"إف 35".. كيف تضرب بها الولايات المتحدة خارج ميادين القتال؟

1036785856

ألقت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في تقرير لها اليوم السبت، الضوء على أهمية برنامج مقاتلة "إف 35 "التي تصنعها الولايات المتحدة فقط، موضحة أن هذا البرنامج يحقق الكثير من المكاسب للولايات المتحدة ويمنحها هيمنة على الدول التي تستورد هذه المقاتلات أو تشارك جزئيا في تصنيعها.

ووفق المجلة، فإن الدول المشاركة في مشروع تصنيع مقاتلات "إف 35" تمثل نحو 46 من الاقتصاد العالمي.

وأفادت المجلة، بأنه وإن حصلت الدول على مكاسب اقتصادية كبيرة لمشاركتها في مشروع المقاتلات، فإنه من الصعوبة بمكان الخروج منه على المدى البعيد، كما هو الحال مع تركيا حاليا.

وأوضحت المجلة أن مشروع طائرة F-35، وهي طائرة من الجيل الخامس ذات قدرة عالية، يجعل الدول في حالة اعتماد عسكري على الولايات المتحدة لعقود من الزمن، وستستخدم واشنطن ذلك من أجل نفوذها.

وضربت مثالا على ذلك، عندما علقت مشاركة إسرائيل في مشروع "إف 35"، بعدما علمت أنها باعت مكونات في طائرات دون طيار لصالح الصين، وسارعت تل أبيب إلى تعليق المبيعات.

وتلقت أنقرة أول أمس الجمعة، أولى قطع نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400"، الذي تقول واشنطن إنه لا يتلاءم مع مشاركة أنقرة في برنامج المقاتلة الأميركية، وأوقف "البنتاغون" بالفعل تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات إف، وهدد الكونغرس من طرد تركيا نهائيا من المشروع.

وفي سيناريوهات أخرى، يمكن للولايات المتحدة أن تفرض عقوبات على تركيا، وفقا لقانون مواجهة خصوم أمريكا، من التأشيرات إلى قيود على صادرات الأسلحة لتركيا، إلى درجة حظر تعامل أنقرة مع المؤسسات المالية الأميركية.

وتعتبر مقاتلة إف 35 الأغلى عالميا، ويتجاوز ثمن الواحدة منها 100 مليون دولار أميركي، وبدأت تلقى رواجا عالميا، إذ اشترت إسرائيل وبريطانيا وتركيا عددا من هذا الطراز، وطلبت بلجيكا نحو 34 طائرة، كما بدأت سنغافورة خطوات لشراء ما بين 40- 60 مقاتلة.

ورفعت اليابان من مقدار طلبيتها من هذه المقاتلة إلى 105، وهو ما قد يعوض طلبا تركيا مماثلا، في حال علقت أميركا عقود هذه المقاتلة، بسبب صفقة صواريخ إس 400 الروسية بين موسكو وأنقرة

وفي السياق ذاته، قالت روما إن المقاتلة الأميركية الجديدة تمنح سلاح الجو الإيطالي قدرة متقدمة ولا يمكن الامتناع عن شرائها.