رام الله الإخباري
رام الله الإخباري :
تبنت موجة جديدة التخلي تدريجيا عن الهواتف الذكية واستبدالها بهواتف الجيل الأول التي تتيح خدمة المكالمات فقط دون اعتماد الأنظمة التي تتيح تحميل تطبيقات مختلفة وأعطت بعدا آخر للهاتف حتى أصبح كمبيوترا صغيرا لا يكاد أحد يستغني عنه.
وتهدف الحملة الى محاولة الإفلات من قبضة التكنولوجيا التي يبدو أنها احتلت مساحة كبيرة في يومياتنا مع ما يصاحب ذلك من أمراض نفسية وحتى جسدية.
وأكد مركز البحوث لدراسة ومراقبة الظروف المعيشية "كريدوك" في مسح عالمي حديث أن 98 في المئة من الشباب عبر العالم والذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة لديهم هاتف ذكي.
طالبة فرنسية في قسم الطب وتدعى كلارا، قالت إنها تأكدت أنه لن يكون بإمكانها التركيز في دروسها خلال المحاضرات مادامت تحمل في يدها هاتفها الذكي.
وأضافت كلارا لموقع "سلات" المختص في الأبحاث الاجتماعية أنها قررت اقتناء هاتف قديم من طراز هواتف التسعينيات للتحرر من قبضة الهاتف الذكي.
وفي ذات السياق، كتب العالم الاجتماعي الفرنسي دومينيك بولير، مقال تحليلي له قائلا "نشهد بروز ظاهرة عكسية غير صحية وهي الاتصال الدائم".
وأضاف بولير "مع ظهور الرسائل القصيرة سنوات التسعينيات بدأ الشخص منا يتعرض للتواصل الدائم غير الصحي، ومع الأجهزة الذكية أصبحت هذه الظاهرة مرضية بشكل لا يطاق".
يقول البروفيسور بولير "اليوم، مع الهاتف الذكي، اختفت فكرة الهاتف كأداة اتصال تمامًا.وأكمل "لهذا السبب رأينا بعض المستخدمين يتخلون عن هواتفهم الذكية إذ أن بعض التطبيقات مارست نوعا من الضغط عليهم."
ويشير الأخصائي في علم النفس العصبي ومؤلف تقرير حول تأثير الشاشات على العمليات المعرفية لمرصد الصحة البصرية والسمعية الأوروبي إن شاشات الهواتف الذكية اللصيقة جعلتنا نتخلى عن ملكات عقلية أولها التدقيق والتحميص والتحليل، وهي ملكات تحتاج ممارسة يومية حتى تضمن تشغيلها الدائم.
وأطلق الاخصائي لسيلفي شوكرون على هذه الظاهرة "السذاجة الذكية"، إذ بالنسبة له الهواتف الذكية لا تحفز عقولنا بل تخدرها.
ويتضح هذا من خلال الدعوى الجماعية التي رفعتها في أكتوبر 2019 شركة المحاماة الأميركية فريغان سكوت كرد فعل لدراسة أجرتها "شيكاغو تريبيون"، والتي كشفت أن ستة هواتف ذكية من شركة أبل وسامسونغ ستتجاوز مستويات الانبعاثات المسموح بها للموجات الكهرومغناطيسية مع الهواتف الجديدة أن هناك مشكلا صحيا حقيقيا يهدد جميع مستخدمي الهواتف الذكية.
ويتخوف الشباب أيضا من مخاطر نقل بياناتهم الشخصية وكسر خصوصياتهم وحياتهم الخاصة.
ووفقاً للعائدون إلى هواتف الجيل الأول فأن المواد التي تصنع على أساسها الهواتف الذكية تهدد البيئة "في وقت يتوجب علينا الحفاظ عليها ما كل ما يتهدد كوكبنا" وفق قول كلارا الطالبة في قسم الطب في جامعة باريس.
يذكر أن صناعة الهواتف الذكية شهدت لأول مرة منذ إنشائها انخفاضًا سنويًا في عام 2018، وكانت الصين، التي تحتكر ثلث مبيعات الهواتف الذكية في العالم، قد شهدت انخفاضًا في مبيعاتها بنسبة 11 في المئة سنة 2018.
ووفقا للمعهد الدولي للبيانات، فإن الربع الأول من عام 2019 عرف انخفاضا في شحنات الهواتف الذكية بنسبة 6.6 في المئة عبر العالم.
الحرة