تلفزيون "المستقبل"..أزمة قناة أم أزمة الحريري؟

DpAZibJW4AII_XX

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري:

قرر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اليوم الأربعاء، تعليق العمل في تلفزيون "المستقبل" وتصفية حقوق العاملين والعاملات، للأسباب المادية ذاتها التي أدت الى اقفال جريدة "المستقبل" من قبل، وذلك بعد 26 عاما على انطلاقه.

ووفقا للوكالة الوطنية للاعلام، فإن الحريري قال في بيان له اليوم الأربعاء: "إن شاشة تلفزيون المستقبل لن تنطفئ والمحطة لا تتخذ قرارا بوقف العمل لتصبح جزءا من الماضي، بل هي تعلن نهاية مرحلة من مسيرتها لتتمكن من معالجة الأعباء المادية المتراكمة، وتستعد لمرحلة جديدة تتطلع فيها إلى العودة في غضون الأشهر المقبلة، بوجه يشرق على لبنان والعرب بحلة إعلامية وإخبارية تتلاءم مع الإمكانات المتاحة وتحاكي اللبنانيين واللبنانيات باهتماماتهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والإنمائية".

كما توجه الحريري برسالة اعتذار وامتنان إلى كل العاملين والعاملات في تلفزيون "المستقبل"، وإلى زملائهم وزميلاتهم في "جريدة المستقبل"، متعهدا بمتابعة الحقوق العائدة لهم والمتوجبة على إدارة المستقبل.

وتعد أزمة تلفزيون المستقبل الذي يضم أيضًا إذاعة الشرق ليست جديدة، بل تعود إلى نحو خمس سنوات عندما باتت الإدارة تتأخر في دفع أجور الموظفين، ثم توقفت كليا عن الدفع لأشهر عديدة، لتعود وتدفع نصف الأجور وتعد بإيجاد حلول للمشاكل المادية التي تواجه المحطة، لم يتحقق شيء أبداً.

وبحسب "ميدل ايست اونلاين"، فإن الأزمة تفاقمت تدريجيًا، حيث لم يتلق الموظفون الذين يبلغ عددهم قرابة 430 إلا نصف راتب فقط منذ 3 أشهر، ليتوقف في 30 يوليو/تموز الموظفون عن تحضير وتقديم نشرات الأخبار ومن ثم لحق بهم قسم البرامج، فباتت المحطة تعتمد في ساعات بثها كلها على الاعادات والبرامج القديمة.

ونفذ موظفو التلفزيون اللبناني إضرابا مفتوحا عن العمل منذ مطلع أغسطس/آب الفائت بسبب عدم الحصول على رواتبهم، ليصل الأمر لتوقف النشرات الإخبارية والبرامج للمرة الأولى منذ تأسيسه عام 1993 على يد رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري.

وبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، كان رفيق الحريري يطمح بعد توليه رئاسة الحكومة اللبنانية، إلى تأسيس محطة تترجم نظرته للبنان جديد ضمن مشاريع إعادة الاعمار والنهوض باقتصاده.

ووفقا لأغلب اللبنانيين أن قناة المستقبل فقدت هويتها الخاصة بعد اغتيال الحريري الأب في 2005، عندما انقسم لبنان سياسيا وطائفيا، وواجهت المحطة صعوبة في المحافظة على المستوى بسبب افتقادها لرؤية توجهها كما في الأول.

ويعتبر تلفزيون "المستقبل" الذراع الإعلامية لتيار "المستقبل" ولرئيس الحكومة سعد الحريري الذي دأب من خلاله على بعث رسائل سياسية رداً على خصومه في محطات سياسية هامة في تاريخ لبنان.

ويرى البعض أن تضحية الحريري بهذا الامتياز سيساهم في خسارة لتياره السياسي وثقله على الساحة السياسية اللبنانية المعروفة بتركيبتها الطائفية المتجاذبة.

ووفقا لمراقبون للشأن اللبناني فإن غياب منصة إعلامية كقناة المستقبل التي كانت تعبر عن "خطاب اعتدال" لدى السنة، سيفتح المجال أمام خطاب متطرف مواز يتم التسويق له عبر وسائل التواصل الاجتماعي لن يستطيع الإعلام التقليدي وقفه.

ولا تعد قناة المستقبل وسيلة الإعلام اللبنانية الوحيدة التي تعاني من أزمة مالية بسبب وقف الدعم الخارجي، فضلا عن تراجع السوق الإعلانية، ففي 2016 أحجمت صحيفة "السفير" اللبنانية عن الصدور نهائيا بعد مسيرة استمرت 42 عاما، فيما لجأت مؤسسات أخرى إلى إجراءات تقشفية وفرض بدل مالي مباشر مقابل خدماتها الإخبارية مثل قناتي "النهار"، و"إل. بي. سي".

ميدل ايست اونلاين