تناولت الصحف العبرية اليوم الأحد العديد من التقارير والمقالات لمحللين ومراسلين عسكريين وأمنيين حول الأوضاع الأمنية في قطاع غزة بعد مرور 5 سنوات من العدوان الإسرائيلي عليه في صيف 2014.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم الأحد، تحت عنوان " الحرب التي لا تنتهي أبدًا" أن سكان مستوطنات غلاف غزة يعيشون منذ حوالي عام ونصف ما وصفته بالواقع المستحيل وخاصة بعد هدوء استمر حوالي 3 سنوات ونصف من انتهاء العدوان على غزة في صيف 2014.
وأضافت الصحيفة أن أحداث مسيرات العودة وتأثيرها على حياة مستوطني غلاف غزة فقد تحول الرعب من تهديد الصواريخ والأنفاق إلى إطلاق البالونات الحارقة والتي لم تتوقف منذ عام ونصف، موضحة أن المستوطنين لم يعودوا يشعرون بالأمان الذي فقد أثناء تلك العملية العسكرية وجعلهم إما في الملاجئ أو يتجولون في شوارع وسط وشمال الأراضي المحتلة عقب تركهم لمنازلهم.
وخلال عام ونصف مضت أشارت الصحيفة إلى أنه تخللها حوالي 12 جولة قتال وتصعيد عسكري ما بين حركة حماس والاحتلال، حيث كانت تستمر تلك الجولات من 24 ساعة وتصل إلى يومين كحد أقصى، يتم خلالها إطلاق المئات من صواريخ المقاومة ما أدى إلى وجود حالة طوارئ ما بين لحظة هدوء ونشوب حرب مفاجئة.
مما أدى إلى الزيادة في عدد طلبات المساعدة النفسية عقب كل جولة تصعيد، مشيرة إلى أن عدد كبير من مستوطني غلاف غزة يفضلون التوصل لاتفاق طويل الأمد مع حركة حماس.
وبدورها نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عدة مقالات وتقارير في الذكرى الخامسة لانتهاء العدوان على غزة، حيث ركزت على حياة عوائل الجنود الأسرى لدى
المقاومة، إلى جانب حياة عوائل الجنود القتلى، حيث ظهر بعض المستوطنين في مقابلات مع الصحيفة يتحدثون عن عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف وتسلل المقاومين من الأنفاق. مدعين أنهم لم يغادروا منازلهم، رغم فرار المئات من العائلات من الغلاف مع اشتداد الهجمات الفلسطينية.
وأضافت التقارير الواردة عبر الصحيفة أن المقاومة الفلسطينية قامت بإطلاق حوالي (4594) صاروخًا وقذيفة ونفذوا عدة هجمات أسفرت عن مقتل (68) جنديًا و(6) مستوطنين.
وأشار تقرير آخر ورد في الصحيفة، إلى أن حركة حماس تحاول منع وقوع جولة تصعيد أخرى قد تؤدي لمواجهة عسكرية كبيرة، بالرغم من حالة التصعيد النسبي على الحدود، منوهة إلى أن الجهود المصرية والأممية والقطرية ساهمت في تثبيت الهدوء.
وأوضحت أن الهدوء خلال الأسبوعين الأخيرين ما هو إلا حالة وهم، فرغم إدخال الأموال والسلع، فإن حماس في كل وقت تلجأ للعنف على الحدود، وربما تتجه نحو عملية عسكرية من خلال تنفيذ هجوم عبر نفق، ما يسمح لها بدء العملية بإنجاز كبير في يدها. مشيرة في الوقت ذاته للأعمال التي يقوم بها جيش الاحتلال حاليا على طول الحدود من بناء جدار بهدف منع أنفاق حماس من التسلل إلى الأراضي المحتلة، وتدمير 17 نفقا منذ نهاية حرب 2014.
وأكدت على أن دولة الاحتلال تفضل أن لا تنجر لحرب لأن أي عملية عسكرية لن تغير الواقع، وستعيد الوضع إلى ما هو عليه حاليا بنفس المطالب التي تريدها حماس، وأنها ستنتهي عند نقطة انطلاقها الحالية. مشيرةً إلى أن دولة الاحتلال تحاول الحفاظ على الهدوء عبر الترتيبات الأخيرة رغم الشكوك بإمكانية تقدمها في الأشهر المقبلة بسبب الانتخابات، وكذلك بسبب وصولها لنقطة تتعلق بجثث جنود الاحتلال لدى حماس، ولذلك طُلب من الجيش البقاء مستعدا لأي سيناريو.
كما وأظهر التقرير أن جولة القتال المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وأن دولة الاحتلال لا مصلحة لها في حملة عسكرية طويلة، فيما أظهرت حركة حماس أنها أخذت دروسا من حرب 2014، وستركز بقدر كبير على إطلاق نار كثيف كما جرى في جولات التصعيد الأخيرة من أجل تحقيق أقصى قدر من الانجازات في أقصر وقت ممكن.
وأوضح أن دولة الاحتلال تحاول الحفاظ على تفوقها الاستخباري الذي يجعلها في مراحل متقدمة، مشيرة إلى أنها قامت بتنفيذ مجموعة واسعة من العمليات العلنية والسرية، وكانت إحداها العملية التي فشلت في خانيونس كمثال واحد فقط.
يشار إلى أن الاحتلال شن حربا شاملة على قطاع غزة بدأت في 8 يوليو 2014 واستمرت 51 يوما متواصلا، حيث بلغ عدد الشهداء (2323) شهيدا فلسطينيا بينهم (579) طفلا، و(489) امرأة، و(102) مسن، وفق إحصاء رسمي صدر عن وزارة الصحة الفلسطينية.
كما وأسفرت الحرب آنذاك عن إصابة حوالي (11) ألفًا منهم (302) سيدة، بينهم (100) سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) مواطنًا من بينهم جرحى أصيبوا بإعاقات دائمة.