اغتيال سليماني ..لماذا اتخذ ترامب القرار الذي تجنبه بوش وأوباما؟

ترامب وقاسم سليماني

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

تساءل عدد من المختصين والباحثين في الشؤون الإيرانية، عن السبب الذي دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتخاذ قرارا باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني فجر الجمعة.

ويؤكد المختصون والباحثون أن هذا القرار تجنبه الرؤساء الأميركيون السابقون، خشية من أن يتسبب قتله، بحرب جديدة في المنطقة في وقت القوات الأميركية موجودة على الأرض في كل من أفغانستان والعراق.

وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإن رئيس أركان الجيش الأميركي مارك ميلي، قال: إن لم يتمّ استهداف سليماني "كنا سنُتهم بالإهمال"، لذلك نفذ الجيش الأميركي الضربة "بعملية محددة بواسطة طائرة مسيرة" قرب مطار بغداد.

وأضاف ميلي "كانت في حوزة الولايات المتحدة معلومات مؤكدة مفادها أن سليماني كان يخطط لأعمال عنف أكبر بكثير"، موضحا أن "خطر عدم التحرك كان أكبر من خطر التحرك".

وغردت النائبة الديموقراطية إليسا سلوتكين، وهي محللة سابقة في مكتب التحقيقات الفدرالي (سي آي أيه) وخبيرة في الفصائل الشيعية، على موقع "تويتر"، قائلة: "سؤال واحد منع رئيسين أميركيين أحدهما ديموقراطي والآخر جمهوري من تصفية سليماني"، وهو "هل تستحق غارة جوية عمليات الرد عليها واحتمال زجنا في نزاع؟".

وقالت: "خلصت الإدارتان اللتان عملت لحسابهما بأن الغاية لا تبرر الوسيلة. لكن إدارة ترامب قامت بحسابات أخرى".

واتخذ ترامب موقفا مغايرا لسلفه من خلال الانسحاب في 2018 من الاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي الذي تفاوض بشأنه أوباما، واختار ممارسة "أقصى ضغوط" على نظام طهران من خلال فرض عقوبات اقتصادية صارمة بسبب "أنشطتها المزعزعة للاستقرار".

وردت طهران بمحاولة وقف الملاحة البحرية في الخليج من خلال إسقاط طائرة مسيرة أميركية فوق مضيق هرمز وقصف منشآت نفطية في السعودية.

من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية ويل فالتون، أنه في الماضي كان خطر قتل سليماني يعتبر مرتفعا جدا، إلا أن رقعة مهامه ونفوذه اتسعت، وقررت إدارة ترامب أن نفوذ سليماني وقدرته على تحريك الأحداث في المنطقة تحولا الى تهديد خطير جدا يجب معالجته".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت في مقال، أن قوات خاصة أميركية تعقبت موكب سليماني في إحدى الليالي في يناير 2007 أثناء سفره من إيران إلى شمال العراق.

وتضيف الصحيفة في مقالها: "أن القوة الخاصة لم تقم بإطلاق النار في حينه وتركت موكب سليماني يختفي تحت جنح الظلام، إذ أن الإدارة الأميركية آنذاك لم تتخذ قرارا بقتله.

وقال قائد قيادة العمليات الخاصة الأميركية المشتركة الجنرال ستانلي ماكريستال في مقال سابق إنه قرر في حينه أن تتم مراقبة موكب سليماني فقط وأن لا يتم استهدافه تجنبا للقتال والتبعات السياسية التي قد تحدث من جراء ذلك".

الحرة