رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
كشفت مصادر مطلعة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن خشية قيادة الجيش من "تفويت فرصة نادرة" للتوصل إلى "تسوية طويلة الأمد" مع حركة حماس في قطاع غزة، بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل، والتوجه لانتخابات برلمانية ثالثة في آذار/ مارس المقبل.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، اليوم الخميس، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة كان هناك فرصة للتوصل لـ"تهدئة طويلة" مع حماس، مبينة في الوقت ذاته أن هذه المحادثات حتى اليوم لم تحقق التقدم المطلوب.
بدوره، يرى المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، أن أجهزة الأمن وتحديدًا الجيش، بات يعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى تسوية في القطاع لسبيين؛ الأول، ما وصفها بالضربة القوية التي تعرضت لها حركة "الجهاد" في جولة التصعيد الأخيرة؛ والثاني، ما قال إنه تجنب قيادة حماس الدخول في المواجهة إلى جانب "الجهاد".
وأشار هرئيل، إن اغتيال أبو العطا "أزال من الطريق من يوصف بالمعيق الأساسي أمام التسوية، والمسؤول عن أكثر من 90 في المئة من إطلاق القذائف من القطاع في السنة الأخيرة"، بحسب هرئيل
وأن "قرار حماس (بعدم الدخول في المواجهة) جرى تفسيره في إسرائيل على أنه تعبير عن رغبة قوية لدى قيادة الحركة، وفي مقدمتهم يحيى السنوار و إسماعيل هنية ، للحصول على تسهيلات اقتصادية جدية في القطاع".
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية إسرائيلية وصفها موقف "حماس" بـ"التحول الإستراتيجي"، الذي يضع القضايا الاقتصادية والبنى التحتية في القطاع في رأس سلم أولوياته، "حتى على حساب المبدأ الإيديولوجي المهم بمقاومة إسرائيل".
ولفت هرئيل نقلاً عن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أنها أبدت تأييدها لتقديم تسهيلات في غزة، مثل تسهيلات في أعمال تطوير شبكة المياه والكهرباء والصرف الصحي، وإقامة منطقة صناعية قرب معبر كرم أبو سالم، وزيادة في عدد تصاريح العمل للغزيين في المستوطنات القريبة، لكنه لفت إلى أن جهاز الأمن العام (شاباك) يتحفظ على زيادة تصاريح العمل خشية استخدامها لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. أما وزير الأمن الحالي، نفتالي بينيت، فيشترط تقديم تسهيلات بالهدوء في البلدات الجنوبية، بحسب "هآرتس".
وقال " الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى أن تمهد هذه التسهيلات إلى استقرار الأوضاع الأمنية، ومن ثم تجديد الاتصالات لتبادل أسرى مع حماس".
وبين هرئيل أن محادثات التهدئة تراجعت وتيرتها بشكل جدي، وعزا ذلك إلى أن "حماس" تواجه "صعوبات داخلية" تحديدًا مع حركة "الجهاد"، الذي زعم أنها بادرت إلى إطلاق قذائف مؤخرًا بعد أن اعتقلت "حماس" نشطاء في "الجهاد" بسبب إطلاق قذائف.
ووفقا للمحلل العسكري فإن التراجع في وتيرة المحادثات يعود أيضًا إلى أن إسرائيل لا تسارع في دعم التفاهمات، بسبب انشغال القيادة في الأزمة السياسية الحالية، وأن هذا الانشغال سيزداد في الفترة المقبلة بعد حل الكنيست والتوجه لانتخابات ثالثة، وقدّر بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، وبينيت سيستصعبان اتخاذ قرارات بشأن التفاهمات خلال فترة الانتخابات، لأن اليمين و"كاحول لافان" سيعتبرها تنازلات لـ"حماس".
وأشار إلى أن الجيش الأساسي ينصب اهتمامه على الجبهة الشمالية في مواجهة إيران في سورية، ويعتبرها "أكثر إلحًاحًا وخطورة" مما يحصل في غزة، وقال إن إيران لم تظهر بوارد تراجع في تموضعها العسكري في سورية، ولا تزال تنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.
عرب 48