رام الله الإخباري
انطلقت فعاليات "مؤتمر السلام من أجل الازدهار" الشق الاقتصادي لخطة السلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، في العاصمة البحرينية، المنامة.
ووفق وكالة الأناضول التركية، فإن البيان الختامي لأعمال تلك الورشة، طوى صفحة الجدل الدائر حولها عقب يومين من المناقشات التي لم تشارك فلسطين بفعالياتها، وسط حضور عربي محدود.
وأعرب البيان، عن "تفاؤل كبير" حول التنمية الاقتصادية والاستثمار لصالح الشعب الفلسطيني، دون أن يترجم لوقائع، بعيدا عن العبارات الإنشائية.
إذ أكثر البيان من تلك العبارات، مثل "التركيز على تحقيق الازدهار الاقتصادي لفلسطين"، و"الشروط والآليات اللازمة لتحقيق التحول الاقتصادي"، و"إفساح المجال أمام الفرص الاقتصادية".
وكرر البيان حديثه عن أغلب أزمات المنطقة المعروفة مثل "المعدلات المرتفعة للبطالة"، و"الحاجة إلى التواصل الفعال مع فئة الشباب"، وأهمية "تهيئة الظروف المناسبة لتطوير القطاع الخاص".
وحتى كلمة ولي العهد البحريني سلمان آل خليفة، في الجلسة الختامية للورشة الأربعاء،
كما وتركزت كلمة ولي العهد البحريني سلمان آل خليفة، على أمنيات عدة بينها تطلع بلاده إلى تحقيق فرص اقتصادية نوعية ومستدامة في جميع دول المنطقة، بجانب الدعوة لتكاتف الجهود وتوحيد المساعي من أجل تحقيق مستقبلٍ اقتصادي مزدهر.
وبحسب الأناضول، فإن الورشة لم تقدم بيانا تفصيليا حتى الساعة بالمستهدفات جراء انتهاء تلك الورشة، التي طرح خطوطها الأولى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتتمثل الأرقام المعلنة مسبقا في ضخ استثمارات في الأراضي الفلسطينية بقيمة 28 مليار دولار، بينما ستخصص استثمارات أخرى (منح وقروض مدعومة)، بقيمة 22 مليار دولار في بلدان الأردن ومصر ولبنان.
وفي اليوم الأول، أشار كوشنر إلى مشاريع تنموية واستثمارية يمكن ضخها في المنطقة، سيما الضفة الغربية وقطاع غزة، دون الإشارة إلى شكل حدود دول المنطقة، بما فيها إسرائيل وفلسطين رغم حديث واشنطن عن "فرصة تاريخية" لحل الصراع.
بدوره، أكد وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة، على أن الورشة ليست "صفقة"، ولكن "خطة اقتصادية من شأنها تغيير واقع المنطقة "، وفق قناة "روسيا اليوم".
وافقه كونشر الرأي، قائلاً: "إن الورشة ليست "صفقة القرن"، ولكن "فرصة القرن".
في المقابل شهدت هذه الصفقة وورشتها الاقتصادية رفضاً كبيراً، لاسيما من مسؤولين وحركات عربية، إذ ظهر ذلك عبر تجمّع العشرات في تونس، أمام سفارة البحرين لدى البلاد، وتأكيد من سعد الحريري رئيس وزراء لبنان، ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، على رفض "صفقة القرن".
إلى جانب الموقف الفلسطيني الذي عمّ الإضرابٌ كافة الأراضي الفلسطينية تزامنًا مع انعقاد ورشة المنامة في البحرين، تعبيرًا عن رفضها، وتنديدًا بالمشاركة العربية فيها، وهذا ما أجمعت عليه جميع الفصائل والمؤسسات الفلسطينية.
فيما أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في مؤتمر صحفي برام الله، على أن فشل "ورشة المنامة".
كما قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الخطة الاقتصادية التي طرحها كوشنر، "مسرحية هزلية"، تستحق "الاستقبال الساخر" الذي لاقته.
وحتى ضجيج كونشر عن استبعاد مبادرة السلام العربية لم يفلح ولم يخرج بنتيجة، حيث
جدير بالذكر، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، جددا تأكيدهما أمس الأربعاء، في اتصال هاتفي على تمسكهما بمبادرة السلام العربية، القائمة على رؤية حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
وكان جاريد كوشنر، قد قال الثلاثاء، إنه في حال تم التوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فلن يكون ذلك على أساس المبادرة العربية.
وتنص المبادرة على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
يشار إلى أن "صفقة القرن" تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل في ملفات القدس واللاجئين وحدود عام 1967، مقابل تعويضات واستثمارات ومشاريع تنموية.
وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوقفة منذ أبريل / نيسان 2014؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان وعدم قبولها بحدود ما قبل حرب يونيو / حزيران 1967 أساسا لخيار "حل الدولتين"، وكذلك الإدارة الفلسطينية تقاطع الإدارة الأمريكية منذ اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل في أواخر 2017.
الاناضول