الاسرائيليون في حالة رعب وتحذيرات من كارثة نووية

مفاعل ديمونا

رام الله الإخباري

جدل واسع عمّ الشارع الإسرائيلي بشأن التداعيات التي قد تحدث جراء كارثة نووية محتملة، على غرار تلك التي وقعت في محطة تشرنوبل النووية السوفياتية بشمال أوكرانيا حين انفجر أحد مفاعلاتها الأربعة يوم 26 أبريل/نيسان 1986.

كارثة تشرنوبل، أسوأ كارثة نووية عرفها العالم، وقعت سنة 1986، وكان سببها انفجار مفاعل نووي في مدينة تشرنوبل، وأوقعت عشرات القتلى ومئات آلاف المصابين.

وأوضح المدير العام السابق بوزارة الصحة الإسرائيلية غابي بارباش، أن حدوث واقعة تسرب إشعاعي على غرار ما حدث في محطة تشيرنوبل، "سيعني كارثة صحية –

بيئية لا تمتلك المنظومة الصحية في إسرائيل أو في مكان آخر، القدرة على التعاطي معها".

من جهته أفاد موقع ”ماكو“ التابع لشركة الأخبار الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، بأن المفاعل النووي في ديمونا بصحراء النقب، شهد العديد من المشاكل والأعطال في

السنوات الماضية، وأنه في حال حدوث كارثة مماثلة لتلك التي شهدتها أوكرانيا قبل 33 عامًا، فإن إسرائيل ”لن يمكنها مواجهة الآثار الناجمة عن هذه الكارثة“.

وقال الموقع: إن مفاعل ديمونا الذي تم بناؤه قبل 64 عامًا في صحراء النقب، اعتبر أحد أكثر المواقع سرية في إسرائيل، وأن فكرة حدوث كارثة نووية لم تغب عن

الأذهان، طالما يجري الحديث عن مفاعل قديم يحتاج بشكل دوري إلى أعمال صيانة وترميم.

وتوجه الموقع إلى مدير وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية الأسبق عوزي عيلام، والذي أشار إلى حقيقة إيقاف المفاعل في ديمونا من آن إلى آخر، وإفراغ جميع المياه الثقيلة

الموجودة في قلبه، لمعرفة ما يدور هناك، لكن المشكلة تكمن في الوعاء المركزي الذي لا يمكن استبداله، حيث يجري الحديث عن وعاء صلب عملاق يقع في قلب المفاعل، سيكون في مرحلة ما غير آمن.

ولفت الموقع إلى تسريبات جاسوس الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو، وبدأ في اقتباس هذه التسريبات على أنها قد تكون حقائق، ومنها وجود قلب المفاعل تحت سطح الأرض، وأن قدرته تبلغ 24 ميغاواط، كافية لإنتاج 10 قنابل نووية سنويا.

وشهد العقد الأخير العديد من عمليات الصيانة والتطوير بمفاعل ديمونا، بهدف إطالة عمره الافتراضي، بعد أن شهدت العقود التي سبقته العديد من المشاكل والحوادث، فيما

يؤكد الموقع أنه حصل على وثيقة سرية أعدها خبراء الذرة، تتحدث عن العشرات من المشاكل التي شهدها المفاعل النووي الإسرائيلي من بينها تسرب إشعاعي عبر منظومة التبريد، وأعطال في بعض المختبرات، وتلوث شديد في نظام البخار الخاص بالنظام المركزي، وآثار إشعاعية في مناطق مجاورة للمفاعل.

وورد بالوثيقة أن هذه الأعطال الخطيرة مستمرة، ويتم تجاهلها، من بينها عطل خاص بأحد أفران صهر الرصاص المشع الملوث، والذي عمل بدون نظام تهوية مناسب، وفي حالة أخرى خطيرة تسرب غازات سامة في الهواء.

فيما أكد رئيس بلدية ديمونا، بيني بيتون، على أنه ومنذ اليوم الأول لتوليه المنصب، طلب ردودًا على جميع الأسئلة المتعلقة بالملف، وتلقى هذه الردود، إذ أنه لا أحد يخفي عليه شيء بشأن المفاعل، ولا يمكن مقارنته بمحطة الطاقة في تشيرنوبل.

وأشارت صحيفة "هآرتس" حينذاك إلى أن عمليات فحص دقيقة أثبتت أن ثمة 1537 عيبًا داخل قلب المفاعل، وأن علماء بالمفاعل اعتادوا معالجتها بشكل مؤقت، لافتة إلى

أن تلك المعطيات عرضت على المشاركين في أحد المؤتمرات العلمية التي عقدت في مدينة تل أبيب في الشهر ذاته، وأن هناك انقسامًا بين العلماء بشأن مدى خطورتها.

ويقول خبراء إسرائيليون، إن فرنسا كانت قد سلمت إسرائيل المفاعل أواخر 1963، وإنه خلال هذه العقود تعرض للحرارة الشديدة وإشعاعات شديدة القوة، ما تسبب في تآكل قلب المفاعل، وإن مفاعلات من نوع ديمونا ينبغي أن تخرج من الخدمة بعد مضي 40 عامًا.

في حين أكدت دراسة أمريكية، في الشهر ذاته، على أن مفاعل ديمونا، من بين 20 مفاعلاً نوويًا حول العالم قد يقع ضحية لهجمات سيبرانية مدمرة، لافتة إلى أن المنشآت النووية حول العالم ليست بمأمن من هجمات الهاكرز، التي قد تتسبب في كوارث عالمية.

وأشارت الدراسة التي أعدتها "مبادرة التهديد النووي" وهي منظمة أمريكية غير ربحية، إلى أن المفاعل النووي الإسرائيلي قد يصبح عرضة لعمليات قرصنة إلكترونية

واسعة النطاق، نظرًا لعدم وجود معايير وقوانين يمكنها أن توفر حماية فعالة أمام الهجمات السيبرانية.

وتابعت أن الهجمات السيبرانية قد تكون الطريق الأقصر للغاية للسيطرة على المفاعلات النووية أو تدميرها، أو تدميرنظم الحماية الخاصة بهذه المنشآت، في حال لم تكن على مستوى التطور المناسب، أو في حال استخدم المهاجمون الافتراضيون تقنيات أكثر تطورًا.

يشار إلى أن حالة من الذعر انتابت الإسرائيليين في نيسان/ أبريل 2016، مع تسريب تقارير حول عيوب خطيرة تم اكتشفاها في قلب المفاعل النووي في ديمونا، وأن

المفاعل الذي يعمل منذ عام 1963 يحتوي على مشاكل كبيرة للغاية، بعد أن تجاوزت فترة عمله العمر الافتراضي للمفاعلات النووية، والذي لا ينبغي أن يتخطى 40 عامًا.

 

 

 

إرم نيوز