رام الله الإخباري
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن تدمير إسرائيل عشرات المنازل الفلسطينية في القدس المحتلة لم يكن لدواعٍ أمنية كما ادعت تل أبيب، وإنما لأهداف أخرى تخدم المستوطنين.
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب جدعون ليفي إلى أن إقدام إسرائيل على تدمير منازل المقدسيين بذريعة أمنية يعد انتهاكا لاتفاقية أوسلو ولمبادئ العدالة كما يخالف لوائح التخطيط والبناء الخاصة التي وضعتها السلطات الإسرائيلية نفسها.
ووفقا للكاتب فإن هدم حوالي عشرات منازل الفلسطينيين بالقدس بحجة قربها من جدار الفصل الإسرائيلي، يُعد حجة واهية لا تدعمها معطيات الواقع، ودلل على ذلك بعدم اكتراث السلطات الإسرائيلية بالفجوات التي أحدثتها أعمال الهدم تلك في الجدار العازل والتي لم ترمم حتى الآن.
وأبرز ليفي أن هدم منازل المقدسيين يأتي في إطار سياسة إسرائيل الرامية إلى توسيع المستوطنات وتغيير البنية السكانية لمدينة القدس المحتلة.
وانتقد الكاتب الحكم الصادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية والقاضي بشرعية هدم المنازل، كما انتقد عدم اكتراث الشعب الإسرائيلي بصور الدمار القادمة من القدس التي شبهها بمشاهد الدمار والخراب في سوريا وقطاع غزة.
وأورد الكاتب إفادات بعض المقدسيين من ضحايا عمليات الهدم الإسرائيلية والذين تكبدوا خسائر مادية فادحة جراء علميات الهدم الجائرة التي طالت منازلهم رغم امتلاكهم رخص بناء من السلطات الفلسطينية.
توسيع المستوطنات
وأشار إلى أن أعمال البناء تجري على قدم وساق في الطريق المؤدي إلى حي وادي الحمص في القدس المحتلة الذي شهد هدم عشرة مبانٍ سكنية فلسطينية تضم سبعين شقة، بهدف توسيعه ليصبح طريقا سريعا للمستوطنين، يربط بين مستوطنتي معاليه أدوميم وغوش عتصيون.
وقال إن الفلسطينيين الذين هدمت منازلهم في حي وادي الحمص قدموا إليه بعد مصادرة أراضيهم في قرية أم طوبا القريبة من الحي التي حولتها إسرائيل إلى مستوطنة تسمى هار حوما.
وصادرت إسرائيل جزءا من أراضي القرية عام 1994 لبناء المستوطنة قبل أن تصادر مزيدا من أراضي القرية، التي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسة آلاف نسمة، لبناء طريق يربطها بمستوطنة نوكديم، موطن وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان.
وعبر بعض الضحايا الذين تعرضت بيوتهم للهدم عن اعتقادهم بأن الخطوة تأتي في إطار محاولة زيادة شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزيادة حظوظه في الفوز بالانتخابات وليس أكثر من ذلك.
وتساءل محمد أبو طير -وهو مواطن مقدسي ممن هدم الاحتلال منازلهم- "كيف يمكن أن يسهم هذا الهدم في تعزيز الأمن؟"، واعتبر أن أعمال الهدم دمرت مستقبل أربعين عائلة فلسطينيةووفقا للكاتب فقد خسر أبو طير ما يزيد على 2.5 مليون دولار أميركي عندما هدمت القوات الإسرائيلية مبنى من ثلاثة عشر طابقا يعود له.
وقال أبو طير الذي كان يقف على ركام مشروعه خلال لقائه مع الكاتب، إن الجنود الإسرائيليين الذين نفذوا أعمال الهدم كانوا يحتفلون بمشهد عمارته ذات الثلاثة عشر طابقا، وهي تتحول إلى ركام.
الجزيرة