رام الله الإخباري
وصف عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، كل من يشارك أو يوقع أو يقبل بـ"صفقة القرن" الأمريكية بالخائن، موجهًا اتهامه لحركة حماس بسرقة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريح خاص لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم السبت، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية في حرب مفتوحة مع أمريكا، وأن مؤتمر "المنامة" المزمع عقده في
البحرين نهاية الشهر الجاري، وُلد ميتًا، مضيفًا: "هذا الأمر قاله مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات: أماتوها قبل أن تولد".
وأكد الأحمد، على أنه يكفي أن كل الفلسطينيين لن يشاركوا، وكل الفصائل بلا استثناء أعلنت رفضها للصفقة، كل رجال الأعمال الفلسطينيين والشخصيات التي دعيت، أكثر
من 100 شخص، لن يشارك أي منهم في ورشة البحرين، وبعضهم يحمل الجنسية الأميركية. وُجهت دعوات لثلاثة مسؤولين رسميين فلسطينيين، ونحن لن نردّ على الدعوات حتى بالاعتذار.
وفيما يتعلق بتوجيه دعوة للرئيس محمود عباس لحضور مؤتمر "المنامة"، أكد الأحمد على أنه لم توجه دعوة للرئيس عباس وأن المدعوين للمؤتمر هم وزراء مالية واقتصاد ورجال أعمال وخبراء، مشيرًا إلى أن معلوماته بأن أميركا طرحت مؤتمر "المنامة" كبديل من طرح تفاصيل الصفقة التي كان من المفترض أن يُعلن عنها بعد عيد الفطر.
وأضاف: "التسريبات الدقيقة التي نشرتها جريدة إسرائيل هيوم، وما تلاها من ردود فعل غاضبة، دفعت الأميركيين إلى التأجيل واختلاق ورشة البحرين، كان أبو عمار يقول إنه طالما قلم الرئيس الفلسطيني نيابة عن الفلسطينيين لم يوقّع، ووقّعت الكرة الأرضية، فلا قيمة لذلك".
كما وأكد، على أن الرئيس عباس ملتزم بهذا الموقف، ويقول: لن أموت خائناً، وكل واحد يشارك أو يوقّع أو يقبل بهذه الصفقة فهو خائن، وهذا ينطبق على الفلسطينيين والعرب، رسميين وغير رسميين، ومؤتمر المنامة هو نقيض مبادرة السلام العربية ومقررات القمة الإسلامية الأخيرة في مكة
ولا نقبل أي تبرير، حتى من الذين قد يضطرّون إلى أن يذهبوا بسبب ظروف معيّنة بمستوى متدنٍ، مئة فلسطيني دُعوا إلى مؤتمر البحرين ولن يشارك أحد منهم حتى حَمَلَة الجوازات الأميركية".
وفيما يتعلق بموقف مصر والأردن من المشاركة في المؤتمر، أشار الأحمد إلى أن مشاركتهما ستكون متدنية جداً، وأن إسرائيل نفسها إذا طُرحت الصفقة بشكل رسمي، فإنها لن تقبل ببعض جوانبها، مضيفًا: "نحن لن نقبلها من أولها إلى آخرها. هذا كلّه من تخطيط صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنير، وغرينبلات، والعاهر ديفيد فريدمان".
كما وأوضح، أن الرئيس عباس وصف فريدمان بالكلب ابن الكلب، قائلًا:" هذا الكلب تربى في بيت إيل، وهي مستوطنة تبعد 1000 متر عن بيت أبو مازن و500 متر عن مكتبي، وفيها مقر قيادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية، في قلب رام الله، ومنذ فترة، استقبل ابنته في المطار التي مثله تحمل جنسية إسرائيلية، وأوصلها إلى معسكر الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال".
وأضاف الأحمد: "نحن بدأنا هذا التحرك، كلجنة تنفيذية في منظمة التحرير قررنا توسيع الفكرة، وكلّفنا الأخ عباس زكي أن ينقل فكرتنا إلى لبنان، وتم الاتفاق على تنظيم نشاطات مع المؤتمر القومي العربي على مستوى العالم العربي، المقترح أن يكون عقد المؤتمر في بيروت، وحكماً في فلسطين ستكون هناك تحركات كبيرة جداً".
وتابع: "في الداخل، نحن لم نتوقف لحظة واحدة عن المقاومة الشعبية، قد تستغرب، في غزّة رقم واحد عدد الشهداء التابعين لفتح، حوالى مئة شهيد، وبعض الإعلام العربي يشوّه صورة التحركات وينكر وجود فتح، وللأسف حماس تغرش على التشويه حتى تظهر أنها المتصدرة".
وحول عدم الإعلان عن دولة فلسطين، قال الأحمد: "نحن أعلنّا أننا دولة، والمجلس الوطني الفلسطيني أكد على انتخاب أبو مازن رئيساً لدولة فلسطين؛ لكن لنكن صريحين، مثلاً حاولنا تغيير جواز سفر السلطة لأنه جزء من أوسلو أشقاؤنا العرب لم يقبلوا التعامل إلا مع الجواز القائم".
وتابع: "ما فيش حدا معترف فيه، لمين بدنا نعمله؟، وللأسف، جواز الاستخدام الخارجي الفلسطيني، أوروبا تسمح بالتعامل معه وأميركا أيضاً، إلّا العرب لا يقبلون".
وأكمل: "نحن في حِلٍّ كامل من أوسلو، ولكن ما لا نستطيع فعله نتمنى على أشقائنا أن يساعدونا عليه، لا نريد ألسنتكم، نريد سيوفكم، وليس هناك تنسيق أمني كما تعتقدون".
وتطرق الأحمد إلى المقترح الذي قدمه الرئيس اللبناني نبيه بري والذي يقضي بعقد لقاء موسّع لقادة الفصائل الفلسطينية كافة، وإن كان سيحضر الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنيّة
قال الأحمد: "حماس تسعى إلى مثل هذا اللقاء، نحن أوقفنا الاجتماعات منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ومدير المخابرات العام الماضي، وهذا القرار ازداد صلابة بعد لقاء موسكو، عندما رفضوا التوقيع على أن منظمة التحرير هي الممثل للشعب الفلسطيني، وهم وقّعوا عشرات المرات في الماضي على هذا الموقف".
وأضاف: "أبو مازن قال لهم إنه مستعد للمصالحة. ونحن ندفع حتى الآن كل الأموال في غزة، حوالى 100 مليون دولار، والموظفين في غزة أخذوا رواتبهم، في الإدارة والتعليم، والخطوات التي أعلن عنها أبو مازن وقال إنها ضرورية لم ينفذها".
ووجه اتهامه لحركة حماس قائلًا: "حماس تسرق الشعب الفلسطيني في غزّة لأنها تأخذ ضرائب بشكل غير قانوني، فبعد الانقسام صدر قرار رئاسي بإعفاء أهل غزة من الضرائب، والحصار هو حصار إسرائيلي، قبل الانقسام بدأ وازداد بعد الانقسام، ونحن في منظمة التحرير، للشهر الثالث على التوالي، نأخذ نصف راتب، من أبو مازن وجرّ".
وتابع: "المقاصة التي تحتجزها إسرائيل هي حوالى 200 مليون دولار، وقَدَّرت إسرائيل أموال أسر الشهداء بـ 11 مليون دولار في الداخل، وبسبب رفض إعطائنا هذه الأموال نرفض قبض الأموال الباقية ولن نقبل".
وأضاف: "هل سمعت بنيامين نتنياهو يقول نحن ندخل أموال قطر إلى غزة حتى نضمن بقاء الانقسام وفصل غزة عن الضفة؟، هناك دول تؤيّد الانقسام الفلسطيني، وفي المقابل المقاومة اللبنانية ضد الانقسام الفلسطيني بشكل شرس، وهذا الأمر تحدّثنا به مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما التقيناه.
ما هو خلاف حماس السياسي معنا؟ ألم تعدّل حماس ميثاقها وتعترف بحدود 1967؟ مثلاً عندما حاولت أميركا وإسرائيل طرح موضوع تصنيف حماس كحركة كمنظمة إرهابية، نحن تصدّينا، ولم ننتظر حماس لتطلب منا ذلك".
وقال: "حماس جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية ومكونات الشعب الفلسطيني، وفي مرحلة التحرر الوطني لا مكان للانقسام، ولا مكان للخلافة الإسلامية، نحن ضد الخلافة الإسلامية كمبدأ، لأن الوقت الآن هو وقت مواجهة الاحتلال، وليس كما يعتبر محمود الزهار أن فلسطين كالمسواك".
وختم قوله: "أريد أن أقول للإخوان في حماس ماذا ينتظرون للمصالحة؟ سأقابل الرئيس بري، وأشرح له حول ما سألتني عنه سابقاً، أي المبادرة، والآن هناك تحرّك مصري بعيداً عن الإعلام ولن نتكلم به، اتفقنا مع المصريين على ذلك".
يمكنكم الاطلاع على المادة الاصلية هنا
الاخبار اللبنانية