هل ينجح الفلسطينيون في إجراء الانتخابات ؟

رام الله الإخباري - جهاد القاق :

أثارت دعوة الرئيس محمود عباس في خطابه بالأمم المتحدة لإجراء انتخابات تشريعية تليها رئاسية، العديد من التساؤلات حول مدى نجاحها، لا سيما أن المحادثات والمشاورات بين الفصائل الفلسطينية على قدم وساق، حيث أعلنت الفصائل عن جهوزيتها بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، على الرغم من وجود بعض العقبات البسيطة التي يمكن تجاوزها في حالت توفرت الإرادة الحقيقية لإنجاح الانتخابات.

اجتمعت الفصائل، وعنونت نشرات الاخبار بأخبار جديدة، وانقسم الشارع الفلسطيني الى متشاؤم ومتفائل بإجراء تلك الانتخابات، والتي ربما ستغير الطبقة السياسية في فلسطين، لا سيما بعد عدة جهود سابقة لتحقيق الوحدة وانهاء الانقسام وإجراء الإنتخابات، ولكنها وعلى مدار سنوات مضت، باءت بالفشل، فهل سنرى هذه المرة جهود حقيقية تتخطى جميع العقبات لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، تصنع قيادة شرعية جديدة تتولى الحكم بعد سنوات عجاف !! 

سويلم : المرسوم الرئاسي هو الذي يحدد إجراء الإنتخابات 

الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد السويلم، أكد أن عدة عقبات ما زالت تتعلق بالشروط التي يمكن ان تضعها الفصائل على قضية الحوار وعلى موعد عقد اللقاء الوطني، ما قبل صدور المرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات.

وقال سويلم في حديثه لـ" رام الله الاخباري"، إن المطلوب حالياً هو صدور مرسوم رئاسي بتحديد المواعيد، لتخطي بعض القضايا التي لا يجوز ان تخضع لحوار مشروط، مرجحاً أن تجري الانتخابات في الموعد الذي يحدده المرسوم.

هل سيؤثر الانقسام على مجرى الانتخابات ؟؟

وعن الانقسام الفلسطيني، أوضح سويلم ان لا مشكلة من خوض انتخابات في ظل الانقسام الفلسطيني، وقد تكون هذه الانتخابات مدخلاً لإنهاء الإنقسام، واذا بقيت بعض القوى مصرة على ان تكون جزء من عملية الانقسام فهذا شأنها.

وأشار إلى أن خوض الانتخابات سيؤدي الى ايجاد فرصة كبيرة لانهاء الانقسام، وأحد اهداف الانتخابات ايضاً هي مواجهة صفقة القرن، وبالتالي الذهاب الى الانتخابات يؤدي الى مجابهة صفقة القرن من خلال وحدة الشعب الفلسطيني.

ولفت سويلم الى ضرورة نزع الشروط المسبقة على مبدأ اجراء الانتخابات، ولا يجوز ان يكون هنالك اعتراض من احد على هذا المبدأ، فهذا عمل غير ديمقراطي وغير وطني، وفي العملية الديمقراطية من حق الحزب الامتناع عن المشاركة ولكن ليس من حقه منع اجراءها.

القاسم : الدعوة لاجراء انتخابات هدفها جس نبض الشعب الفلسطيني 

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم، ان الدعوة لانتخابات تشريعية او رئاسية هدفها جس النبض لدى الشعب الفلسطيني، فاذا حصل المعارضون لاوسلو على اغلبية في الانتخابات التشريعية يعني ذلك انه لن تحصل انتخابات رئاسية.

وعلق القاسم في حديثه "لرام الله الاخباري" عن محادثات ومشاورات الانتخابات، بقوله، "ان امريكا واسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية لا أحد منهم يريد انتخابات، وحركة حماس أيضاً عطلت الانتخابات لفترة طويلة، وهذا يدل على ان كل طرف منهم حقق مصالحه وليس لديه استعداد ليغامر بتلك المصالح، واذا جرت انتخابات سيكون هنالك تهديد للمصالح وللطبقة السياسية الفلسطينية".

هل ستنجح الفصائل هذه المرة !!

وأشار القاسم الى أن الثقة في الفصائل معدومة ولا يوجد اطمئنان بإجراء انتخابات، وكم مرة اجتمعت الفصائل هنا وهناك لتحقيق الوحدة واجراء الانتخابات، وكانت تزف الخبر بأنها نجحت في ذلك، ولكن في الحلقة الاخيرة كانت تفشل وبدون أي تنفيذ.

وعن حكم الحزب الفائز في حال نجحت الانتخابات، أوضح القاسم أن الفائز لا يحصل على تعاون من الخاسر، بل أن الخاسر يعمل دائماً على تعطيل وإفساد مشاريع الفائز، حتى يقول للناس هذا من انتخبتوه، وبالتالي نحن لا زلنا مراهقين فيما يتعلق بالفكر الديمقراطي.

من الأولى ،، اجراء انتخابات أم إنهاء الإنقسام !!

وأكد القاسم ان اجراء الانتخابات أولى من انهاء الانقسام، لأن الانقسام الفلسطيني جذوره اتفاق اوسلو، واذا لم نقضي على الجذور فلن تحصل مصالحة او وحدة وطنية، واذا فاز اخرون من غير الفصائل، من الممكن أن تقضي على اتفاق اوسلو، التي هي جذور الخلافات والانقسامات الفلسطينية، حسب تعبيره.

واشار القاسم أن في ادارة شؤون الشعوب، تثبيت الشرعية هو الركن الأساسي في بناء الدولة، ولا يدرك السياسيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، خطورة الفراغ الشرعي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني على مدار سنوات .