رام الله الإخباري
قال رئيس قسم جراحة الأعصاب في مستشفى رفيديا عثمان عثمان، إن 100 شظية اخترقت جمجمة الطفل الفلسطيني عبد الرحمن ياسر اشتيوي، (10 سنوات)، وأحدثت تلفا كبيرا بدماغه، حيث إنه من الصعب قياس حجم الضرر والتهتك في دماغ عبد الرحمن، لأنه يقبع في غيبوبة.
وأوضح، أن الطفل خضع لعملية جراحية معقدة استمرت لأكثر من 4 ساعات، نجحت في إيقاف النزيف بنسبة 90 في المائة، كما أن ضغط الدم عاد لطبيعته بعد العملية، مشيراً إلى أنه بحاجة لصورة طبقية للدماغ حتى نقرر الخطوات التالية في علاجه.
وبين الطبيب عثمان، أن عملية الطفل كانت من أصعب العمليات الجراحية ومن أصعب الإصابات التي عالجتها، "نظراً لأن نوعية الرصاص جديدة، وطريقة انتشار الشظايا التي تصل لنحو 100 شظية في رأسه وداخل دماغه تحديدا، كانت لافتة جدا".
وبحسب الطبيب عثمان، فإن الشظايا دخلت من الجهة اليمنى الأمامية واخترقت دماغ عبد الرحمن كاملا، وخرجت من الجهة الخلفية، حيث تسببت بتهتك الشريان الرئيسي في 3 مواقع على الأقل.
وأكد على أن الإصابة قاتلة، وليست عادية، وحالة الطفل ما زالت بالغة الخطورة، وتحتاج إلى تدخلات جراحية كثيرة.
من جانبة قال مدير مستشفى رفيديا، قاسم دغلس، إنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها طواقم المستشفى، إلا أنهم مستعدون لنقله بالتنسيق مع وزارة الصحة إلى أي مكان آخر، حال تطلب الأمر، مشيراً إلى وضعه الحرج وغير المستقر، يستدعي إبقاءه تحت المراقبة على مدار الساعة.
منسق المسيرة الشعبية السلمية في كفر قدوم مراد اشتيوي، يؤكد أن المنطقة التي يقع فيها منزل عائلة عبد الرحمن تشهد مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، وأن المسيرة كانت قد شارفت على الانتهاء، قائلاً: "هذه ليست رصاصة عشوائية، بل إن قناصا محترفا أطلقها، فالقناصة ينتشرون على أسطح البنايات والمنشآت المحيطة بمكان وقوع المواجهات، ويراقبون كل كبيرة وصغيرة".
وتابع "تثبت كل المؤشرات بما لا يدع مجالا للشك نية القتل المبيتة لدى الجندي الإسرائيلي الذي أطلق النار على الطفل عبد الرحمن اشتيوي فور خروجه من منزله"
بدورها، اعتبرت الحكومة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها إبراهيم ملحم، أن هذا الاستهداف يعكس شهوة القتل التي تستبد بقادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في تعاملها مع المسيرات السلمية لأهالي قرية كفر قدوم وغيرها من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية
وأكدت أن ذلك يعكس مدى الاستهتار الإسرائيلي بالقوانين والشرائع الدولية، والشعور بالإفلات من العقاب بعد أن وجد قادة الاحتلال شريكا أميركيا يغطي على اعتداءاتهم ويجعلهم بمأمن من أي عقاب دولي قد يطاولهم.
ويشار إلى الطفل عبد الرحمن ياسر اشتيوي من قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، باغتته رصاصة من نوع "دمدم" المتفجر أطلقها جندي إسرائيلي،أمس الجمعة، فأصابته بشكل مباشر في رأسه، وأدت شظاياها لدخوله في حالة صحية حرجة للغاية تأذى فيها دماغه، بعدما تم نقله إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس.
وينظم أهالي قرية كفر قدوم منذ ثماني سنوات كل يومي جمعة وسبت، مسيرة شعبية، مطالبين بفتح طريق أغلقها جيش الاختلال الإسرائيلي عام 2003، بحجة قربها من مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي القرية.
صحيفة العربي الجديد