الرئاسة : حكومة اشتيه مستعدة للذهاب الى غزة فورا بشرط

حكومة اشتيه في غزة

أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس، على أن الحكومة برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، مستعدة للذهاب لقطاع غزة فوراً بشرط أن يعمل وزراؤها بحرية كاملة.

ووفق وكالة "وفا"، فإن أبو ردينة قال: إننا "ملتزمون تماماً باتفاق 2017 الذي وقعت عليه حماس، ومستعدون تماماً لتنفيذه في حال أعلنت حماس الالتزام به بضمانات مصرية"، مؤكداً أن الرئيس والقيادة، لن يقبلوا على الإطلاق بدولة أو دويلة في قطاع غزة.

وشدد على أن القدس هي مفتاح السلام والحرب، وهي التي تؤدي إلى الطريق الصحيح عبر الحل السياسي على أساس الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن القدس هي العامل الذي يجمع العالم العربي، والصوت يجب أن يرفع عالياً في المنابر الإعلامية العربية والدولية عبر لغات متعددة؛ لفضح الانتهاكات الإسرائيلية، خاصة ما يجري بالقدس.

وأشار أبو ردينة، إلى خطورة هذه الانتهاكات الجسيمة على واقع ومستقبل المنطقة بكاملها، موضحاً أنه لا قيمة لأي خطة أو ورشة اقتصادية أو غيرها دون القدس،

واللاجئين، فلا بد من الاعتراف بما تم التوافق عليه بالعالم حيث صوتت الأمم المتحدة عام 2012 بأغلبية 138 دولة، بأن فلسطين دولة على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، وهذا الإجماع الذي يتمسك به العالم حتى اليوم هو إنجاز فلسطيني وعربي ولا يجوز المساس به.

وأضاف: "يتم تحويل 100 مليون دولار شهرياً لقطاع غزة للصحة والتعليم والمعاشات"، مؤكداً على أن الباب ما زال مفتوحاً، والأيادي ممدودة والدعم إلى غزة مستمر والضمانات المصرية لدينا كامل الثقة بها، وعلى حماس أن تلتزم بما تم التوقيع عليه.

ولفت أو ردينة إلى أن الرئيس محمود عباس، والقيادة الفلسطينية، ممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكل مؤسسات الشعب الفلسطيني، اجتمعوا على موقف التمسك

بالقانون الدولي والشرعية الدولية، مؤكداً أن أي مفاوضات أو مبادرات لتحقيق سلام فلسطيني إسرائيلي، يجب أن تقوم على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وفي إطار قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين أرضاً محتلة.

وبيّن أن أي محاولات لتشكيل رؤية مخالفة للثوابت الوطنية والقومية لن تحقق شيئاً، وعلى الإدارة الأميركية مراجعة مواقفها وسياساتها، وأن تعي جيداً أن العنوان لتحقيق السلام والأمن والاستقرار، هو الرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير وصولاً إلى سلام دائم وعادل وفق الإجماع الدولي.

وأشاد أبو ردينة بالموقف المصري الواضح والداعم للقضية الفلسطينية، المتضمن دائماً بأننا "لا نرضى ما لا يرضاه الفلسطينيون"، مؤكداً أننا نثق بالقيادة المصرية الممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية، بالإضافة إلى الحقوق القومية.

وأكد على أن مبادرة السلام العربية خط أحمر لا يمكن التراجع عنه، مشيراً إلى أن التطبيع المجاني مع الاحتلال غير مقبول ومخالف لقرارات القمم العربية السابقة، مطالباً بضرورة تفعيل القرارات والتوصيات الصادرة عن القمم السابقة. 

وقال: "في حال لم تلتزم إسرائيل بالاتفاقات الموقعة معنا فلن نلتزم بعد اليوم بأي اتفاق موقع مع الحكومة الإسرائيلي، كما طالب الإعلاميين بضرورة زيارة الشعب الفلسطيني لرؤية وتوثيق ما يجري حيث وصلت فلسطين وفود من جميع الدول العربية تقريباً، فزيارة العربي لأخيه الفلسطيني والصلاة في الأقصى وكنيسة القيامة فهذا مرحب به.

وشدد على أن الموقف العربي كان حازماً وواضحاً، بشأن ثوابت القضية الفلسطينية، والذي يؤكد أيضاً أن الرئيس محمود عباس هو العنوان وما يرضيه ويرضي شعبه نحن كعرب ملتزمون به تماماً، ولهذا اصطدم الموقف الأمريكي بهذا الجدار العربي.

وأوضح أن القيادة ترفض التوطين بشكل قاطع في الدول العربية ولن تسمح بقبول أي وضع يخل بسيادة الأمن القومي بالدول العربية.

وتطرّق أبو ردينة إلى الوضع المالي الصعب الذي تواجهه الحكومة نتيجة قرار الاحتلال اقتطاع دفعات الأسرى وأسر الشهداء، مؤكداً أن القيادة ستستمر بدفع رواتب الأسرى وأسر الشهداء كاملة، حتى لو بقي قرش واحد لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.

كما تطرق إلى الضغوط الهائلة التي تُمارس على الرئيس محمود عباس، بسبب مواقفه الصلبة بشأن القدس وتمسكه بالثوابت الوطنية، مؤكداً أن موقفه هو "طالما القدس خارج الطاولة فترامب خارج الطاولة"، والإنجازات الفلسطينية هي إنجازات عربية تسير بدعم عربي، وعلى هذه القاعدة نرجو من أقلامكم وأصواتكم أن تكون دائماً لدعم الثوابت الفلسطينية والعربية.

وأضاف: "ما تسمى (صفقة القرن) تعثرت، وعدم إعلانها حتى اليوم، هو بسبب صمود الموقف الفلسطيني والعربي، ونحن ملتزمون بالحل السياسي، وأوقفنا الاتصالات

السياسية مع الادارة الأميركية والإسرائيلية، ولكن التنسيق الأمني مع الأجهزة الأميركية والإسرائيلية الأمنية مستمر؛ لأسباب أمنية، وليس سياسية، والذي يهدف إلى مكافحة الاٍرهاب، ووقف العنف، ووقف غسيل الأموال، والكثير من الجرائم التي ترتكب، حيث يوجد لدينا 83 اتفاقاً أمنياً مع دول العالم، بما فيها روسيا والصين لما لها من أهمية".

ولفت إلى أن الصيف الحالي ساخن، وقد يكون متفجراً في كل الجبهات، ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل على المنطقة بأسرها.

وتابع: "إن القضية الفلسطينية عليها إجماع عربي، والقدس لها رمزية معينة عند العرب والمسلمين، فالقدس خط أحمر لا يمكن لأي أحد أن يتجاوزه، مضيفاً أن الرد الروسي الصيني على (صفقة القرن) كان واضحا، وهو أنهما مع الحق الفلسطيني، ومع الشرعية الدولية، ومع إقامة دولة فلسطينية، وهذا ما أكده الرئيس الروسي خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس محمود عباس قبل أيام".