رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
أظهرت العديد من المؤشرات خلال الأيام الماضية، على أن إيران تستعد لمواجهة عسكرية بالمنطقة ضد أمريكا وحلفائها في المنطقة، رغم أنها أكدت مرارا وتكرارا أنها مع الحلول الدبلوماسية.
وبحسب مراقبين، فإن دولتي العراق ولبنان تحظى بأهمية كبرى في الحسابات الجيوسياسية لدى إيران، إذ يشكلان طريقا لها نحو مياه البحر الأبيض المتوسط، وحاضنة كبيرة لأبناء الطائفة الشيعية، ونقطة متقدمة في المواجهة مع الولايات المتحدة بحكم قربهما من إسرائيل.
ووفقا لـ"عربي21"، فإن أبرز أربعة مؤشرات، تحدثت عنها تقارير مختلفة على مدار الأيام القليلة الماضية، تظهر استعدادات إيرانية لمواجهة في المنطقة.
وأول هذه المؤشرات، هو نشر صواريخ متطورة في نقاط متقدمة، حيث كشفت تقارير مؤخرا عن تسريع إيران وتيرة نشر صواريخ متطورة في كل من العراق وسوريا واليمن، وسط محاولات حثيثة من الولايات المتحدة وإسرائيل، في المقابل، لرصدها وضبطها أو تدميرها.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الجيش والاستخبارات بالولايات المتحدة في 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن إيران استغلت حالة الفوضى التي يشهدها العراق منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، جراء الاحتجاجات الشعبية، لتعزيز ترسانتها الصاروخية على أراضيه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر الصحيفة، قولها إن طهران نشرت صواريخ باليستية قصيرة المدى على الأراضي العراقية، ما من شأنه تهديد كل من السعودية وإسرائيل، فضلا عن مصالح أمريكية مختلفة بالمنطقة.
كما تحدثت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية عن تعرض مخازن أسلحة للحرس الثوري الإيراني، شرقي البلاد، لغارات جوية، يعتقد أن مقاتلات إسرائيلية نفذتها.
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن إيران عملت بشكل حثيث خلال الاسابيع والأشهر الماضية للسيطرة على الحدود بين العراق وسوريا وفتحها، وخاصة في البوكمال، وقد أعلن البلدان بالفعل إعادة تشغيل المنفذه الحدودي بالمنطقة ذاتها نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، ما أثار قلقا إسرائيليا.
ووفقا لما كشفه مسؤولون أمريكيون لوكالة "رويترز"، فإن البحرية الأمريكية ضبطت قرب المياه اليمنية في بحر العرب، كمية كبيرة من أجزاء صواريخ إيرانية موجهة، على متن زورق، يعتقد أنه كان في طريقه إلى جماعة الحوثي الموالية لطهران.
أما المؤشر الثاني –وفقا لـ"عربي 21"- فهي عنصر جديد في اللعبة، حيث كشف تقرير لمجلة "نيوزويك" قبل أيام عن ملاحظة القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط تزايد تحليق طائرات "درونز" قربهم، يعتقد أنها إيرانية.
وأوضح التقرير أن تلك الطائرات تبين أنها تقوم بجمع معلومات وتحديد إحداثيات تواجد القطع العسكرية الأمريكية، ونقلها على الفور إلى مراكز التحكم في إيران، مشيرة إلى أن تلك الطائرات هي في الوقت ذاته "انتحارية"، حيث تنفجر في حال ضبطها، ما يحرم الجانب الآخر من الاطلاع على بياناتها، ويجعلها أداة هجوم في الوقت ذاته.
ونقلت "نيوزويك" عن مصادر عسكرية أن تلك الاستراتيجية الإيرانية الجديدة باتت تشكل هاجسا متزايدا للقوات الأمريكية، ووضعتها في مربع الدفاع، وبات على عناصرها البقاء في حالة حذر شديد.
أما المؤشر الثالث، فهو توسيع معادلة الصراع، حيث كشفت إيران، في أيلول/ سبتمبر الماضي، عن مساع لإجراء مناورات بحرية مشتركة مع كل من الصين وروسيا في المحيط الهندي، قبل أن تعلن في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن تحديد الفترة من 22 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، إلى 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، موعدا لإجرائها.
ووفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار تحدي القوى الغربية التي شكلت مؤخرا تحالفا بحريا لتأمين الملاحة بمضيق هرمز.
وشهدت المنطقة تصعيدا غير مسبوق خلال الأشهر الماضية، على خلفية هجمات استهدفت ناقلات نفط، اتهمت إيران بتنفيذها، حيث أنه من شأن المناورات المرتقبة تعقيد معادلة المواجهة في المنطقة، وإدخال عناصر دولية جديدة إليها، لا سيما وأن الصين تواجه هي الأخرى مساعي "احتواء" أمريكية.
أما المؤشر الرابع، فهو تحدي حاملات الطائرات الأمريكية، ويظهر ذلك بعدما أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن بحرية الحرس الثوري ستستلم عددا كبيرا من الفرقاطات السريعة، التي تشتهر بها هذه القوة، في آذار/ مارس المقبل.
وبحسب الوكالة الإيرانية، فإن تلك السفن العسكرية تعد صغيرة وسريعة جدا، وثقيلة التسليح في الوقت نفسه، بحسب تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، ما أثار جدلا بشأن قدرة إيران على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية بطرق غير تقليدية.
وأعلنت إيران في أيلول/ سبتمبر الماضي أنها باتت قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية، وهي أهم عنصر في منظومة الهيمنة الدولية للولايات المتحدة.
وناقش عدة مراقبين أمريكيين إمكانية حدوث ذلك السيناريو، ففي حين استبعدته بعضهم، في الوقت الحالي على الأقل، أشار آخرون إلى وجود العديد من الحسابات التي تجعله ممكنا، لا سيما امتلاك إيران سواحل ممتدة والمئات من الفرقاطات والطائرات الانتحارية والصواريخ الموجهة وشديدة الانفجار، فضلا عن الألغام التي يعتقد أنه تم استخدامها في مهاجمة ناقلتين قبالة السواحل الإماراتية مطلع العام الجاري، وغيرها من القدرات غير المعروفة بشكل قطعي، ويعتقد أنها حصلت عليها من روسيا والصين وكوريا الشمالية.
عربي 21