اتهم عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "أزرق أبيض" موشيه يعالون، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإطلاق خطابات تحض على الكراهية والتحريض ضد نظام حكم القانون في دولة الاحتلال وضد كل من يعارضه.
جاء ذلك خلال محفل ثقافي في مستوطنة "موديعين" اليوم السبت، مشيرًا إلى أن تصرفات نتنياهو تشبه تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلًا إن نتنياهو مشغولًا بنفسه بينما الناس يموتون من التلوث في حيفا والأثيوبيون محبطون وغاضبون ولا توجد لديه خطط طويلة الأجل من أجل البلاد، فهو مهتم بنفسه فقط.
وأضاف أن حزب "أزرق أبيض" سيحاول أن يكون أكبر حزب للحصول على تفويض من رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين ليقود الحكومة، مؤكدًا على أن هذا ما يتم التركيز عليه حاليًا.
وعلى الرغم من ملفات الفساد المتراكمة لدى المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت النائب في مبنى وزارة العدل في القدس المحتلة، ضد نتنياهو، والتي تعتبر في أي صراع سياسي ورقة رابحة ضد المنافس، إلا أن هذه الملفات لم لها الأثر الكبير لمعارضيه في سياق دعايتهم الانتخابية.
وفي ظل الانقسام الكبير في الشارع الإسرائيلي والتقارب الذي أظهرته استطلاعات الرأي بين حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو وتحالف أزرق أبيض الذي يتزعمه رئيس الأركان السابق بيني غانتس والسياسي يائير لبيد، فإن أسلوب التعامل مع الفلسطينيين أمنياً وقانونياً وعسكرياً، كان الملف المتفق عليه بين الفرقاء السياسيين، والذي يبدو أنه مفتاح الفوز بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات.
وقاد نتنياهو حملته الأخيرة بالعديد من الخطوات التي صُمِّمت لاستقطاب قاعدته اليمينية المتطرفة، والتي بدأها بالتحريض على العرب، إضافة إلى اتخاذ سلسلة خطوات عملية مثل وقف مهمة حفظ السلام الدولية في الخليل، والتي كانت تشكل مصدر استفزاز طويل الأمد للمستوطنين اليهود هناك حسب مجلة فورين بوليسي.
نتنياهو ذهب لأبعد من ذلك في الساعات الأخيرة للحملة الانتخابية، حيث أفصح عن نيته ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة.
الانتقال من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة البناء الكبيرة ثم إلى مرحلة تطبيق القانون على المستوطنات، حسب لفظ نتنياهو، يأتي قبل 24 ساعة من الانتخابات الإسرائيلية، وهي الخطوة التي أشار إلى أنها "ستتم بشكل تدريجي وبموافقة أمريكية".
كما واعتبر أن السلام الحقيقي مع الفلسطينيين سيكون "بدافع القوة، وليس بسبب التنازلات وهز الرأس"، مشدداً على أنه "لن يخرج أي مستوطن إسرائيلي من الضفة الغربية بالقوة".
ومن المفارقة أن نتنياهو عندما قدم نفسه رئيساً للحكومة لأول مرة عام 1996، اختار شعاراً انتخابياً يقول "أمن شخصي، وسلام حقيقي، فقط الليكود يمكنه تحقيق ذلك"، في إشارة منه لتحقيق السلام وحل الدولتين، إلا أنه اختار هذا العام أن يقصي حتى كلمة السلام، التي كانت دائماً محركاً أساسياً للعملية السياسية في تل أبيب، ويبدّلها بشعار "اليمين القوي".
يذكر أن الكنيست الإسرائيلي اتخذ قرارًا نهاية مايو الماضي حل نفسه والتوجه إلى انتخابات مبكرة في 7 سبتمبر المقبل عقب فشل نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة.