رام الله الإخباري
رام الله الإخباري :
قالت كاتبة إسرائيلية ان المواجهة العسكرية المقبلة باتت تقترب أكثر من أي وقت مضى، وأن اتفاق التهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة هش ولا يلزم المنظمة بأي شيء.
وأضافت الكاتبة دانة وولف، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" "سواء أطلقنا على ما يحصل من مباحثات أمام حماس عبر الوسطاء تسوية أو تهدئة، فإن كل ذلك لن
يوصل إسرائيل إلى حل المشكلة المستقبلية مع التهديد الأمني والبيئي القائم مع غزة، لأن الحل الحقيقي بعيد المدى الذي يجب أن يتوفر له دعم من الأسرة الدولية يشمل نزع حماس من سلاحها، وعودة الأسرى الإسرائيليين، وتحسين مستوى الحياة المعيشية لسكان القطاع".
وأوضحت ان كل ذلك يتطلب التوصل الى حسم النقاش الدائر حول المسؤولية عن قطاع غزة مشددة على ضرورة اتخاذ قرار استراتيجي يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتحقيق التهدئة مع حماس، فإن أطنان التوت الأرضي من غزة تجد طريقها للتصدير كجزء من التسهيلات الإسرائيلية.
وتابعت " من أجل إيجاد حل جذري لمشكلة غزة، يجب العودة إلى الجذور، وليس البدء من منتصف الطريق"
وقالت: "رغم الصعوبات الجدية والمعيقات الحقيقية، فإن إسرائيل مطالبة باتخاذ قرار استراتيجي يخص مصالحها في قطاع غزة، خاصة نظرتها إلى هذه البقعة الجغرافية"، متسائلة: "هل تعتبر إسرائيل أن غزة غير خاضعة لمنظمة مسلحة معادية، أو أنها يجب أن تبقى جزء من السلطة الفلسطينية".
وبينت الكاتبة الاسرائيلية: "لذلك يجب البدء بتقوية السلطة وإضعاف حماس، مع أنه بعد 14 عاما من الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، و13 عاما على سيطرة حماس عليه، آن الأوان لأن تعترف إسرائيل أن غزة لم تعد جزء من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، ولذلك يجب التعامل معها كمنطقة معادية".
وأكملت "يجب أن تكون الجهة المسيطرة على غزة، وهي حماس مسؤولة عن توفير احتياجات سكانها، وطلباتهم، مع العلم أن غزة ما زالت قنبلة موقوتة متكتكة، وقابلة للانفجار في أي لحظة، ونحن أمام بقعة جغرافية صغيرة هي الأكثر ازدحاما في العالم، ويعيش فيها مليونا إنسان تحت سيطرة كاملة لحماس، التي ما زال معظم المجتمع الدولي يراها منظمة إرهابية، وتسعى بكل جهد للحفاظ على نفسها وقدراتها وإمكانياتها العسكرية".
وأردفت "حماس تخوض قتالا شرسا ضد إسرائيل وجبهتها الداخلية، في حين ذهبت إسرائيل إلى خيار فرض حصار كامل على القطاع، وفي ظل استمرار أزمات المياه والكهرباء في غزة، فإن الأمر لم يعد تهديدا أمنيا على إسرائيل، بل تهديدا صحيا وبيئياً، ليس فقط على إسرائيل وحدها، وإنما على الدول المجاورة في المنطقة".
وأكدت "هناك مخاوف إسرائيلية من انتقال الأمراض والأوبئة بسبب مشاكل الصرف الصحي التي لا تتوقف عبر الحدود المائية بين غزة والمناطق المجاورة، ومنها إسرائيل، ولذلك يبقى السؤال المركزي: من المسئول عن كل هذا، مع أن اتفاق أوسلو قرر أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من السلطة الفلسطينية، ولكن مع صعود حماس فقدت السلطة سيطرتها على هذه المنطقة الجغرافية".
واختتم قائلة "المنظمات الدولية ما زالت ترى في إسرائيل مسؤولة عما يحصل في غزة، مع أنه ليس لها تواجد عسكري في القطاع، في حين أن حماس مسئولة بصورة حصرية عن السكان المحليين في غزة، وعن الوضع الأمني أمام إسرائيل، وهذا أساس المشكلة".
عربي 21