رام الله الاخباري :
كشف رئيس مجلس الادارة، مدير عام شركة كهرباء محافظة القدس هشام العمري، اليوم الخميس، ان 100 مليون شيقل من مستحقات الشركة هي ديون على مستهلكين كبار.
وقال العمري: مجمل ديون الشركة على المستهلكين تصل الى حوالي 800 مليون شيقل، منها 500 مليون شيقل على مستهلكين في المخيمات، و300 مليون خارج المخيمات منها 100 مليون على مستهلكين كبار: مصانع، ومناشير حجر، وتجار، مديونية الواحد منهم مئات آلاف الشواقل، وبعضهم تتجاوز مديونيته 800 ألف شيقل، وبعضهم نقل عمله الى المخيمات للتهرب من دفع ثمن استهلاكه من الكهرباء.
وانتقد العمري تعامل القضاء مع ملفات المستهلكين الكبار، موضحا أن الشركة قطعت في عديد المرات التيار الكهربائي عن متخلفين عن السداد من هذه الفئة، غير أنهم يحصلون من المحكمة، على أحكام مستعجلة بإعادة الربط.
وقال: بعض هؤلاء يضع حراسا على المحولات لمنع موظفي الشركة من قطع التيار، وآخرون يغلقون اللوحات بصخور أو جنازير حتى لا نتمكن من فتحها، مطالبا القضاء بتطبيق قانون رادع على هؤلاء، وايضا على سارقي التيار الكهربائي.
وقال العمري: إن التخلف عن السداد وسرقة التيار يراكم ديونا وخسائر للشركة قيمتها 150-200 مليون شيقل سنويا، محذرا من أن "استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد وجود الشركة برمتها".
ولفت العمري إلى لقاء عقد قبل أيام مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، عيسى ابو شرار، الذي قال انه تعهد بتفعيل وتطبيق القوانين لردع سارقي الكهرباء والمتخلفين عن السداد.
وأكد العمري عدم وجود أية نية لدى الشركة لقطع الكهرباء عن المخيمات التي يكثر فيها المتخلفون عن السداد، بأي حال من الأحوال، لكنه دعا كافة الاطراف، بما في ذلك الحكومة وممثلو المخيمات والشركة، "وضع حلول خلاقة" لهذه المشكلة.
ومن بين إجمالي الديون المستحقة للشركة على المستهلكين، هناك 300 مليون شيقل ديون على مستهلكين في القدس وغلافها.
وأكد العمري التزام الحكومة بتسديد أثمان الكهرباء التي تستهلكها، لافتا إلى أنه "باستثناء مبلغ للشركة الاردنية المزودة لمنطقة أريحا، فإن مديونية الحكومة صفر".
واضاف: السلطة، رغم كل هذا الحصار المفروض عليها، إلا أن وزير المالية شكري بشارة أصدر تعليمات بتسديد كل مستحقات الشركة عليها، والآن مديونية السلطة بدل استهلاك الكهرباء صفر".
كما لفت العمري إلى ان نسبة التزام المشتركين بدفع اثمان استهلاكهم من الكهرباء في منطقة امتياز الشركة تتجاوز 80%، ونحصل أكثر من 93% من المبيعات شهريا "وهي نسبة تدل على النسبة الكبرى من شعبنا ملتزمة وتسدد ما عليها، لكن تراكم الديون من النسبة المتبقية، وهي قليلة، على مدى سنوات، أدى الى تراكم هذا القدر من الديون".
وبدأت شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية في 22 أيلول الجاري بقطع التيار الكهرباء عن مناطق امتياز شركة كهرباء محافظة القدس، بحجة تراكم الديون على الشركة الفلسطينية للشركة الاسرائيلية، وفقا لبرنامج تقنين، شمل امس مناطق في مراكز المدن، حيث قطعت الكهرباء لمدة ساعتين عن مناطق في رام الله امتدت من حي الماصيون حتى بيتونيا، وطالت مراكز صحية ومنشآت اقتصادية ومضخات مياه، بما فيها آبار عين سامية المزود الرئيسي لمحافظة رام الله بمياه الشرب.
وأكد العمري أن شركة كهرباء القدس "لا تتدخل وليس لها اية علاقة بقطع الكهرباء وتحديد المناطق التي يشملها، وإنما تقطع بقرار اسرائيلي، وفقا لجدول هم حددوه".
وأضاف: كان هدفنا تجنيب المستشفيات ومراكز عامة قطع التيار، لكن للأسف لم ننجح، واليوم تم قطع الكهرباء على مناطق في رام الله شملت مراكز صحية ومضخات مياه، بما فيها آبار عين سامية".
وتابع: على مدى اربع سنوات، بذلنا جهودا قانونية لمنع الشركة الاسرائيلية من تنفيذ تهديداتها بقطع الكهرباء، لكن هذه المرة فإن المستوى السياسي والاجهزة الامنية أعطت الضوء الاخضر للشركة الاسرائيلية بقطع الكهرباء لأسباب سياسية بحتة، ولا علاقة لتراكم الديون بذلك، "ولا نستبعد زيادة مدة قطع الكهرباء خلال الاشهر المقبلة".
واوضح العمري ان إجمالي الديون المتراكمة على الشركة الفلسطينية للشركة الاسرائيلية تبلغ حوالي 1.3 مليار شيقل، سددت جزءا منها، وبقي حوالي 680 مليون شيقل يفترض انه تم تجميدها بموجب مذكرة تفاهم بين الحكومة الفلسطينية والشركة الاسرائيلية في ايلول من العام 2016، على ان تسدد بأقساط لمدة 48 شهرا بعد التوصل الى اتفاق نهائي.
وشدد العمري على أن مديونية شركة كهرباء محافظة القدس للشركة الاسرائيلية "ليست جزءا من اقتطاعات المقاصة، حيث تقتطع الحكومة الاسرائيلية حوالي 70 مليون شيقل شهريا لصالح الشركة الاسرائيلية، 35 مليونا منها عن غزة، والباقي عن مناطق خارج امتياز شركة كهرباء القدس في الضفة الغربية".
وأكد العمري أن الشركة على تواصل دائم مع كافة الاطراف ذات العلاقة في الحكومة الفلسطينية، بدءا من رئيس الوزراء محمد اشتية، مرورا بوزير المالية وانتهاء بسلطة الطاقة، للبحث عن حلول لتراكم مستحقات الشركة على المستهلكين.
وقال: قامت الحكومة، مشكورة، بدفع مبالغ من الديون على شركة كهرباء الشمال، وقدمت لنا كفالة لقرض بـ100 مليون شيقل، وكل ما تبقى على الشركة من ديون للشركة الاسرائيلية هو مبلغ الـ680 مليون شيقل المجمدة بموجب تفاهم ايلول 2016، لكن الشركة الاسرائيلية تجاوزت كل الاتفاقات وضربت بها عرض الحائط".