رام الله الاخباري:
قال الجنرال مائير ألرن، رئيس قسم حماية الجبهة الداخلية بمعهد الأمن القومي بجامعة تل أبيب: إن إسرائيل ستكون أمام خسائر غير مسبوقة من حيث عدد القتلى والجرحى في أي مواجهة مقبلة على أي جبهة، سواء أكانت الجنوبية أو الشمالية ، مشيراً إلى أن مواجهة غزة الأخيرة، شكلت شهادة إضافية على أننا غير مستعدين للمخاطرة المستقبلية.
وأوضح الجنرال الإسرائيلي، وفق صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، أن القرار الإسرائيلي بإغلاق كل الدولة خلال المواجهة الأخيرة مع غزة ليست قراراً سليماً، وليست حلاً للمشكلة الأمنية، لأنه بسبب منظمة صغيرة مثل الجهاد الإسلامي، اضطرت إسرائيل لأن تصاب بالشلل، فماذا سنعمل في مواجهة مستقبلية في حال انضمام حماس وحزب الله.
وأشار ألران، إلى أن هناك خطط لدى قيادة الجبهة الداخلية، لكنها ليست قابلة للتنفيذ على الأرض، فقد توفرت تقديرات عسكرية لدى الجيش الإسرائيلي مفادها، أن ذلك التنظيم بعد اغتيال قائده العسكري في غزة، سيطلق قذائف صاروخية باتجاه العمق الإسرائيلي، بما فيها منطقة غوش دان وتل أبيب.
وأكد مساعد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، وشارك بمفاوضات السلام مع مصر والأردن، أن "التقديرات تحققت خلال يومي المواجهة بإطلاق 450 قذيفة صاروخية، مع أن الخسائر متواضعة، بسبب عدة عوامل متزامنة، كالنجاح اللافت لمنظومة القبة الحديدية، وملاحقة الخلايا المسلحة التي كانت تطلق الصواريخ في أنحاء غزة، والإنذارات المتلاحقة لقيادة الجبهة الداخلية، سواء بصفارات الإنذار أو التعليمات الميدانية".
وتابع: "خضنا هذه المواجهة أمام تنظيم تقل كثيرا قدراته الصاروخية عما تحوزه حماس من إمكانيات قتالية كبيرة، وبالتأكيد لا مقارنة بينه وبين حزب الله، وهما التنظيمان اللذان يشكلان تهديداً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ورغم عدم انضمامهما لهذه المواجهة، لكن الدولة، أعلنت الشلل التام للمرة الأولى منذ حرب الخليج الأولى في 1991".
وأشار ألران، الذي تقلّد عدداً من المناصب في الجيش؛ كنائب قائد كلية الدفاع، ومرشداً في العديد من الوزارات، ومجلس الأمن القومي، إلى أن "إغلاق إسرائيل شمل حظر فتح المدارس التي تضم مليون تلميذ، وثمانين ألفاً من العاملين، ومنع خروج الموظفين غير الأساسيين للعمل، وبعد عدة ساعات تم التراجع عن هذه التعليمات الخارقة، لكن وسط إسرائيل بقي معطلاً طوال اليوم، حتى بلغت خسائر الاقتصاد الإسرائيلي قرابة مليار شيكل".
وأضاف أن "هذه السياسة المبالغ فيها بتوفير الحماية للإسرائيليين عنوانها، عدم تحمل أي مخاطرة بحياتهم، لكن ذلك يطرح على دوائر صنع القرار الإسرائيلي جملة تساؤلات: هل أن هذه التعليمات التي حولت شوارع تل أبيب مناطق فارغة من السكان، لا تمنح العدو في غزة صورة انتصار يبحث عنها، وهل من الناحية التوعوية نجح الفلسطينيون بإيصال صانع القرار الإسرائيلي لوضع يعترف فيه بالخشية من وقوع خسائر؟".
وأشار إلى أن "السؤال الثالث يتعلق بالمواجهة العسكرية المتوقعة القادمة، حيث إن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية مدعوة لمحاكاة التعامل مع مواجهة مفترضة مع حزب الله أو حماس، أو معهما معاً في الوقت ذاته، لأننا سنكون في هذه الحالة أمام مواجهة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، سواء من جهة الهجمات على الجبهة الداخلية، أو البنى التحتية الحيوية في إسرائيل، أو استهداف مراكز التجمعات السكانية".
وأكمل: "سنكون أمام خسائر إسرائيلية غير مسبوقة، وسقوط قتلى وجرحى غير مسبوقين، تشمل مئات القتلى، وفي هذه الحالة ما الذي ستتوقعه إسرائيل؟ هل ستقرر إغلاق كل شوارعها ومرافقها الاقتصادية بقرار من رئيس الحكومة طوال أسابيع متواصلة، مع أن المواجهة الأخيرة مع حماس في الجرف الصامد في صيف 2014، استمرت أكثر من سبعة أسابيع".
وأوضح أن "التقديرات الأولية للمواجهة الواسعة القادمة، تتحدث عن سقوط قتلى وجرحى إسرائيليين، وفي حال وصول كلفة الخسائر الاقتصادية 17 مليار شيكل في الأسبوع، فهل سنقول حينها إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية مهيأة لمثل هذه المواجهة بنسبة معقولة؟ الإجابة هي سلبية".
وختم بالقول: إن "مواجهة غزة الأسبوع الماضي شكلت شهادة إضافية على أننا غير مستعدين للمخاطرة المستقبلية، لأن المواجهة القادمة، ستشمل إلزام الإسرائيليين بعدم مغادرة بيوتهم، وإغلاق المؤسسات التعليمية، وإلغاء عمل المرافق التجارية، وكل ذلك يتطلب عدم المغامرة بمصير الإسرائيليين".