جدد يهود الفلاشا بعد ظهر اليوم الإثنين، قبالة الكنيست احتجاجاتهم التي انطلقت قبل 15 يوما، احتجاجا على قتل شاب من أصول أثيوبية برصاص ضابط بالشرطة الإسرائيلية.
يشار إلى أن يهود الفلاشا في إسرائيل وجدوا أنفسهم مجددا ضحية العنصرية والاستخفاف بهم؛ بسبب لون بشرتهم وأصولهم الإثيوبية، بعد مقتل أحد شبابهم دون مبرر من قبل رجل شرطة في منطقة حيفا.
وأثار قتل الشاب الإثيوبي الأصل الذي دفن أمس ضجة واسعة وحالة غضب، حيث قام مئات من يهود الفلاشا بإغلاق شوارع مركزية وإشعال حرائق في مفارق مركزية طيلة ساعات مما تسبب باختناقات مرورية كبيرة.
وتجددت الاحتجاجات للفلاشا، في الوقت الذي قضت محكمة الصلح في حيفا بعد ظهر اليوم الإثنين، الإفراج عن الشرطي قاتل الشاب من أصول أثيوبية، سولومون تاكا (18 عاما)، قبل أسبوعين.
ويأتي قرار الإفراج بطلب من وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحاش)، إذ فرضت المحكمة تقييدات مشددة الشرطي ومنها الحبس المنزلي ومنع الاتصال والتواصل مع جهات ذات علاقة بملف التحقيق.
وأوضحت قاضية المحكمة في مجمل قرارها، أن الشروط التقييدية التي فرضت عليه بالسابق لا تزال تنطبق عليه، مضيفة أنه يحظر على الشرطي الدخول إلى منطقة الحدث، وحظر الاتصال مع الأطراف المعنية الأخرى، وحظر الخروج من البلاد.
وقامت (ماحاش) بتغيير بند الشبهة الموجه ضد ضابط الشرطة الذي أطلق النار على الشاب الأثيوبي، من شبهة القتل إلى شبهة التسبب بالوفاة بسهولة وعبر الاستخفاف.
وقال أحد ممثلي (ماحاش) في الجلسة إن التحقيق قد اكتمل وأن القضية أحيلت إلى مكتب المدعي العام للدولة.
يذكر أنه بدأ سريان مفعول البند المذكور قبل بضعة أيام فقط، كجزء من إصلاحات بالعقوبة على جرائم القتل، وبموجب الإصلاحات فإن الحد الأقصى لعقوبة السجن هو 12 عاما. يُعرَّف مصطلح "التفاهة" في القانون على أنه "يخاطر بشكل غير معقول بالتسبب في العواقب المذكورة، على أمل النجاح في منعها".
يشار إلى أن الفرق بين هذه المخالفة وجريمة التسبب بالموت عن طريق الإهمال، هو أنه يدل على نية إجرامية، مع الوعي والإدراك بإمكانية الموت، ومواصلة العمل بالجريمة مع الاعتقاد بأن هذا الاحتمال لن يحدث.
واندلعت احتجاجات الفلاشا في أنحاء البلاد، في أعقاب مقتل شاب من أصول أثيوبية بنيران ضابط شرطة في كريات حاييم في حيفا، بلغت ذروتها في إغلاق مفارق طرق رئيسية داخل المدن وخارجها، وتركزت الاحتجاجات على العنصريّة التي تمارسها الشرطة ضد الفلاشا.
ويوجه قادة الفلاشا الاتهامات للشرطة الإسرائيلية بالضغط السريع على زناد السلاح عندما يكون الهدف من غير اليهود الغربيين خاصة من المهاجرين الجدد من إفريقيا بسبب لون بشرتهم. وزاد غضب يهود الفلاشا بعدما قامت محكمة إسرائيلية بإطلاق سراح الشرطي القاتل وإرساله لحبس منزلي داخل فندق. وتأتي حادثة قتل الشاب الإثيوبي حلقة في مسلسل جرائم قتل ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية في الماضي من بينها اعتداءات حتى على شباب فلاشا يرتدون الزي العسكري ويخدمون في جيش الاحتلال.