رام الله الإخباري
أكد منسق شؤون المناطق السابق في حكومة الاحتلال الجنرال إيتان دانغوف، على أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى مؤخرًا للإكثار من الحديث حول استبدال القيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ذلك ترك قلقًا ومخاوف في رام الله وغزة.
وأضاف أن الفلسطينيين مهتمون بالعلاقات مع الدول الخليجية، إلا أن التحالف معها لمواجهة إيران هدف يحتل أولوية قصوى لإسرائيل والولايات المتحدة، متابعًا أن المتضرر مما حصل في مؤتمر المنامة هي القيادة الفلسطينية، التي شعرت بأنها ابتلعت منجلا أمام حالة التعاون الإسرائيلي الخليجي في المجالات الأمنية والتكنولوجية والاقتصادية". وفقاً لما أورده موقع "عربي21" اللندنية.
وأوضح أن هذا التطور دفع إدارة ترامب مؤخرًا للإكثار من الحديث عن استبدال القيادة الفلسطينية، ما ترك أجواء من القلق والمخاوف في رام الله وغزة، في حين أن إسرائيل ترى فيما حصل وضعا مثاليا، فالفلسطينيون ظهروا رافضي سلام، وخارج اللعبة، فيما توثق إسرائيل علاقاتها التجارية مع دول الخليج بدعوى المصلحة المشتركة ضد إيران.
يشار إلى أنه قبل عامين أصدرت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة السابقة نيكي هايلي بيانًا حول إجراء الإدارة الأمريكية لتخفيضات كبيرة في ميزانية المنظمة الأممية في العام المالي 2018-2019، معتبرة أن الاستقطاع خطوة مهمة اتخذت على الطريق الصحيح بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضحت أنها ستواصل سعيها لإيجاد طرق لزيادة كفاءة الأمم المتحدة مع مراعاة حماية مصالح أمريكا، مضيفة أن عدم الفعالية والنفقات المبالغ فيها للأمم المتحدة يعلمها الجميع، ولن ندعهم يتمتعون بكرم الشعب الأمريكي.
وأشارت إلى أن ذلك الاقتطاع التاريخى للأمم المتحدة، بجانب العديد من الإجراءات الأخرى هدفها أن تكون المنظمة أكثر فعالية ومسؤولية.
تجدر الإشارة أن الولايات المتحدة تدفع حالياً 22% من ميزانية الأمم المتحدة أي حوالى 3.3 مليار دولار سنويًا.
ومن جانبه قال كاتب إسرائيلي إن "انهيار السلطة الفلسطينية بات واقعيا وحقيقيا؛ لأن الكوابح التي حالت في الفترة الماضية عن انهيارها سقطت، وبات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رهينة بأيدي المتطرفين؛ رغبة منه بالبقاء في صدارة المشهد السياسي الإسرائيلي، في حين أن محمود عباس يعيش نهاية دراماتيكية لعصره السياسي، ورغم المخاطرة الإستراتيجية التي تحيط بالوضع الفلسطيني الإسرائيلي، ما زال هناك بصيص أمل".
وأضاف بن كاسبيت، المحلل السياسي في مقاله على موقع "يسرائيل بلاس"، أن "صدور التحذيرات من انهيار السلطة الفلسطينية بدأت منذ تأسيسها قبل قرابة خمسة وعشرين عاما، وكانت التحذيرات تتصاعد وتتراجع بين حين وآخر، وتبين في النهاية أنها تخويفية ليس أكثر، وليست جدية"، حسب ما أوردته "عربي 21" اللندنية.
وأشار إلى أنه "في كل مرة كانت إسرائيل تجمد أموالا للسلطة الفلسطينية، أو تمارس مضايقات اقتصادية عليها، كان يعلن قادة السلطة بلا استثناء أنهم بصدد تسليم المفاتيح لإسرائيل، وتفكيك السلطة، وفي كل مرة كان يتوقف هذا السيناريو في اللحظة الأخيرة، ولم يكن أحد في إسرائيل يتأثر بصورة فعلية من تهديد العجوز القابع في المقاطعة، لكن هذه المرة يبدو الأمر حقيقيا".
وأوضح أن "طرفا اللعبة الخطيرة السائدة اليوم هما نتنياهو المكبل بمطالب اليمين لتشكيل حكومته الخامسة، وعباس اليائس المريض الذي يقضي أواخر عهده السياسي، فيما زعماء المنطقة والعالم باتوا محبطين من هذه المسألة، رغم جهودهم الحثيثة لمنع سقوط السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "نتنياهو عمل في السابق لخدمة المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية التي رأت في بقاء السلطة الفلسطينية، واستمرارها، حاجة أمنية إسرائيلية واضحة، اليوم باتت مصلحة نتنياهو تتركز في بقائه على رأس الحكم في إسرائيل، لأن شركاءه في الائتلاف الحكومي يسرعون في سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية، وحلول الفوضى، ويعتبرونه الواقع الافتراضي النموذجي".
وأكد أن "نتنياهو مارس سابقا دور المسؤول الواعي الذي يوقف تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى يحولها باليد الثانية، وينجح في الرقص على هذا الأحبال الدقيقة، لكن الوضع اليوم يبدو مختلفا بالكلية، فالأمر لا يتعلق بتجميد أموال السلطة الفلسطينية، وإنما باقتطاع من طرف واحد لأموالها، وهي التي تمنحها لعائلات منفذي العمليات المسلحة بناء على قانون أقره الكنيست في يوليو 2018".
وأضاف أن "الخطورة اليوم أن إسرائيل التي تقوم بتقليص أموال السلطة الفلسطينية بسبب ذلك القانون، قد تجد نفسها في المرحلة القادمة بين أنقاضها وركامها، وقد تشتاق إلى الوضع الذي سبق انهيارها، وسوف تسعى لإعادة الجني إلى القمقم".
وختم بالقول إن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية تنظر بكثير من القلق إلى هذه التطورات، ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يعرفون عن قرب حجم التنسيق والتعاون الأمني الذي يديرونه مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي ساهمت بصورة كبيرة في تحقيق الاستقرار الأمني في إسرائيل والضفة الغربية".
عربي 21 اللندنية