كشف الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية بوزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال عاموس غلعاد، عن بعض من مداولات وأسرار حرب غزة الأخيرة صيف 2014، مع اقتراب ذكراها السنوية الخامسة.
كما حّذر غلعاد، في لقاء أجراه معه أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع (واللا) الإخباري، من أن "إسرائيل تقترب من مواجهة عسكرية لا تريدها، مع حركة حماس في قطاع غزة".
وبحسب بوخبوط، فإنه بعد مرور خمس سنوات على المعركة الأخيرة في غزة، فإن الأخطاء التي مارستها إسرائيل في السابق قد تتكرر في ضوء سياستها الجارية ضد حماس، لأن حرب 2014 استمرت 51 يوما، وهي أحد أطول الحروب التي خاضتها إسرائيل بتاريخها.
وأوضح أنها شهدت إطلاق 4500 صاروخ، فيما هاجم الجيش 6 آلاف هدفا و32 نفقا هجوميا، وأسفرت عن ارتقاء أكثر من ألفي شهيد فلسطيني مقابل 73 جنديا ومستوطنا.
بدوره، أكد غلعاد على أنه "بعد مرور هذه السنوات الخمس فإن الأيديولوجية التي تحرك حماس لم تتغير"، مبيناً أن "حماس لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، ولن تجري معها مفاوضات مباشرة أبدا".
وأشار غلعاد إلى أن الهدف المباشر لحماس هو الوصول للضفة الغربية، ودمج القومية الوطنية الفلسطينية مع هويتها الدينية.
وتابع: "حماس ترى في تغييب إسرائيل عن الخارطة هدفا دينيا، وباعتقادها فإن هذا هدف يمكن تحقيقه على المدى البعيد، فإن لم يتحقق اليوم فسيحدث غدا، وإن لم يكن غدا، فسيكون بعد خمس سنوات أو ثلاثين عاما، ولذلك فإن الحركة لا تجلس بهدوء منذ انتهاء الحرب الأخيرة، بل تواصل العمل من خلال القيادة المقيمة في غزة والخارج، وتخطط لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية".
وشدد غلعاد على أن "جهاز الأمن العام "الشاباك" وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" والجيش الإسرائيلي، يبذلون جميعا جهودا استثنائية لإحباط مئات المحاولات التي تقوم بها حماس لتنفيذ هجمات مسلحة، لأنه حسب اعتقادها فإن إسرائيل يجب أن تحترق بالنار، هم لا يترددون في إعلان هذه القناعات".
ويستذكر غلعاد كيف أن "اتصالاته العميقة مع السلطات المصرية مكنته من التوصل لتوافق فلسطيني لوقف إطلاق النار لإنهاء تلك الحرب، مما يجعل المصريين مهمين جدا بالنسبة لنا، للأسف الشديد مصر بدت خلال حرب غزة الأخيرة ضعيفة، في حين أن قطر ظهرت قوية، مصر مهمة لنا جدا، كما أن هناك شبكة مصالح مشتركة بيننا وبينهم، ضعف مصر أمام قطر يعتبر مشكلة بالنسبة لإسرائيل، وللأسف قد تتكرر مجددا".
وأضاف قائلاً: "في حال قررت إسرائيل نهائيا أنها لا تريد إسقاط حماس، فعليها أن تذهب معها لترتيبات بعيدة المدى، ولكن إن اعتقدت حماس أن إسرائيل ماضية في حربها لإسقاطها حتى النهاية، فستغير سلوكها تجاهنا، طالما أن قيادة حماس تعتقد أننا لسنا بوارد إسقاطها من الحكم، فإن ردعنا لن يتحسن".