رويترز: بوادر شرخ في التحالف الإماراتي السعودي

رام الله الاخباري:

قالت وكالة (رويترز): إن هناك بوادر وجود "شرخ" في التحالف بين المملكة العربية السعودية والإمارات، مشيرةً إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان، أقدم على خطوة أزعجت الإمارات.

وأوضحت الوكالة، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمُطلعة، أن "خطوة الملك غير المألوفة أدت لانزعاج شديد لدى الإمارات"، منوهةً إلى أن ذلك حصل خلال محادثة الملك سلمان مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يوم 11 آب/ أغسطس.

وأشارت الوكالة، إلى أن المصدر المباشر للتوتر هو حرب اليمن الطاحنة، أما السبب الأشمل فهو القرار الذي يبدو أن الإمارات اتخذته بالتحول لخدمة مصالح وطنية أضيق، وإظهار نفسها في صورة الشريك الأكثر نضجاً الذي بمقدوره تحقيق استقرار المنطقة، حتى إذا كان المغزى من وراء ذلك تقليص الخسائر والمضي قدماً من دون الرياض".
وحسب الوكالة، فإن "الإمارات تريد أن تظهر بمظهر الدولة الصغيرة التي تيسر تحقيق السلام والاستقرار لا التابع لطرف سعودي يبدو منتصراً وينزع للتوسع".

وأضافت: "الأمر بشكل من الأشكال تقديم مصالحهم، لأنهم يعتقدون أنه إذا كانت السعودية تنزع للتوسع فستبتلعهم".

ويبدو أن الإمارات حريصة أيضا على إنقاذ صورتها في واشنطن حيث أدى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى تعميق المخاوف من تحول السياسة الخارجية التي تنتهجها المملكة إلى الاندفاع والنزوع للتدخل.

وقال مصدران يمنيان ومصدر آخر تم إطلاعه على ما دار في الاجتماع، إن الإعراب عن انزعاج الملك جاء في محادثة يوم 11 أغسطس مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي يحظى بدعم المملكة.

وكانت قوات هادي في عدن قد منيت لتوها بهزيمة على أيدي قوات تدعمها الإمارات عندما انقلب الطرفان المتحالفان اسميا في جنوب البلاد على بعضهما بعضا في صراع على السلطة.

من جهته، وصف مسؤول سعودي تلك الرواية لما حدث بأنها زائفة، وقال إن "السعودية والإمارات لا تزالان متوافقتين استراتيجياً فيما يتعلق بمصادر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتتعاونان تعاوناً وثيقاً جداً للتصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الأمنية في المنطقة وخارجها، والعلاقات الثنائية بين البلدين وطيدة".
ونوهت الوكالة، إلى أن السلطات في الإمارات لم ترد على أسئلة حول هذا التعليق.

وفي وقت سابق قال مسؤول في الإمارات لرويترز إن البلدين "متوافقان تماما" فيما يتعلق باليمن وإيران وإن التهدئة هي السبيل الوحيد لتحقيق تقدم.

ومن شأن أي انقسامات أن تقلق البيت الأبيض الذي استثمر قدرا كبيرا من سياساته في الشرق الأوسط في البلدين.

ومع استئناف المعارك في عدن الأربعاء، أفاد بيان صادر عن الخارجية الأميركية بأن نائب وزير الدفاع السعودي التقى بوزير الخارجية مايك بومبيو في واشنطن لبحث كيفية وضع حد للمواجهة. ولم يذكر البيان العلاقات بين الرياض وأبوظبي، والتي قال مسؤول أميركي إنها ستكون على جدول الأعمال.

واشتدت حدة المتاعب هذا الصيف بسبب اليمن بعد شهور من التوتر بفعل قضايا أخرى. فعندما أخذ الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد خطوة الحرب في 2015 على المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، ثم فرضا فيما بعد مقاطعة لقطر، هلل أنصارهما لعصر جديد من العمل الحاسم في منطقة أكثر اعتيادا على مساعي التوفيق البطيئة بين المتخاصمين.

كما تدخل الرجلان في صراعات في مصر والسودان وليبيا. وعملا على احتواء إيران والإسلاميين الذين اعتبروهم خطرا يهدد الحكم الوراثي في أعقاب انتفاضات الربيع العربي في 2011.

وفي شهر يونيو قلصت الإمارات وجودها العسكري في اليمن، وقيدت الرياض بحرب مكروهة بدأتها لتحييد الحوثيين ومنع إيران من تعزيز نفوذها على الحدود.

وقال مسؤول إماراتي كبير إن تلك الخطوة كانت تطورا طبيعيا بسبب اتفاق السلام الذي أبرم برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة الساحلية الغربية.