قال الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة، إن هناك فرصةً حقيقية لإنجاز وحل قضية الأسرى والمفقودين، إذا كانت قيادة العدو الإسرائيلي جادةً في فتح وتحريك هذا الملف ودفع الثمن الطبيعي عبر المسار الواضح الذي أفضى سابقاً إلى حلّ قضايا مشابهة.
وحذر أبو عبيدة في خطاب متلفز بثه كتائب القسام على موقعها الإلكتروني، للحديث حول قضية أسرى العدو ومفقوديه في غزة، من أن هذا الملف قد يكون عرضة للنسيان والإغلاق نهائياً لعواملَ تعلمها قيادة العدو جيداً.
وأضاف "نقول لكل المعنيين، لكم في قضية "رون أراد" عبرةٌ؛ إذ إننا لا نضمن أن يبقى هذا الملف على طاولة البحث مجدداً في حال أضاعت قيادة الاحتلال هذه الفرص".
وشدد أبو عبيدة، على أن قيادة العدو تبرر تجاهلها لقضية جنودها الأسرى والمفقودين بأنهم جثث ورفات، متسائلا "إذا كانت هذه الفرضية صحيحة فلماذا لم يبادروا إلى تحقيق حلم عائلاتهم بإعادة جثثهم؟".
وتابع "هم يعلمون بأن الثمن الذي سيدفعونه أمام جثث قتلى هو ثمن متواضع مقارنة بالأحياء، لكن الواضح الذي لا لبس فيه هو أن قيادة العدو تتهرب من مواجهة الحقيقة، ومن دفع الثمن، وتضحي بمعاناة جمهورها وعائلات جنودها وتستمر في تخديرهم، وتمارس التسويف الدائم ومحاولة تدويل قضيتهم كما تفعل الحكومات الفاشلة".
وأضاف أبو عبيدة:" أنه وأمام تفاعل قضية جنود الاحتلال الأسرى والمفقودين في قطاع غزة منذ عام 2014م، وفي ظل ما تمارسه حكومة الاحتلال والطبقة السياسية الصهيونية من عملية تضليل وكذب في هذه القضية على مدار خمس سنوات، فإننا نضع النقاط على الحروف أمام شعبنا وأمام الرأي العام وبين يدي كلِّ من تعنيه هذه القضية، وخاصة عائلات جنود العدو الأسرى والمفقودين.
وأكد الناطق باسم القسام، أنّ المقاومة وكتائب القسام هي من وضعت الحقيقةَ أمام كل العالم في خضم المعركة عام 2014م وأعلنت عن عمليات الأسر في حينه في الوقت الذي كانت حكومة العدو برئاسة نتنياهو ووزير حربه ورئيس الأركان في ذلك الوقت يخططون للكذب وطي الملفات والهروب من واقع الصدمة التي شكلتها عمليات قتل وأسر الجنود على أطراف قطاع غزة، وتبين أن بياناتنا وإعلاناتنا هي اليقين والصدق بفضل الله تعالى، ونصحنا عائلات الجنود وجمهورَ العدو منذ ذلك الوقت أن يستمعوا للحقيقة منا لا من حكومتهم الكاذبة".
وتابع:" إننا اليوم نقول لعائلات أسرى العدو ومفقوديه بأن الطبقة السياسية والعسكرية التي أضاعت أبناءكم وتركتهم خلفها في غزة عام 2014 هي ذاتها اليوم التي تخوض الانتخابات تلو الانتخابات، وتحاول إيهامكم بأن لديها عصا موسى لحل معضلة غزة، وهي ذات الطبقة التي وعدتكم بأن تزهر شقائق النعمان في غلاف غزة قبل أن تتحول الحياة فيه إلى جحيم بفعل غباء هذه الحكومة وهذه الرموز المتناحرة في حلبة الانتخابات".
مضيفاً:" عليكم أولاً أن تفكروا ملياً وأن تسألوا (نتنياهو) و(يعلون) و(غانتس) أين تركوا أبناءكم؟ وكيف تجاهلوهم؟ وعليكم أن تسألوا (رافي بيرتس) - الحاخام الرئيسي للجيش في حينه - كيف ضللكم وخدّركم بمعلوماتٍ معينة خدمة لأهداف سياسية رخيصة، وعليكم أن تسألوا كوكبة من وزراء نتنياهو إبان حرب 2014 - الذين يتنافسون اليوم ويدّعون الأخلاقية - كيف قبلوا بتجاهل قضية أبنائكم وتركهم للمجهول، إنهم يضربون بآلامكم عرض الحائط ويحاولون الهروب من دفع استحقاق عائلات جنودٍ أرسلوهم لساحة المعركة".
وبيّن أنّ أكبر دليل على مماطلة وكذب حكومة العدو والرموزِ السياسية هي قضية المفقود في غزة (منغستو) اليهودي من أصول أثيوبية، والذي نؤكد أن العدو لم يطرح قضيته مطلقاً أمام الوسطاء الذين تدخلوا منذ سنوات في قضية الأسرى والمفقودين، ولم تحاول قيادة العدو السؤال عن (منغستو) أهو من الأحياء؟ أم الأموات؟ فهذه الحكومة تقسّم جمهورها على أساس عرقي وطائفي، وتمارس التمييز العنصري بكل وضوح وبلا خجل، حتى في القضايا ذات البعد الإنساني.