صحيفة اسرائيلية : نتنياهو يدفع بترامب للوقوع في الكارثة

نتنياهو وترامب

قال الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية إيريك يوفي، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يدفع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نتائج كارثية من خلال اصطدامه مع إيران.

وأضاف في مقال كتبه اليوم الاثنين في الصحيفة، أن نتنياهو يشجع ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي، في الوقت الذي أعلنت فيه إيران عن نيتها زيادة تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن ذلك له تداعيات صعبة على دولة الاحتلال.

واقترح الكاتب تزامنًا مع اقتراب إجراء الانتخابات الجديدة على الناخبين الإسرائيليين، هو التطلع إلى سياسة نتنياهو تجاه إيران حين توجههم إلى صناديق الاقتراع، كي يقرروا إذا كانوا سيصوتوا له أو لا.

وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو أكد على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، واعتبار الملف الإيراني هو المحور المسيطر على علاقاته بواشنطن، مؤكدًا على أنه لابد من اعتبار إيران اختبارًا جوهريًا لتحديد ما إذا كان نتنياهو يستحق دعم الإسرائيليين، الذين عليهم أن يسألوا "كيف تسير الأمور الآن على الجبهة الإيرانية؟".

وفيما يتعلق بإعلان إيران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم أوضح الكاتب أن التصريحات الإيرانية لا تشير إلى أنها ستمتلك قنبلة قريبًا، ولكن إلى أنها تفعل سعيها لامتلاك المواد اللازمة لإنتاج سلاح نووي، وفي حال تطورت الأمور على نتنياهو أن يتحمل المسؤولية. واعتبر الكاتب أن إيران تشكل خطورة، ولذلك على إسرائيل والغرب إعداد استراتيجية لاحتواء طموحاتها النووية، وأشار الى أنّ نتنياهو كان قد وعد بهذه الاستراتيجية، لكنه لم ينفذ وعده.

واسترجع الكاتب إلى فترة انتخاب نتنياهو في العام 2009، حيث أوضح أنه كان بإمكانه إقامة علاقات ودية ويقيم ثقة مع إدارة أوباما، التي عملت في الملف الإيراني، وأن يتقاسم معها المخاوف الأمنية والاستخبارية، إلا أنه لم يفعل ذلك، بل وصل إلى حد وصف وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري بعدم الكفاءة في التفاوض.

وأكد على أن الخطأ الآخر الذي قام نتنياهو بارتكابه فكان مع ترامب، الذي وعد منذ حملته الرئاسية أن ينسحب من الاتفاق النووي، ويفرض عقوبات اقتصادية على إيران، فقد رد على قاعدته الإنجيلية، التي تستجيب لطموحات نتنياهو، من دون أن يتعمق ببنود الاتفاق. وفي المقابل، زاد الإيرانيون تخصيب اليورانيوم ويتحركون ببطء ولكن بشكل خطير في اتجاه السلاح النووي.

وختم الكاتب مقاله بالقول، إن حلفاء أميركا الأوروبيين يرون أن سياسة ترامب الخارجية تغرق بالفوضى، كما أنّهم متأكدون أنه لن يطلق رصاصة واحدة، لأنّ أي حرب أخرى قد يخوضها في الشرق الأوسط ستدمر رئاسته. معتبرًا أنّه كان من المفيد لو قام نتنياهو بتشجيع ترامب على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي، بل بتطويره وتعديله مع حلفائه الأوروبيين.