تناول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، آخر تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية على الساحة الفلسطينية، في ظل الحديث عن انعقاد مؤتمر "المنامة" في البحرين نهاية الشهر الجاري بدعوة أمريكية، ورفض الفلسطينيين للمؤتمر.
وكشف الشيخ في حديث خاص لشبكة فلسطين الإخبارية PNN، ضمن برنامج الحوارات الاستراتيجية، اليوم الأحد، عن عدة ملفات مهمة مثل افتعال المواقف الأمريكية
الداعمة للاحتلال، والأزمات مع الفلسطينيين خدمة لليمين المتطرف، بجانب دعوتها لانعقاد مؤتمر "المنامة" الاقتصادي وصفقة القرن، والموقف الفلسطيني الداخلي،
بالإضافة إلى أهمية تعزيز الوحدة الوطنية، والأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها السلطة نتيجة سرقة الاحتلال لأموال الضرائب الفلسطينية وبروز اتهامات بالفساد
للمسؤولين الفلسطينيين في إطار حملة ممنهجة مدعومة أمريكياً وإسرائيلياً نتيجة الرفض الفلسطيني لقبول صفقة القرن.
وصرح الشيخ، بأن القيادة توصل رسالة لأمريكا بأنها لا تخاف من تهديداتها، ولن تخون أو تبيع، واصفًا مؤتمر "المنامة" "عرس بلا عريس"، مؤكدًا على أن القيادة لا تخشى المشاركة العربية في المؤتمر وأن موقفها ثابت من رفض القرصنة وخصم الأموال الفلسطينية وستدفع كل قرش لعائلات الأسرى والشهداء ولو أدى ذلك لانهيار السلطة.
وفيما يتعلق بالموقف من صفقة القرن ومؤتمر المنامة، أشار الشيخ، إلى أنها عبارة عن قرارات صدرت لصالح الاحتلال، والمقدمات أعطت بطبيعة الرؤية السياسية
المطروحة بدءا بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال، وقطع تمويل "الأونروا" وكافة المساعدات للشعب الفلسطيني وتشريع الاستيطان ورفع صفقة الاحتلال في كل المخاطبات الرسمية الأمريكية عن الضفة واعتبار منظمة التحرير إرهابية وإغلاق مكتبها في واشنطن، متسائلا ماذا تبقى ليتم عرضه في إطار صفقة!.
وأوضح الشيخ، أن كل المشاريع التي سيتم طرحها في مؤتمر "المنامة" هي ذر للرماد في العيون، مشيرًا إلى أن الاحتلال عرض رزمة من الحزم الاقتصادية على القيادة
الفلسطينية قبل عام ونصف وقد رفضتها السلطة في لقاءات مع الإسرائيليين، لتأتي اليوم إدارة ترامب في محاولة فاشلة لإعادة تسويقها و هذا دليل على محاولات قلب المبادرة العربية للتطبيع مع العرب أولا وهو مرفوض رفضا قاطعا بالنسبة لنا كفلسطينيين.
وفيما يتعلق بمشاركة الدول العربية بالمؤتمر، أكد الشيخ على أن القيادة الفلسطينية لا تخشى على الموقف الفلسطيني ولا العربي الملتزم بالقمم العربية والمبادرة العربية دون
تغيير، مضيفًا أن القيادة الفلسطينية تتفهم مواقف الدول العربية بما فيها البحرين التي تتفهم بالمقابل الموقف الفلسطيني المقاطع والرافض للورشة، مشيرا إلى أن العرب أكدوا على الالتزام الكامل بكل الحقوق الوطنية والسياسية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية ومبدأ الارض مقابل السلام.
وحول الأزمة المالية الصعبة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، أكد الشيخ، على أن من افعتل هذه الأزمة هي الإدارة الامريكية الحالية، موضحًا أن الجهات الأمنية
الإسرائيلية كافة حذرت حكومة الاحتلال والولايات المتحدة من مخاطر خلق أزمة بشأن رواتب الأسرى حيث أعلنت الأجهزة الأمنية كافة أنها ضد الخصومات رواتب الأسرى والشهداء.
وفيما يتعلق بالإجماع الوطني، أكد الشيخ على أنه وإدراكًا من الشعب الفلسطيني وكل قواه السياسية لحقيقة ما يجري فإن هناك إجماعًا وطنيًا فلسطينيًا يشمل كافة الفصائل
الفلسطينية ومن ضمنها حماس، برفض صفقة القرن، مؤكدًا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة صفقة القرن التي تتضمن تفاصيلها أجندة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية.
كما وثمن الشيخ موقف حماس الإيجابي الرافض للصفقة، رغم الانقسام السياسي، مشددًا على أن حركة فتح جاهزة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، من خلال تطبيق اتفاق
2007 للوصول لموقف موحد من كل مكونات المجتمع يرفض صفقة القرن والتأكيد على أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد لأن حمايتها بهذا الإطار تعني حماية الحقوق الفلسطينية.