صحيفة أمريكية: الإسرائيليون يتساءلون بقلق: من بعد الأكراد؟

رام الله الاخباري:

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، مخاوف أوساطا كبيرة من المسؤولين الإسرائيليين الذين باتوا يخشون من توقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بين لحظة وضحاها.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال لها اليوم الأربعاء، القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا بأنه "يدق ناقوس الخطر" في إسرائيل، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يتساءلون: "إذا أصابت الخيانة الكرد ما الذي يمنع من أن تصيب حليفاً أميركياً آخراً؟".

ونقلت الصحيفة عن المحللين الإسرائيليين قولهم إن "إدارة ترامب فشلت في الرد على إيران بعد الضربات المتكررة على ناقلات النفط وحقول النفط السعودية، ما قد يقوّض مصداقية التهديدات العسكرية الأميركية".

وأشارت في مقالها أن الإسرائيليين أبرزوا في وسائل الاعلام أنّ انفتاح ترامب على المحادثات مع إيران "عزز الفكرة بأنه لا يرغب بصراع جديد في المنطقة"، موضحة أن سحب قواته من مناطق الكرد "عزز التصوّر الموجود لدى الإسرائيليين بأن ترامب يريد الانسحاب من الشرق الأوسط حتى لو كان ذلك على حساب النفوذ الأميركي".

ونقلت الصحيفة عن إميلي لانداو الخبيرة في الحد من التسلّح بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، قولها إن "هناك شعوراً متزايداً بأن ترامب يتراجع عن التزاماته تجاه الحلفاء"، موضحةً أنّها "ليست متأكدة ممّا إذا كانت إسرائيل في الخانة نفسها مع السعودية والكرد"، آملةً ألا تكون كذلك على الأقل.

كما نقلت عن المحلل الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية، أوفير زالزبيرغ، تأكيده على أن "نفوذ نتنياهو مع ترامب قد وصل إلى مستوى جديد، ومع ذلك لا يمكنه أن يعترف بذلك علانية".

وقال زالزبيرغ إنّ نتنياهو "منح ترامب شعوراً بالحصانة من التعرض للنقد الإسرائيلي، وهو الأمر الذي كان رؤساء الولايات المتحدة يأخذونه بجدية دائماً. ومع وجود شخص لا يمكن التنبؤ به مثل ترامب، فإنّ هذا أمر خطير حقاً".

وسط المحلل الإسرائيلي الضوء على "القلق الإسرائيلي في انتقال السعوديين من المعسكر الحالي أي معسكر إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تسعيان إلى حرمان إيران من الأسلحة النووية، إلى المعسكر الذي يقول إن أكثر ما يمكننا فعله هو احتواء طموحات إيران النووية دبلوماسيًا حتى ولو جزئياً".

وفي هذا الإطار يقول السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورين إن لهذا الأمر "تداعيات محتملة هائلة بالنسبة لإسرائيل التي سعت إلى استخدام معارضتها لإيران من أجل تحقيق انفراجة دبلوماسية مع دول الخليج"، مضيفا :"لكن لا أعتقد أن بإمكان إسرائيل الاعتماد على ذلك اليوم".