مخلفات جيش الاحتلال تهدد المسارات البيئية

PNN_5df252cb-2image_story

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

مع بداية اكتساء حقول وجبال فلسطين باللون الأخضر، تنشط حركة السياحة البيئية، من خلال مسارات تنظمها مجموعات شبابية، بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة السياحة والمراكز البيئية المختصة، والتي أصبحت تشكل متنفسا للفلسطينيين، وحركة جذب للسياحة الخارجية.

مؤخرا، ضمن أحد اكبر المسارات البيئية، اكتشفت مجموعات شبابية عدة حقول للألغام والذخائر على أطراف دير مار سابا في بيت لحم، وصحراء جنوب النبي موسى والبقيعة. 

أنور دوابشة، دليل سياحي بيئي وصاحب مجموعة "عشاق الطبيعة"، قال إنه خلال تجوالنا اكتشفنا عددا من الألغام والذخائر والتي يبدو أنها طفت على السطح بفعل الأمطار، والتي كانت في مناطق تمتد من دير مار سابا في بيت لحم، حتى برية جنوب النبي موسى في أريحا، وغور زعترة والبقيعة وطمون.

وأضاف، إن موضوع الألغام لم يكن يظهر بهذه الصورة من قبل، وهو يشكل خطرا على المواطنين، خاصة الذين يخرجون في مسارات مشيا على الأقدام.

وأوضح، أنه عند اكتشاف هذه الألغام توضع علامات من الحجارة بالقرب منها ويتم تبليغ الجهات المسؤولة عنها.

ويعد مفهوم "السياحة البيئية" حديثا نسبيا؛ ورغم ذلك فإن فلسطين تعتبر مقصدا سياحيا لاحتوائها على الكثير من المقدسات الدينية والمواقع التاريخية والأثرية، وتنوع جغرافيتها ومناخها يفتح الآفاق لتوسيع دائرة السياحة وارتباطها بالبيئة، حسب مركز المعلومات الوطني.

وتحدث المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش، عن بدايات انتشار السياحة البيئية منذ العام 2000، مؤكدا أنه جرى تدريب وتأهيل عدد من الأدلاء السياحيين المختصين في مجال البيئة، وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة.

وحذر من انتشار هذه الألغام ومخلفات جيش الاحتلال في الأراضي المخصصة كمسارات بيئية، والتي يمكن أن يؤدي انفجارها إلى الحاق الأذى بالأشخاص أو إلى وقوع ضحايا.

وأكد الأطرش أن ما جرى اكتشافه مؤخرا هو عبارة عن عدد من الألغام والقذائف المدفعية، داعيا المجموعات التي تخرج بالمسارات بالالتزام بالإرشادات، وخط السير، وعدم المشي بشكل عشوائي في هذه المناطق.

وزارة الداخلية الفلسطينية وعبر المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام، تعمل على إزالة عدد من حقول الألغام المنتشرة في أراضي الضفة الغربية منذ عدة سنوات.

وقال مدير العمليات في المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام التابع لوزارة الداخلية العقيد عيسى الغنيمات، إن منطقة عرب الرشايدة في محافظة بيت لحم ملوثة بالمخلفات الحربية نتيجة تدريبات الاحتلال، وعملنا على إزالتها في عامي 2016، و2019، حيث تمت إزالة ما يقارب من 20 قذيفة.

وأضاف، أنه في الفترة الأخيرة تم مسح المنطقة المذكورة، والعثور على 15 قذيفة، كما تم وضع الإحداثيات لها، وتبليغ الاحتلال عنها، ونحن ننتظر الرد من أجل العمل على إزالتها".

وبين، أن موضوع المخلفات الحربية لتدريبات جيش الاحتلال من الممكن التعامل معها، ولكن هناك احتمال لانتشارها مرة أخرى؛ كونها في مناطق تدريب موسمية لقوات الاحتلال.

وبخصوص موضوع حقول الألغام التي اكتشفت مؤخرا في المسارات السياحية، أكد الغنيمات أنه حتى اللحظة ما تم التبليغ عنه هي مخلفات حربية، ولا معلومات كافية في هذه المناطق التي يصعب الوصول إليها، موضحا أن المركز يقوم بإعداد تقرير مفصل حول انتشارها.

وأشار الى أن 16 حقلا من الألغام منتشرة داخل الضفة الغربية، و65 حقلا منتشرة على الحدود الشرقية مع المملكة الأردنية الهاشمية.

وبين أن محافظة جنين فيها أربعة حقول من الألغام، وجرى الانتهاء من العمل في حقلي عرابة ودير أبو ضعيف، وسيتم استكمال العمل في حقل داخل أراضي بلدة يعبد، ومن ثم الانتقال للعمل في حقل داخل أراضي بلدة قباطية.

وأوضح، إن الحقول الأخرى تنتشر في طولكرم وقلقيلية، مؤكدا انتهاء العمل وإزالة الألغام من حقول الخليل وبيت لحم.

وقال الغنيمات، إن غالبية الألغام التي يتم التعامل معها في أراضي الضفة الغربية زرعت خلال فترة حرب 1967، في حين أن الألغام المزروعة على الحدود الشرقية هي إسرائيلية.

وتحدث عن ثلاثة أنواع من الألغام التي جرى التعامل معها، وهي: mk5 مضاد للدروع، وm 35  المضاد للأفراد وهو بلجيكي الصنع، والنوع الثالث أردني محلي الصنع.

وأكد أنه تمت إزالة سبعة حقول من الألغام في مناطق الضفة الغربية رغم معيقات إتمام العمل على إزالة كافة الحقول في العام 2020 حسب الخطة، معربا عن أمله بانتهاء العمل في كافة الحقول المنتشرة في أراضي الضفة الغربية في العام 2023.

وقال "بالنسبة للحقول المنتشرة على الحدود الشرقية، لا يوجد سيطرة فلسطينية عليها، باستثناء منطقة المغطس بالقرب من نهر الأردن، والتي جري العمل على إزالة الألغام منها بتعاون المنظمة الإنسانيّة المتخصّصة في إزالة الألغام "هالو تراست"، التي تعاقدت معها وزارة الداخلية في العام 2013 ".

وأضاف، إنه جرى إزالة الألغام من أراضي الكنائس الثماني بمساحة 136 دونما، والتي كانت بطلب من البابا خلال زيارته لفلسطين في العام 2012، وحاليا نعمل على إزالة الحقل المجاور لأراضي الكنائس، بمساحة تقدر بـ500 دونم حتى تكون المنطقة آمنة، بالتعاون مع الرئاسة ووزارة السياحة الفلسطينية.

وتابع الغنميات "إنه حسب التقديرات، فقد راح حوالي 1100 ضحية ما بين شهيد وجريح نتيجة الألغام ومخلفات الاحتلال، ولكن ما تم إحصاؤه والتأكد منه وصل لنحو 450 ضحية ما بين شهيد وجريح منذ خمسينات القرن الماضي، وما زالت عملية الإحصاء مستمرة.

وبين أن أكثر المناطق التي تنتشر فيها الذخائر ومخلفات الاحتلال في مناطق طوباس والأغوار وعرب الرشايدة في بيت لحم، وفي مسافر يطا وبني نعيم بمحافظة الخليل.

وناشد الغنميات المواطنين بعدم الاقتراب أو التعامل مع أية ألغام أو مخلفات حربية أو أجسام مشبوهة في حال العثور عليها، وتبليغ الجهات المختصة فورا.

وفا