جيش الاحتلال يأمر القناصة باستهداف الكاحل بغزة

ادّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه غير الطريقة التي يدربون بها القناصة المنتشرين على السياج على طول حدود قطاع غزة، بعد استشهاد وجرح الآلاف من الفلسطينيين خلال مسيرات العودة.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، عن ضابط كبير قوله: "إن الجيش بدأ يوجه القناصة بإطلاق النار الى كاحلي المتظاهرين "بعد أن كان إطلاق النار على النصف السفلي من الجسم فوق الركبة مما أدى إلى مقتل العديد من المحتجين".

وينتشر العشرات من القناصة على طول السياج خلال الاحتجاجات الأسبوعية ووفقًا للضابط الكبير "سيتم إستبعاد اي قناص لا يطلق النار بشكل كافٍ أو لديه مشاكل مهنية أو سلوكية أو ذهنية."

ويقضي جميع القناصة في الجيش الإسرائيلي عشرة أسابيع في "كلية لمكافحة الإرهاب التابعة للجيش "ويتعلمون كيفية قنص الأهداف من مسافات طويلة.

الآلاف من سكان غزة يحتجون على طول السياج في مسيرات العودة التي بدأت في 30 مارس، مطالبين بإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 12 عامًا.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ان قرابة 300 فلسطيني استشهدوا وأصيب أكثر من 22000 آخرين منذ بداية مسيرات الحدود.

بدورها، أشارت منظمة بتسيلم الإسرائيلية، إلى أن مئات الفلسطينيّين استشهدوا وجرح آلاف جرّاء سياسة إطلاق النّار المخالفة للقانون التي تطبّقها إسرائيل في مظاهرات "مسيرات العودة" في قطاع غزّة والتي حظيت بمصادقة محكمة العدل العليا.

ووفقا لبيان المنظمة: "الآن تعترف جهات رسميّة في إسرائيل أنّها كانت تعلم جيّدًا أنّ هناك من قُتلوا في هذه المظاهرات دون أيّ مبرّر حتى من وجهة نظر الدّولة. رغم ذلك لا أحد كلّف نفسه تغيير التعليمات بل واصل الجيش العمل بطريقة التجربة والخطأ وكأنّ الفلسطينيّين ليسوا بشرًا حقيقيّين يقتلهم الرّصاص الحيّ ويصيبهم بجراح - وهو ما حدث فعلًا؛ بشر تدمّرت حياتهم وحياة أسرهم إلى الأبد."

وبيّن المنظمة الحقوقية، أن الجهات الرسميّة كانت طوال الوقت تدرك جيّدًا وجود فجوة بين تصريحات المسؤولين والواقع. لقد نشرت كرميلا منشه مراسلة "حدشوت كان" أنّ الجيش قرّر الآن تغيير تعليمات إطلاق النّار الصّادرة للقنّاصة "بعد أن تبيّن أنّ التصويب على الجزء الأسفل من الجسم وفوق الرّكبة، سبّب الموت في معظم الأحيان رغم أنّه لم يكن هذا هو القصد. "التعليمات للجنود من الآن فصاعدًا هي أن يصوّبوا إلى ما تحت الرّكبة كملاذ أخير ولاحقًا قيل لهم إلى الكاحل". ضابط رفيع في كلّية مكافحة الإرهاب التابعة للجيش صرّح أنّ هدف القنّاصة "لا أن يقتلوا وإنّما أن يصيبوا ولذلك تخصّ إحدى العبر المستخلصة مسألة اتّجاه التصويب… في البداية قلنا لهم أن يصوّبوا نحو الأرجُل وعندما وجدنا أنّ هذا قد يسبّب الموت قلنا لهم أن يصوّبوا إلى ما تحت الرّكبة ولاحقًا حدّدنا التعليمات أكثر وقلنا التصويب إلى الكاحل".

قرار تغيير تعليمات إطلاق النار في هذا الوقت المتأخّر وبعد تطبيقها طيلة أكثر من سنة وتسبّبها في مقتل ما لا يقلّ عن 206 فلسطينيّين من بينهم 37 قاصرًا وجرح الآلاف تقول المنظمة " ليس معناه أنّ الجيش يولي قيمة كبيرة لحياة البشر بل معناه عكس ذلك تمامًا: إنّه يدلّ على أنّ الجيش اختار وهو بكامل وعيه ألّا يعتبر من يقفون قبالته في الجانب الآخر بشرًا. محكمة العدل العليا صدّقت ببراءة مصطنعة هذا الكلام وصادقت عليه. هؤلاء وأولئك يتحمّلون مسؤوليّة هذه السياسة الإجراميّة".