واشنطن تتهم إيران بهجمات بحر عمان

_107364451_mediaitem107364450

رام الله الإخباري

اتهمت الإدارة الأمريكية، اليوم الخميس، إيران بالهجوم على ناقلات النفط في بحر عُمان اليوم، مؤكدة أنها جزء من حملة إيرانية لتصعيد التوتر في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي، إن الهجمات تنفيذ لتهديدات إيرانية تصاعدت في الفترة الأخيرة لإرباك أسواق الطاقة واستهداف إمدادات النفط، وإن السعودية والعراق تعرضا في الفترة الأخيرة لهجمات تحمل بصمة إيران.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حلفائها وستدافع عن مصالحها، ولذلك طلب من السفير الأميركي في الأمم المتحدة طرح الموضوع على مجلس الأمن الدولي.

فيما أفاد مسؤول في البنتاغون الأمريكي بأن التحقيق الأولي في الهجوم على ناقلة نفط نرويجية وأخرى يابانية في بحر عمان، والأدلة المتوفرة تؤكد وقوف الحرس الثوري الإيراني وراءه.

وبحسب قناة الحرة الأمريكية فإن المسؤول قال إن "إيران وحدها لديها القدرات على تنفيذ هجمات بهذا الحجم".

كما كشفت مصادر أميركية لـ"الحرة" أن هناك رهائن من طاقم إحدى الناقلتين بيد قوات من الحرس الثوري.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده وإيران لم يجهزان لاتفاق بعد، معربا عن تقديره لجهود رئيس الوزراء الياباني وزيارته لإيران.

كما كشف الأسطول الأميركي الخامس إن قواته تلقت طلبي إنقاذ مختلفين الساعة 6:12 والساعة 7:00 فجر الخميس بالتوقيت المحلي، موضحا أن طلبي الإنقاذ جاءا من السفينتين اللتين كانتا في المياه الدولية في بحر عمان.

وقال البيان الأميركي، إن المدمرة الأميركية USS Bainbridge DDG 96 قدمت مساعدة عاجلة للناقلة Kokuka Courageous وأنقذت 21 بحارا كانوا قد قفزوا من ناقلة النفط المنكوبة.

وبحسب ما صرّح بع مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية فإن اجتماعا عسكريا عقد صباح الخميس على مستوى القيادة الوسطى ورئاسة الأركان لبحث التطورات في منطقة الخليج في أعقاب تعرض ناقلتي النفط للهجوم.

وأكد أن الاجتماع "ركز على مراجعة خطط الطوارئ وبحث طريقة التعاطي مع الاعتداءات الإيرانية"، موضحا أن "كل المؤشرات والتقارير الاستخباراتية الأولية تشير إلى أن إيران أو ربما مجموعات تابعة لها تقف وراء الاعتداءين".

وأضاف أن خطوات قد تتخذ لحماية ناقلات النفط في المنطقة، مشيرا على سبيل المثال إلى "إمكانية قيام سفن حربية أميركية بمؤازرة ناقلات النفط".

ووفقا لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، فإن بيانات أظهرت أن واحدة من السفينتين اللتين تضررتا في الهجوم قرب مضيق هرمز كانت تنقل منتجات بترولية من الإمارات، بينما كانت الأخرى تحمل شحنات من السعودية وقطر.

وأوضحت أن معلومات تتبع من مؤسسة البيانات "ريفاينتيف" أوضحت أن السفينة الأولى، فرونت ألتير جاءت من الرويس في الإمارات، وهي نقطة شحن لشركة أبو ظبي الوطنية للنفط. وحملت السفينة النفط وهو مادة هيدروكربونية قابلة للاشتعال.

وبحسب الوكالة الأمريكية أيضا، فإن السفينة الأخرى، كوكوكا كوريجيوس، فقد جاءت من المساعيد في قطر، والجبيل في السعودية. وتقول مؤسسة ريفاينتيف إنها حملت ميثانول، وهو مركب كيميائي يستخدم في عدد من المنتجات.

وفيما يتعلق بردود الفعل الدولية، فقد توالت، ابتداء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أدان بشدة الهجوم، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة في وقت لاحق الخميس لبحث الوضع في الخليج، بناء على طلب الولايات المتحدة.

كما أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حذر خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث التعاون بين الجامعة العربية والمجلس، من تداعيات التصعيد والتدهور في الموقف الأمني الذي تشهده منطقة الخليج.

وأكد أو الغيظ أن "ثمة أطرافا تسعى لإشعال المنطقة، وتُمارس نوعا من الابتزاز الخطير للمجتمع الدولي بأسره عبر تهديد أمن الممرات البحرية وطرق التجارة، وسلامة المنشآت البحرية".

أما مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، فقد دعت إلى إبداء "أقصى درجات ضبط النفس" وتفادي "الاستفزازت" في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسمها "لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومسببة للتوتر وبالتالي تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز".

أما الحكومة البريطانية فقالت إن الهجمات على السفن المدنية أمر غير مقبول.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تزامن "الهجومين" اللذين استهدفا ناقلتي النفط وزيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران أمرا "مثير للشبهات".

من جهتها، أعلنت وزارة التجارة اليابانية أن الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم قرب مضيق هرمز تحملان شحنة "مرتبطة باليابان."

جاء ذلك الخميس بينما كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يختتم زيارة رسمية إلى إيران، في مهمة تهدف لتخفيف التوترات بين طهران وواشنطن.

وقال مسؤول كبير في شركة "سي بي سي" الحكومية التايوانية لتكرير النفط إن ناقلة تستأجرها الشركة لجلب وقود من الشرق الأوسط تعرضت لهجوم في وقت سابق الخميس.

ووفقا لبيانات الشحن على "ريفينيتيف أيكون" شوهدت "فرنت ألتير" للمرة الأخيرة في خليج عمان قبالة ساحل إيران بعد تحميلها من الرويس في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكانت السفينة تبعد 70 ميلا بحريا تقريبا عن ميناء الفجيرة الإماراتي ونحو 14 ميلا بحريا عن إيران.

ومن الجدر ذكره، أن الحادث تسبب في صعود أسعار النفط حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت دولارين أو 3.3 في المئة لتصل إلى 61.97 دولارا للبرميل.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.41 دولار أو 2.7 في المئة لتبلغ 52.55 دولارا للبرميل.

الحرة