"اختلفا حول توضيب حقيبة السفر" فقتلها ووضعها فيها

احتجاجات هونغ كونغ

رام الله الإخباري

تناقلت وسائل الاعلام الدولية، اليوم الأربعاء، السبب الرئيسي لاحتجاجات هونغ كونغ الصينية، التي اندلعت منذ عدة أيام، على مشروع قانون مثير للجدل، لتسليم المجرمين إلى الصين، على أمل أن يتم سحبه نهائيا.

وقالت وسائل الاعلام إن قصة سفر الشابة "بون هيو وينغ" (19 عاما)، مع صديقها الجديد "تشان تونغ كاي" (20 عاماً) من هونغ كونغ إلى تايوان للاحتفال سويا هناك

بعيد الحب عام 2018، وعودة الشاب بمفرده وبقاء مصير الفتاة مجهولاً إلى أن ألقي القبض عليه واعترف بقتل صديقته هناك، هي السبب الأساسي في القانون الذي أثار احتجاجات مؤخرا".

ووفقا لموقع "بي بي سي"، فإنه وبغية محاكمته لارتكابه تلك الجريمة، كان لا بد من إصدار تشريع قانوني لترحيله إلى تايوان ومحاكمته هناك، غير أن التشريع الذي اقترحته حاكمة هونغ كونغ، تسبب في مظاهرات عارمة، أجبرت السلطات على تأجيل طرح التشريع إلى أجل غير مسمى.

وتساءل الموقع عن كيفية انتهاء قصة الحب رومانسية بين شاب وفتاة بشكل مروع في تايوان؟ وما علاقة ذلك بالاحتجاجات العارمة في هونغ كونغ؟.

وقال الموقع "كانت الشابة بون تدرس فن الطبخ والتجميل، بينما كان تشان يدرس إدارة الأعمال، وقد التقيا في يوليو/تموز 2017 لأول مرة في المتجر الذي كانا يعملان

فيه بدوام جزئي، واعترفت الشابة لصديقها الجديد في أواخر عام 2017 بأنها حامل في شهرها الثاني، وصادف ذلك انتهاء الشاب من حجز الفندق وبطاقتي سفرهما إلى تايوان قبل حلول عيد الحب في 2018".

وأضاف "أخبرت الشابة والدتها بأنها ستزور تايوان مع صديق لها في الثامن من فبراير/شباط وستعود في 17 فبراير، دون أن تقدم تفاصيل إضافية عن رفيق سفرها،

أمضى الحبيبان عيد الحب في العاصمة التايوانية تايبيه، لكن بعد ذلك بيومين نشب خلاف بينهما طال حتى الفجر، وكان سبب الجدال هو كيفية توضيب الأمتعة داخل الحقيبة الوردية اللون التي اشترتها الفتاة".

وأشار موقع "بي بي سي" إلى أن الأم أبلغت السلطات في هونغ كونغ في 5 مارس/آذار 2018 بفقدان ابنتها، بينما سافر الأب إلى العاصمة التايوانية بحثاً عن ابنته، وطلب من السلطات مساعدته في العثور على ابنته المفقودة.

ولفت إلى أنه عُثر على بطاقة وصول ومغادرة الشاب لتايوان في شقة الشابة في هونغ كونغ. وحملت البطاقة اسم الفندق الذي نزل فيه الحبيبان، فيما ألقت الشرطة القبض على الشاب في 13 مارس/آذار 2018 للتحقيق معه حول مصير الفتاة.

وبحسب الموقع ذاته فإن الشاب، اعترف للمحققين بأنه والضحية تعاركا حول كيفية توضيب الأمتعة في حقيبة السفر ذات اللون الزهري، وأضاف أنهما تصالحا فيما بعد ومارسا الجنس لكنهما ما لبثا أن عادا إلى الجدال حول الأمر نفسه في الساعة الثانية صباحا من 17 فبراير/شباط 2018.

وأوضح الموقع أن الجاني قال للمحققين إن الضحية كشفت له أن والد جنينها هو صديقها السابق، وإنها أرته مقطع فيديو تظهر فيه وهي تمارس الجنس مع شخص آخر، فثارت ثائرته وضرب رأسها بجدار الغرفة وخنقها بيديه ممسكا برقبتها من الخلف لمدة 10 دقائق حتى فارقت الحياة".

وذكر أنه وضع الجثة داخل الحقيبة مع أمتعتها، وركب القطار حاملاً الحقيبة ونزل في محطة زهوي على أطراف العاصمة، ثم تخلص من الجثة في بقعة أشبه بغابة صغيرة في حديقة، بعد بحث استمر مدة ساعتين عن المكان المناسب للتخلص منها".

وكان الشاب تشان يؤكد دائما لوالد الضحية أنه وبون اختلفا في تايوان وانفصلا هناك وذهب كل في حال سبيله، وكرر الرواية نفسها أمام الشرطة في هونغ كونغ في بداية الأمر. لكن الشرطة في تايوان راجعت تسجيلات كاميرات المراقبة في الفندق الذي نزل فيه تشان وبون وشاهدوا تشان وهو يحمل حقيبة ثقيلة أثناء خروجه من الفندق.

وأوضح البي بي سي أن الشرطة في هونغ عادت إلى استجوابه، فاعترف بقتل الضحية وكشف عن مكان الجثة، ثم عثرت الشرطة في تايوان على الجثة في اليوم نفسه.

ولفت إلى أن القضاء في هونغ كونغ أصدر مذكرة اعتقال بحق تشان في 13 مارس/ آذار 2018 وهو التاريخ ذاته الذي عثرت فيه الشرطة في تايوان على جثة الشابة متفسخة.

وأضاف الموقع "فاتهمته المحكمة في هونغ كونغ بتبييض المال، عوض ارتكاب جريمة قتل، فالجريمة وقعت في تايوان ويجب أن يحاكم هناك حسب القانون في هونغ كونغ. ولم ترد سلطات هونغ كونغ على ثلاث طلبات تقدمت بها تايوان لتسليمها المتهم، متذرعة بعدم وجود اتفاقية لتبادل المطلوبين بين الطرفين، فيما أصدرت محكمة في هونغ كونغ حكما بسجن تشان لمدة 29 شهراً ".

وبحسب وسائل الاعلام الصينية، فإنه وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018 نجح الادعاء العام في تايوان في الحصول على مذكرة اعتقال القاتل، وطالبت السلطات التايوانية نظيرتها في هونغ كونغ ثلاث مرات تسليمها المتهم، لكن الأخيرة تجاهلت الطلبات.

وتجدر الإشارة إلى أن الصين لا تعترف بتايوان وتعدها جزءا من الصين، وهونغ كونغ التي عادت إلى الحكم الصيني عام 1997 لا تربطها اتفاقية تبادل المطلوبين مع تايوان.

وقبل شهرين من حلول الذكرى الأولى لمقتل الشابة، اقترحت حاكمة هونغ كونغ كاري لام تشريعاً للسماح بترحيل المطلوبين إلى كل من تايوان والصين بعد دراسة كل طلب من قبل المحاكم المحلية في هونغ كونغ.

وفي مايو/ أيار الماضي وجهت السلطات في تايوان ضربة قوية لمساعي لام بإعلانها أنها لن تسير قدما في طلب تسليمها تشان حتى لو تم اعتماد التشريع الذي تقدمت به.

وأشارت إلى أنه ما لم يتم تبديد المخاطر التي تهدد سلامة المواطنين الذين يسافرون إلى هونغ كونغ أو يعيشون هناك، تلك المخاطر الناجمة عن اتفاقية ترحيل المطلوبين الى الصين، فلن نوافق على الاتفاقية التي تقترحها سلطات هونغ كونغ.

بي بي سي