رام الله الاخباري:
أضافت فلسطين ككل عام إنجازًا جديدًا يحمل في طياته، علمًا واسعًا متكاملًا عالميًا، تمثل ذلك بطلبة جامعة القدس الذين شاركوا بمسابقة "Hult Prize" العالمية، هذا الفريق والذي حمل اسم (CleanEcare) تأهل على مستوى الجامعات الفلسطينية متحديًا كل العقبات والتحديات، ليجلس الفريق لمدة 5 أسابيع على عروش الصدارة في قصر"آشردج" في لندن والمسمى أيضا مسرعة الأعمال (Accelerator) في مرحلة المسابقة قبل النهائية، منافسا في ذلك ثمانين فريقا من جميع أنحاء العالم.
يتكون الفريق من ثلاثة طلبة هم لطفي الأطرش من كلية الهندسة، وسماح عياد من كلية المحاسبة والاقتصاد، وأحمد طوقان من كلية الطب، وتمحورت فكرة مشروعهم الريادي حول إنتاج قماش يعمل على التعقيم الذاتي الكهربائي لاستخدامه في إنتاج ملابس الأطباء في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة وذلك للتقليل من العدوى البكتيرية وتقليل حالات الوفاة، وحسب الدارسة التي أجراها الطلبة أنه سيتم الانتاج في المراحل الأولى من خلال مصانع ستعمل على تشغيل ما يقارب 200 موظف من الأيدي العاملة الشابة.
لم يكن فريق (CleanEcare) هو الوحيد من صنع افكارًا ريادية، فقد تقدم في بداية المنافسة 86 فريق من جامعة القدس، كلها حملت مشاريع ريادية ستعمل جامعة القدس على احتضانها وتطويرها.
بعد هذه المرحلة والتي حصل فيها الفريق على الثقة والمرتبة الأولى على مستوى الجامعة انتقلوا بعد ذلك للمنافسة خارج أسوار الجامعة، وهي مرحلة (Regionals) فاستطاعوا بذلك أن يحصلوا على المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الفلسطينية.
لم تفارق الابتسامة وجه صاحب الفكرة والمشروع الطالب لطفي الأطرش والذي عمل على هذه الفكرة وطورها برفقة زملائه لتتحول هذه الفكرة الى براءة اختراع، متحدثا عن تجربته العلمية في هذا المشروع وأن الفكرة جاءت بعد تفكير عميق والبحث عن شيء جديد يحقق الاستفادة لما يزيد عن 10 مليون إنسان كما تشترط مسابقة "Hult Prize"، مشيرًا الى أن هذه الفكرة ستعمل على تشغيل مئات الأيادي العاملة، بالاضافة الى تقليل الأضرار الناتجة عن البكتيريا المعدية في المستشفيات.
أما سماح عياد فقد اعتبرت أن هذه الفرصة هي نادرة الوجود، فكيف لطلبة صغار السن أن يجلسوا مع أكبر رجال الأعمال في العالم، وابرز العلماء في مجال الريادة، متحدثة عن انعكاس هذه التجربة على تطوير ثقتها، وزرع روح المنافسة والكفاح من أجل النجاح والوصول الى القمة.
أما أحمد طوقان والذي كان يعمل جاهدًا على نجاح هذا المشروع، ليكون الطبيب الأول الذي يرتدي هذا الاختراع الكبير، حيث أشار الى أن فكرة المشروع مختلفة عن غيرها، ولم يسبقهم إليها أحد، موضحا أن الملابس والتي تعمل على محاربة البكتيريا، ستكون جزء لا يتجزأ من تجهيزات المشافي في العالم .
ولم تنتهي القصة عند هذا الحد، فجامعة القدس ما زالت تقدم الدعم للطلبة وتطور القدرات والابداعات، فعملت على نشر ثقافة الابتكار بين الشباب كنهج من شأنه المساهمة بشكل كبير في مواجهة التحديات التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني، فقد أعلنت في وقت سابق عن تأسيس برنامج منحة "ابتكار" وذلك بتمويل من الجامعة، وهو البرنامج الأول من نوعه في فلسطين، تضمن حصول الطلبة على إعفاء كامل من أقساطهم الدراسية، واستعادة ما قاموا بدفعه خلال الدراسة، في حال نجاح الطالب في تقديم ابتكار في أي مجال من المجالات العلمية.
يذكر أن جائزة Hult Prize هي مسابقة طلابية مفتوحة للطلاب الجامعيين من طلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من مختلف أنحاء العالم، تتنافس الفرق في المسابقة على إنشاء مشاريع ومؤسسات إجتماعية جديدة تهدف إلى معالجة إحدى التحديات الإجتماعية المزمنة، ويتلقى الفريق الفائز جائزة يبلغ قدرها مليون دولار أمريكي كرأس مال أساسي لإطلاق شركتهم وتوسيع نطاق المشروع، وتهدف هذه الجائزة إطلاق مؤسسة اجتماعية جديدة يمكن أن تحدث تغييرًا جذريًا في العالم وتولد الجيل القادم من رواد الأعمال الاجتماعية.