستعطي المساحة والوقت والزمان لإتخاذ قرار الرد على هذه الصفقة.
الرد الشعبي غير متوقع ومفاجئ
وعن الرد الشعبي، أكد عوض في حديث خاص مع موقع " رام الله الإخباري" أن الرد الشعبي يكون دائماً غير متوقع ومفاجئ، ويسبق قيادته في السلوك، فالشعب الفلسطيني قادر على أن يأخذ قراراه، ويترجم رفضه لصفقة القرن بالطريقة التي يراها مناسبة.
السلطة الفلسطينية قد لا تقلب الطاولة
وتابع " السلطة الوطنية الفلسطينية قد لا تقلب الطاولة، وقد لا تذهب الى قرارات مفاجئة أيضاً، فالسلطة قائمة على التفاوض والقانون والدولي والتوجه الى الوسطاء الدوليين"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني هو الذي سيذهب الى خيارات مختلفة تماماً للتعبير عن رفضه لصفقة القرن.
ما هي الخيارات !!
وعن الخيارات المتاحة، قال عوض أن الخيارات المتاحة للرد على صفقة القرن كثيرة ومتنوعة، والتي أهمها إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني كشكل من أشكال الوحدة الوطنية، إضافة الى إعادة النظر في طريقة التعامل مع إسرائيل، وإستنهاض العمل الجماهيري والشعبي والفصائلي، والذهاب الى خيارات سياسية كالعودة الى منظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد المحلل السياسي أن رد القيادة الفلسطينية يجب أن يكون على مستوى الشارع الفلسطيني وموقفة حتى إن كان غاضباً، موضحاً ان الرد الشعبي والجماهيري قد لا يكون اليوم أو غداً، فالجمهور دائماً هو المخزن وهو الذي يقدم المفاجئات.
وردا ً على سؤال عن تأثير الانقسام على الرد الفلسطيني، قال عوض أن إستمرار الانقسام الفلسطيني سيؤدي الى إضعاف شديد للرد الفلسطيني، حيث سنخشى بعضنا البعض، وكل طرف يقول لا أريد أن اصطدم مع الادارة الامريكية وإسرائيل لأن البديل جاهز، وبالتالي الردود على صفقة القرن في حال إستمرار الانقسام سيتكون ضعيفة وغير منسقة، وقد تكون أقل مما نتوقع.
وعن إعتبار شعفاط عاصمة للدولة الفلسطينية، أوضح عوض أن تسريبات صفقة القرن تريد عاصمة للدولة الفلسطينية في أي مكان خارج أسوار القدس، وليس شعفاط بالذات، ووفقاً لتسريبات صفقة القرن فإن القدس بشقيها الشرقي والغربي موحدة وعاصمة " لإسرائيل".
صفقة القرن كتبت حتى ترفض ،، والدولة الفلسطينية فيها غامضة
وبين عوض أن صفقة القرن تشطب الوجود الفلسطيني كديموغرافيا وحقوق وواقع ومتطلبات، حتى الدولة الفلسطينية المذكورة في الخطة غامضة جداً ولا تقوم إلا إذا حققت اربعة شروط مستحيلة، منها الاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية، ونزع السلاح الفلسطيني في غزة، وغيرها من الشروط التي كتبت حتى ترفض، فهي لا تعترف بالشعب الفلسطيني بل تقوم على تفكيكه وتغييبه عن الخارطة والتاريخ.
ما هي بنود صفقة القرن ؟؟
وكانت صحيفية "يديعوت أحرونوت" العبرية قد قالت بأن "الصفقة ستسمح لإسرائيل ضم 30٪- 40٪ من مناطق "ج"، ومنح السلطة الفلسطينية السيطرة على 40٪ من هذه المناطق، وباقي منطقة "ج" ما زال لم يحدد الموقف منها، وقد يتم منحها للسلطة الفلسطينية أيضاً، وبهذا تقام الدولة الفلسطينية على حوالي 70٪ من المساحة الحالية للضفة الغربية".
وقالت الصحيفة إن :الإدارة الأمريكية ستعطي مهلة 4 سنوات للتجهيز لتنفيذ الصفقة، وهذا يعني منح السلطة الفلسطينية وقتاً لقبول الصفقة، وحتى إن رفضها الرئيس عباس، فالولايات المتحدة تأمل أن يقبلها من سيأتي خلفه خلال هذه الأعوام الأربعة".
وبحسب الصحيفة فإن "إدارة ترامب لن يسمحوا لإسرائيل بقبول بعض بند الصفقة ورفض بعضها، ولذلك لا يمكن للاحتلال على سبيل المثال ضم غور الأردن دون تنفيذ بنود الصفقة الأخرى".
وأضافت: "خلال فترة التحضير سيجري منع بناء مستوطنات جديدة في مناطق "ج"، ولكن يمكن للاحتلال أن يستمر بالبناء في المستوطنات القائمة وتوسعتها".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في حكومة الاحتلال، أن "الإدارة الأمريكية ستمنح السلطة الفلسطينية عدة أسابيع للرد على الصفقة سواء بقبولها أو رفضها، ولا يمكن لإسرائيل فرض السيادة أو ضم مناطق "ج" خلال هذه الفترة، وبهذا لا يمكن لنتنياهو طرح مشروع قانون لضم هذه المناطق قبل الانتخابات القادمة."
وكشفت أن "الدولة الفلسطينية التي سيجري إعلانها، في حال وافقت السلطة على الصفقة، ستكون تحت قيود، حيث لا يمكن لها إنشاء جيش، ولن تسيطر على الأجواء أو المعابر الحدودية".
ووفقاً للصحيفة، فإن "الصفقة تشمل أيضاً إمكانية إقامة نفق يربط الضفة الغربية بقطاع غزة، ولكن لم يتم حتى الآن دراسة هذا البند من قبل المستويات الأمنية الإسرائيلية، وكذلك على عودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة، وسحب سلاح المقاومة الفلسطينية".
وتنص أيضاً على "بقاء القدس والمقدسات تحت السيادة الإسرائيلية ، في حين يتم إدارة المقدسات بشكل مشترك، ولن يتم تقسيم المدينة إلى شرقية وغربية".
وبحسب الصحيفة فإن "صفقة القرن ستعتبر جميع مناطق القدس خارج الجدار العنصري مناطق فلسطينية، ويمكن للدولة الفلسطينية القادمة إقامة عاصمة في أي من هذه المناطق شرط أن تكون خارج الجدار، وبهذا يمكن على سبيل المثال إعلان مخيم شعفاط كعاصمة للدولة الفلسطينية".
وفي الجانب الاقتصادي تنص الصفقة "على تخصيص حوالي 50 مليار دولار لإقامة مشاريع في المناطق الفلسطينية، وزعم مسؤولون أمريكيون أن ولي العهد السعودي وزعماء الخليج العربي تعهدوا للأمريكيين دفع هذه الأموال".
رام الله الاخباري