رام الله الإخباري:
أشار تقرير مطول إلى حالة الرعب والقلق التي باتت تؤثر على المنظومة الأمنية في إسرائيل بفعل "انتشار الطائرات بدون طيار في أيدي المنظمات الفلسطينية وكذلك حزب الله وجماعات مسلحة في سوريا والعراق، إلى جانب الطائرات الأخطر لدى إيران".
ووفق موقع صحيفة هآرتس العبرية، فإن مثل هذه الطائرات لا يمكن فقط تصنيعها لدى بعض المنظمات، لكن بات يمكن شراؤها من الأسواق الخاصة بآلاف الدولارات، وأن هذا مكن منظمات مسلحة في سوريا والعراق باستخدامها في هجمات ضد أهداف مختلفة.
وأوضح الموقع أن إسرائيل تواجه صعوبات في إيجاد حل لهذا التهديد مع الانتشار الكبير للطائرات بدون طيار والتي أصبحت أي منظمة أو جهة تمتلك عددا منها يمكن
استخدامها بسهولة لاختراق الاجواء الإسرائيلية، وهو ما يفسر تزايد مثل هذه العمليات منذ العام الماضي بتواتر ينذر بالخطر، خاصةً وأنه يمكن إضافة متفجرات لها.
وأضاف قائلاً: بالرغم من أن هذه القدرات لدى المنظمات المختلفة باتت متوفرة، إلا أنه من الصعب أن تقوم بهجمات كبيرة أو استخدامها ضد أهداف بعيدة جدًا، إلا أنه يمكن لها أن تسبب أضراراً كافية في أي هجوم.
ولفت الجنرال موشيه كابلنسكي نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، خلال مؤتمر أمني عقد مؤخراً، الى ضرورة أن يكون هناك استعداد للقتال ضد المنظمات التي تملك مثل هذا السلاح.
وحسب الموقع فإن الجيش الإسرائيلي يشارك بنفسه في التحول الكبير في العالم لاستخدام هذه الطائرات، وأنه يملك طائرات مختلفة منها، ويعمل على بيعها وتسويقها.
وعبّر الموقع عن اعتقاده بضرورة أن يحذر الجيش الإسرائيلي ويتعامل بخوف مع تسرب معلومات حساسة بسبب مشاكل التشفير في هذه الطائرات (بعد بيعها).
ونوّه إلى أنه إلى جانب إمكانية شراء هذه الطائرات بسعر رخيص، فإنه يمكن تطويرها وتحويلها لسلاح هام لتصوير أغراض استخبارية، أو لاستخدامها في عمليات
تفجيرية، معتبراً أن إطلاق سرب من هذه الطائرات باتجاه إسرائيل من الجنوب اللبناني او من غزة سيكون حدثًا دراماتيكيًا.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي مؤخرًا "إن هذا التهديد قاب قوسين أو أدنى من وقوعه فعلًا، وهو لا يتطلب جهدًا أو أموالًا كبيرة، ولذلك نحن نستعد لمثل هذا التهديد أيضًا".
ويشير الموقع إلى إحباط العملية التي كانت ستنفذ ضد إسرائيل باستخدام طائرات بدون طيار، لافتًا إلى أن طائرة مماثلة دخلت منذ أشهر الحدود الإسرائيلية وادعى حينها
الجيش أنها كانت تحت مراقبته وعادت فوراً إلى سوريا، ولكن الجيش يرفض إعطاء أي معلومات حول مشغليها والمسافة التي قطعتها.
وأشار الموقع، إلى أن حزب الله اشترى عددا كبيرا من الطائرات لأغراض المراقبة والهجوم، ولكنه في الآونة الأخيرة بات يعتمد طائرات إيرانية عالية الجودة ومحسنة، وأثناء القتال في سوريا استخدمها مقاتلوه وأظهر الحزب تحديًا كبيرًا في قدراته على استخدامها.
ووفقًا للموقع، فإنه منذ آذار/مارس 2018 عبرت 10 طائرات مسيرة تحمل متفجرات ومواد محترقة، اسرائيل وأن آخر طائرة "تسللت" كانت الشهر الماضي ثم عادت للقطاع.
وأعرب ضابط كبير في ما يسمى بالقيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي عن قلقه من عواقب استخدام حماس لهذه الطائرات، مشيرًا إلى أنها تشكل خطرًا وتقوض شعور الاسرائيليين بالأمن في ظل استخدام أسلحة جوية سهلة التشغيل.
وفي الأشهر الأخيرة، أنشأت شعبة غزة مقراً للعمليات يهدف إلى تحديد موقع تلك الطائرات وتحديد أماكن إطلاقها أو تحليقها بشكل سريع، لكن حادثة تسلل الطائرة الأخيرة الشهر الماضي وعودتها الى غزة يشير إلى الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في توفير الاستجابة العملياتية لهذا التهديد.