رام الله الاخباري:
شاركت عشرات النساء، صباح اليوم، الإثنين، بمظاهرة في مدينة الناصرة، ضد جريمة قتل الفتاة الفلسطينية إسراء غريب، تزامنا مع مظاهرتين تقامان في الوقت عينه في حيفا وأخرى في رام الله.
ووفق موقع "عرب 48"، فإن مديرة مؤسسة نساء ضد العنف، نائلة عواد قالت: إنّ المظاهرة جاءت تلبية لدعوة اتحاد المرأة الفلسطيني وجمعيات نسوية لمناهضة قتل النساء، وسن قوانين تمنع العنف الأسري في مناطق السلطة الفلسطينية.
وأضافت أنّه منذ بداية العام قتلت تسع نساء في الداخل الفلسطيني و١٩ امرأة في مناطق السلطة الفلسطينية، وطلبت الشرطة بالكشف عن الجناة وإنزال أقسى العقوبات عليهم.
ورفعت النساء الشعارات المنددة بقتل النساء وانتهاك الحريات، وهتفن "وينك وينك يا رئيس دم المرأة مش رخيص"، وهتافات أخرى مطالبة الشرطة بعدم الاستهتار بأرواح النساء.
وأثارت وفاة الشابة إسراء غريب، وهي من سكّان مدينة بيت ساحور في محافظة بيت لحم، في تاريخ 22 آب/ أغسطس الماضي، بصورة غامضةٍ غضبًا عارمًا لاحتمال تعرّضها لعنفٍ أسري ما أدى لمقتلها، علمًا بأنّ التحقيقات في القضية ما تزال جارية، ولم يصدر بعد تقريرُ الطب الشرعي، ليؤكد أو ينفي أية افتراضات.
وازدادت شكوك وفاة الشابة إسراء قتلًا، عقب انتشار مقطع يُسمع فيه صراخ وعويل شديدان، قيل إن إسراء مصدرُهُما، في مواقع التواصل المختلفة.
وبحسب النيابة العامة الفلسطينية، فإن غريب وصلت جثّة هامدة إلى مستشفى بيت جالا الحكومي. وقالت النيابة في بيان أصدرته يوم الجمعة، إنها باشرت بإجراءات التحقيق بوفاة الشّابة غريب، مُشيرة إلى أنها أجرت الكشف الظاهري على الجثة، وصدر قرار بإحالتها للطب الشرعي لإجراء التشريح عليها وفق الأصول.
ووفق وكالة "وفا"، فأن النيابة باشرت بسماع إفادات الشهود، وجمع الأدلة والبينات الأولية، والتحقيق وفقا للوقائع والملابسات.
وأهابت النيابة بالمواطنين "عدم نشر أو تداول أية معلومات، أو تفاصيل، أو أسماء أشخاص، حول القضية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حفاظا على سير إجراءات التحقيق والتأثير على الرأي العام"، مؤكدة أن أروقتها مفتوحة للتعامل بجدية مع أية معلومة من شأنها إظهار الحقيقة وإحقاق العدل.
وشدّدت على ضرورة عدم التعامل ونشر أية أخبار أو منشورات تمسّ خصوصية الفتاة وعائلتها، لما فيه من مساس بالخصوصية والكرامة الإنسانية، ووجوب الحفاظ على سرية إجراءات التحقيق.
وانتشرت قصّة إسراء، وغَزَت مواقع التواصل الاجتماعي، حتّى إن انتشارَها لم يقتصر على فلسطين فحسب، وإنما تعدّى ذلك ليصل إلى الدول العربيّة، ولا سيّما المجاورة، كمصر.
وأطلق روّاد مواقع التّواصل وسم (هاشتاغ) "كلنا إٍسراء غريب"، جازمين أن وفاتَها جاءت بسبب التعنيف الأسريّ، على خلفية "شرف العائلة"، وأن صورةً التقطتها رفقةَ شاب تقدّم لخطبتها، كانت السبب الرئيس في وفاتها، وهو ما لم يُثبَت حتى اللحظة.
وذهب بعض المتفاعلين إلى أبعد من ذلك، حينما نشروا صورا لأشخاص قالو إنهم أقرباء غريب، وطالبوا بإعدامهم.
وانتشر في مواقع التواصل بيان مقتضب قيل إنه بيانُ عائلة غريب، والذي زُعِم فيه أن إسراء "كانت ملبوسة بالجنّ"، وإن العائلة بريئة تمامًا من دم ابنتها، فيما جاء في بيان آخر قيل إنه للعائلة كذلك، أن إسراء سقطت من ارتفاعٍ عالٍ وماتت متأثرة بإصابتها.