من المقرر أن يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، وذلك للمرة الثانية خلال هذا الأسبوع، بعد أن عقد اجتماع للكابينيت يوم الأحد الماضي.
ووفق صحيفة "هآرتس" العبريةـ فإن عقد اجتماعين لهذه الهيئة في أسبوع واحد غريباً وغير مألوف، خاصة وأن نتنياهو يمتنع عن عقد الكابينيت في فترة بين معركتين انتخابيتين.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأربعاء، إلى أن لانعقاد الكابينيت علاقة بتطورات محتملة في التوتر الأميركي – الإيراني الحاصل في الخليج، وأنه تتعزز التقديرات في الاستخبارات الإسرائيلية والغربية بأن "إيران قد تصعّد قريبا المواجهة مع الولايات المتحدة".
وقال: "وفقاً للتحليل الاستخباري، فإن النظام في طهران خائب الأمل من عدم نجاحه حتى الآن في إرغام الأميركيين على إعادة دراسة العقوبات الشديدة التي فرضوها على إيران والشركات التي تتاجر معها، وتسببت بأزمة اقتصادية شديدة".
وعلى هذه الخلفية، لا تُستبعد إمكانية أن يحاول الإيرانيون المبادرة إلى استفزاز في أحد حدود إسرائيل، من أجل تصعيد أجواء الأزمة الإقليمية وإلزام إدارة ترامب بإعادة دراسة خطواتها بسرعة.
وأوضح هرئيل، أن التقديرات السابقة في إسرائيل والغرب تحدثت عن أن إيران ستنتظر انتخابات الرئاسة الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وأنها تأمل خسارة ترامب وصعود إدارة أخرى تخفف السياسة الأميركية المتشددة الحالية. لكن هذه التقديرات تغير الآن في أعقاب سلسلة الهجمات على سفن وناقلات نفط في الخليج، وهجمات بطائرات من دون طيار استهدفت مواقع نفطية سعودية، تتهم إسرائيل والغرب إيران بتنفيذها. واعتبرت التقديرات الإسرائيلية والغربية أن هذه الهجمات "دلت على تغيير التوجه: طهران تسرّع خطواتها، على أمل أن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات".
وإلى ذلك، فإن الأميركيين لم يردوا على هذه الهجمات ولم يعودوا إلى طاولة المفاوضات. كما أن أسعار النفط لم ترتفع بشكل حاد. وإيران تنفي علاقتها بالهجمات، وتلمح إلى أنها استفزاز هدفه توريطها مع الولايات المتحدة. رغم ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، فجر أمس، عن إرسال قرابة ألف جندي إلى الشرق الأوسط على خلفية التوتر الحاصل.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإنه بسبب عدم التوصل إلى أي تسوية وبطء الخطوات المتعلقة بالأزمة، فإن "إيران قد تقرر المبادرة إلى تصعيدها، ويمكن أن يحدث بواسطة جرّ إسرائيل إلى قلب التطورات أيضا"، علما أن تقارير أميركية وإسرائيل تؤكد أن نتنياهو هو الذي أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وتسبب بذلك بالأزمة الحالية. ونتنياهو معروف بمعارضته الشديدة للاتفاق النووي وإطلاقه تهديدات ضد إيران، وذلك إضافة إلى الغارات الجوية المتتالية، في السنتين الأخيرتين، ضد أهداف إيرانية في سورية.
وأضاف هرئيل: "على هذه الخلفية، يجري الحديث عن سيناريو لخطوة غير مباشرة، بواسطة إحدى المنظمات الموالية لإيران في المنطقة، مثل المليشيات الشيعية، التي ينتشر أفرادها في جنوب سورية، أو حتى من خلال عملية ينفذها حزب الله أو جهات مرتبطة بالحزب في جنوب لبنان".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، يجري مناورتين عسكريتين واسعتين، الأسبوع الحالي، بمشاركة قوات نظامية وقوات احتياطـ إلى جانب تدريب لسلاح الجو. وقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي لمراسلين عسكريين، أمس، إن المناورة تحاكي سيناريو حربي في عدة جبهات ويشمل هجمات كثيرة خلال وقت قصير، في موازاة دعم القوات البرية. كذلك يتدرب الطيران الحربي الإسرائيلي، في هذه المناورة، على مواجهة المضادات الجوية، وبينها منظومتي "إس 300" و"إس 400".
وكان نتنياهو، قد أطلق تهديدات بعد زيارة لموقع المناورة، اليوم، جاء فيها "إنني أقول لأعدائنا إن للجيش الإسرائيلي قوة تدمير كبيرة ولا تجربوننا... وعليّ أن أقول إنني معجب جدا من تحسن الجهوزية ومن روح المقاتلين والضباط ومن قوة التدمير لدى الجيش الإسرائيلي. وأسمع جيراننا في الشمال والجنوب والشرق يهددون بالقضاء علينا".