رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
تطرق موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تقرير له اليوم الجمعة، إلى موقف وآراء العرب والمسلمين في أمريكا من قضية عزل الرئيس دونالد ترامب، خصوصا وأنهم أكثر فئة تعرضت للانتهاكات والتهميش في ظل إدارة ترامب.
ونجح مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية في إقرار إقالة ترامب يوم الأربعاء، مما يجعله ثالث رئيس يواجه اتهامات رسمية تدفع بإقالته. ولكن تلك الإجراءات، التي يكفلها الدستور الأمريكي لمجلس النواب دون سواه، ليست سوى نصف العملية. إذ تتطلّب تقليص فترة ولاية الرئيس إقرار إدانته -بأغلبية الثلثين- بعد مساءلة الرئيس في مجلس الشيوخ.
ونقل الموقع البريطاني، عن عابد أيوب، المدير القانوني للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز (ADC) قوله، إن مساءلة الرئيس أمر مهم، ولكن في خضمّ الأجواء شديدة التحزّب، قد يتمكن ترامب من استخدام ذاك الإجراء لحشد قاعدته و"كسب حالة زخم"، قبل انتخابات العام المقبل.
وأضاف أيوب: "هذا هو مكمن القلق: أي تأثير سيسفر عنه الأمر؟ عملياً، قد يكون لذلك تأثيرٌ مدمّر على ديمقراطيتنا"، مشددا على أن اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز ليست مُتحزِّبة ولا تؤيد مرشحين.
وتابع: "يجب على العرب الأمريكيين المراهنة على انتخابات عام 2020، إننا في حاجة للضغط على المرشّحين ليتبنّوا موقفاً من قضايانا. علينا أن نضمن وقوفهم إلى جوارنا في القضايا المهمة، وألا يفترضوا تصويتنا لصالحهم كأمر مُسلّم به".
بدورها، قالت مايا بيري، المديرة التنفيذية للمعهد العربي الأمريكي (AAI)، إن عملية الإقالة ضرورية للحفاظ على الديمقراطية الأمريكية.
وأكدت أن تآكل سيادة القانون تعيق جهود الناشطين العرب الأميركيين المعنية بتعزيز أجندة العمل المجتمعي؛ سواء كان ذلك في صورة داعم لحقوق الإنسان في فلسطين أو دفاع عن الحقوق المدنية داخل البلاد.
ونقل موقع "ميدل ايست آي" عنها قولها: "إنه لأمر مُؤلم أن نرى ذلك، ولكنّه مطلوب تماما".
وأضافت مايا أنه بينما يتأهّب النشطاء لرفع راية القضايا العربية الأمريكية في عام 2020 خلال السباق الرئاسي، وضمان إجراء إحصاء دقيق لأعداد المشاركين، فإنهم لا يتمتّعون برفاهية تجاهل انتهاكات الرئيس.
من جانبها، تقول جورج بشارة، أستاذ القانون بكلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا، إنه يجب إقالة ترامب ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك على خلفية انتهاج سياسات فظيعة، واصفا عملية الإقالة بالخطوة الجيدة لضمان عدم تطبيع واشنطن مع انتهاكات السلطة.
إلا أنه أكد في ذات الوقت أنه لن يكون لنتيجة الأمر ثمّة تأثير حقيقي على الأمريكيين العرب والمسلمين، إذ من المحتمل أن يحتمي ترامب بمجلس الشيوخ.
وأضاف: "لطالما كانت سياسات ترامب مروّعة بالنسبة لجميع المسلمين تقريباً، لا سيّما للعرب والأمريكيين الفلسطينيين. وبصفتي فلسطينياً أمريكياً، سأحتفل بنهاية ولاية إدارة ترامب؛ سواء كان ذلك من خلال مُساءلته أو هزيمته في الانتخابات الرئاسية. ولكنني -شخصياً- لن أدافع عن الإقالة على أساس السياسة وحدها.
أما وردة خالد، من مؤسسة مُنظّمة Poligon National، التي تعمل على تعزيز أصوات المسلمين الأمريكيين في الكونغرس الأمريكي، فتؤكد أن المشاكل التي يواجهها المسلمون والعرب في الولايات المتحدة لن تزول بزوال ترامب.
وأضافت: "أن الرئيس أحد أعراض مشكلة أكبر؛ إذ إن السياسات التي تؤثّر سلباً على المجتمعات المُسلمة تسبق ولايته، ورغم ذلك، فإنها تُعزي السبب في الارتفاع الأخير على صعيد جرائم الكراهية إلى "الجوّ السياسي الذي يشجّع على تفشّيه ترامب وسياسيون آخرون".
فيما أكد عامر زهر، وهو مقدّم عروض كوميدية فلسطيني أمريكي يدرس في كلية الحقوق بجامعة ديترويت ميرسي، أن سياسات ترامب الداخلية والخارجية التي أثبتت إضرارها بالأمريكيين العرب أهم بكثير من إجراءات العزل الحالية، التي ترتكز على أوكرانيا.
وأضاف أن هذا هو السبب وراء تركيز المجتمع الإسلامي والعربي بشكل أكبر على انتخابات 2020، التي تجسّد فرصة لإطاحة ترامب من منصبه.
وكانت رشيدة طليب بين أوائل أعضاء الكونغرس الذين طالبوا بإقالة ترامب، ودعا عماش، الذي استقال من الحزب الجمهوري في يوليو/تموز، إلى عزل الرئيس في مايو/أيار إثر تقرير مولر.
عربي بوست