قال الكاتب اليهودي ران شمعوني في مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية، إنه من الصعب تخيل مدى الشعور الذي انتاب عائلة منغستو الذي شوهد لآخر مرة يقفز من فوق السياج إلى داخل قطاع غزة في السابع من سبتمبر/أيلول 2014، إبان احتجاجات الإسرائيليين من أصول إثيوبية في وقت سابق من الشهر الجاري.
واعتقد الكاتب أنه ما من أحد في تاريخ إسرائيل عانى بسبب أصوله مثلما عانى منغستو "سُلبت حياته قرابة 1800 يوم مضت، على الرغم من أنه ربما لا يزال في زمرة الأحياء".
ورأى شمعوني أن منغستو "ضحية المجتمع الإسرائيلي" فقد عانى من انهيار عصبي عقب وفاة شقيقه، وأفلح في العبور إلى غزة بسبب سواد بشرته. وينقل الكاتب عن جندي إسرائيلي آخر صادف وجوده قرب السياج آنذاك القول "ظننا أنه متسلل أفريقي".
وأضاف: أنه "حتى لو تنصلت إسرائيل عن مسؤوليتها بتركها منغستو يعبر الحدود إلى غزة، فهي تظل -برأي شمعوني- مسؤولة بالتأكيد بسبب لا مبالاتها وتجاهلها له وهو في الأسر بالقطاع طيلة تلك السنوات".
ولفت إلى أن إسرائيل ظلت لسنوات ترفض جلب آلاف آخرين من يهود الفلاشا من إثيوبيا، كما أن "يهودية" من يقيمون بالفعل في أراضيها تظل "موضع ريبة".
ونسب الكاتب إلى المحامية الإسرائيلية بنينا تامانو شاتا –وهي أول امرأة وُلدت بإثيوبيا تفوز بمقعد في الكنيست عن حزب "أزرق أبيض" برئاسة الجنرال احتياط بيني غانتس- أن المحيطين برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استخدموا اليهود الذين ما يزالون في إثيوبيا ورقة مساومة لإقناعها بالانضمام لكتلة الليكود الحاكمة.
وأشار الكاتب إلى أن "الثمن الباهظ" الذي ينبغي على دولة إسرائيل أن تدفعه هو "إطلاق سراح الإرهابيين" في إشارة إلى عملية تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وختم قائلاً: إن "ذلك الثمن الباهظ سيقف شاهدا على مدى "سلامة نوايا" إسرائيل، إذ "ليس ثمة وسيلة أخرى للتعبير عن الندم أفضل من إعادة الروح" للإسرائيليين الإثيوبيين بعد أن "سلبتها منهم الدولة".
وسيبلغ منغستو من العمر 33 عاما الشهر المقبل، لكن أمر بقائه على قيد الحياة يفقد أهميته يوما بعد يوم، بحسب الكاتب "فلو أن قادة إسرائيل يأبهون بالعدالة، ولو أن الدولة تبدي اهتماما بكل صدق، ولو أنها تقر بخطئها، فإن الإفراج عن منغستو يجب أن يكون أول فعل رمزي في سبيل إصلاح العلاقات مع الجالية الإثيوبية" في إسرائيل.
وكان منغستو قد عبر السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة في 7 سبتمبر/أيلول 2014، لكنه وقع أسيرا في يد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي استجوبته في حينه، لكنه يُعتبر الآن في عداد المفقودين.