رام الله الاخباري :
عزيزتي سانّا مارين، رئيسة وزراء فنلندا
أسعد الله أوقاتك بكل الخير، أعرف أنّ الطقس في هذه الأيام في "هلسنكي" شديد البرودة، يترافق مع ليلٍ طويل، لذا أرجو أن تعتني بنفسك، وأن تكوني بخير، لا أحد هنا يرغب أن تشعري بالبرد.
سُعدنا هنا في فلسطين، بل في العالم العربي كلّه، بفكرة تعيينك رئيسة للوزراء، خاصة أنّك لم تتجاوزي بعدُ 34 ربيعًا... فنشرنا صورك بابتهاجٍ وبفرحٍ عارم، واحدة من خلفك القطار، وثانية مع شالٍ أرجواني، وأخرى وأنتِ ترتدينَ سترة زرقاء، كنت أودّ أن أكتب لكِ على كلّ صورة عند الأصدقاء "منوّرة"، هذا إطراء متعارف عليه هنا، لكنّك تعرفين، الزوجات هنا يراقبنَ كلَّ شيء، نعم كلّ شيء.
عزيزتي... بعض البنات في عُمرِك هنا لا يُكتب اسمهنّ على بطاقة الدعوة للزواج، نستبدله بِ "كريمته"، هذا أجلّ وأعظم لها! وأكثر "حشمة" من أن يعرف اسمها الصالح والطالح!
أكتبُ لكِ هذه الرسالة وقد خرجت للتوّ من جلسة نقاش تحدّثنا فيها عن ضرورة ترسيخ قيم الإعلام الصديق لقضايا المرأة، يا لها من صدفة! أتَريْن؟ نحن كذلك نهتمّ لأمر المرأة، كل يوم نقاشٌ وحوارٌ وجدالٌ حول هذا الواقع، ولقد كانت "إسراء غريب" -الفتاة التي قُتلت ظلمًا- ضيف الشرف في حواراتنا الأخيرة. بالمناسبة، كانت هنالك وجبة لذيذة في نهاية الورشة!
عزيزتي سانّا، دعاء الجدّات في العالم العربي لحفيداتهنّ من بنات جيلك لا يتعدّى الطلب من الله أن تحصل على وظيفةٍ، أو زوجٍ، أو أن يُبعد عنها أولاد وبنات الحرام، ولربما أكملت دراسة الماجسيتر إذا تأخر النصيب قليلًا. لكننّي أتساءل: كيف يصحّ أن تدعوَ لك جدّتُك بعد وظيفتك الجديدة "الله يعلّي مراتبك"!؟
ختامًا، أعتذر لو تخطيّت حدود اللباقة والكياسة إذ أسقطتُ "دولة رئيسة الوزراء" وأنا أخاطبك! هنا، لدينا رجال "بحجم الوطن"، وعباراتٌ تفيض أحاسيس مثل: "دمتَ لنا ذخرًا" و"عاش النفس الشريف"، هذا مبررٌ، هؤلاء أكبرُ منكِ عمرًا وأكثرُ إنجازات!
اشربي ماءً بنقع الفريز والليمون والنعناع قدر ما شئت، فقد عرفت قبل يومين فقط أنّ فيه فوائد عظيمة في الحفاظ على بشرة نضرة، اعتنِ بنفسك جيّدا، وإذا بلزمك طحينة أو قزحة من هون الأمانة ما تترددي.
مع خالص محبّتي
الصحفي الفلسطيني غيّاث جازي
نابلس- فلسطين
"بارع في قلاية البندورة ومشتاقٌ كثيرًا لدعاء السفر"