رام الله الإخباري
أمهل شقيق المواطن الفلسطيني زكي مبارك، الدكتور زكريا مبارك، والذي وجد قتيلًا في السجون التركية، كلًا من الإعلام التركي وقناة الجزيرة أسبوعًا لسحب رواية انتحاره ونفيها بشكل قاطع.
وقال مبارك عبر صفحته على الفيسبوك:" سأعطي قناة الجزيرة والصحافة التركية مهلة أسبوع لتكذيب خبر انتحار شقيقي زكي مبارك حسن، وإن لم يتم، سأقوم بنشر
صور الجثمان على جميع الصحف العربية والأوروبية مع تقرير الطب الشرعي التركي، مؤكداً أن هذه الوثائق والمستندات ستكون خير دليل على أن شقيقه مات تحت التعذيب.
ومن جانبها، تواصلت "العربية.نت" مع الدكتور مبارك، والمقيم حاليًا في بلغاريا، للوقوف على أسباب تهديده بنشر صور الجثة، وإمهاله لتركيا والجزيرة أسبوعًا لنفي رواية انتحار شقيقه.
وقال مبارك، إن السبب يعود لرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سفر قضاة أتراك من المناوئين له لحضور جلسة منعقدة في إحدى المنظمات الدولية في جنيف، لمناقشة قضية مقتل شقيقه مبارك.
وأضاف، أنه تم التواصل مع عدد من الشخصيات التركية المعارضة معه وإعلانها تضامنها مع قضية شقيقه، بالإضافة إلى عرضها مساعدتها له للوقوف على حقيقة وفاته وتكذيب الرواية التركية بانتحار شقيقه، وتقديم كافة الملفات المتعلقة بانتهاكات النظام التركي الحالي في عمليات تعذيب وتصفية المعارضين وتلفيق التهم لهم.
وأشار، إلى أنه أدرك فيما بعد سر هذا التواصل المكثف من جانب المعارضين الأتراك معه، وهو اقتراب موعد انتخابات اسطنبول التي تمت إعادتها، وأدت لتزايد الغضب ضد النظام التركي، مؤكداً على أنه يعتبر ذلك فرصة سانحة لتسليط الضوء أكثر وأكثر على قضية شقيقه الذي مات غدرا ولفقت السلطات التركية رواية انتحاره للإفلات من المسؤولية وروجت قناة الجزيرة هذه الرواية أيضا دفاعا عن أردوغان ونظامه.
وأوضح مبارك، أنه قام بالتهديد لنشر صور جثمان شقيقه، كي يتأكد العالم مدى كذب وتلفيق الرواية التركية، حيث تكشف الصور حجم التعذيب الذي تعرض له شقيقه وأدى لوفاته، وهو ما أكده تقرير الطب الشرعي التركي نفسه. وقال إن سبب الوفاة ناجم عن إصابات بجسد القتيل وليس بسبب الخنق الناتج عن انتحاره شنقاً.
وأضاف، أن هناك جلسة في جنيف السبت المقبل لمناقشة القضية، وهي الجلسة التي كان من المفترض أن يشارك فيها قضاة تركيون، لكن منعهم نظام أردوغان من السفر، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يعرض صور الجثمان في تلك الجلسة، وبعد ذلك سيعرض الصور في وسائل الإعلام العربية والمصرية التي ساندته وساندت قضية شقيقه حتى يتأكد العالم كله أن شقيقه مات تحت التعذيب في تركيا وليس منتحرا.
وأكد مبارك، على أنه تلقى العديد من التهديدات والاتصالات لإحباطه وإثنائه المضي قدما في مقاضاة تركيا وانتزاع حق شقيقه، مؤكدا على أن قرار مصر بإعادة تشريح الجثمان أزعج تركيا وقناة الجزيرة، حيث تأكدوا أن القضية ستتخذ منحى آخر ، وأن التقرير المصري سيدين نظام أردوغان ويؤكد وفاة زكي مبارك تحت التعذيب في سجن سليفري باسطنبول.
وقال، إن هناك 200 صورة لجثمان شقيقه سيقوم بعرضها تباعًا في حال لم تتراجع تركيا عن رواية انتحاره، وتتراجع معها قناة" الجزيرة " عن ترويجها، مؤكدا على أن الصور كاشفة وفاضحة للإجرام التركي وستكون إضافة لتقرير الطب الشرعي التركي وتقرير الطب الشرعي المصري فور صدوره، قنبلة تصعق نظام أردوغان ولكل من روجوا روايته المزعومة.
وأضاف، أن وسائل الإعلام الإيطالية والفرنسية والسويسرية والألمانية تواصلت معه وطلبت الحصول على معلومات حول القضية لنشرها على نطاق واسع، كما تفاعل مع القضية عدد من النشطاء الأوروبيين ونظموا وقفات احتجاجية أمام سفارات تركيا في العواصم الأوروبية، وأمام مقار المنظمات الدولية.
وبدورها، أوضحت "العربية.نت"، أن صور جثمان مبارك التي اطلعت عليها كشفت وجود آثار تعذيب وخياطة طبية في كافة أنحاء الجسد، وفي الساق والصدر والقدمين، ومنزوعة الأعضاء مثل القلب والكبد، واللسان، والوجه به آثار كي وصعق بالكهرباء وتظهر به بقع سوداء، والذراعان بهما آثار كي وحرق وخياطة طبية وآثار تقييد لهما من الخلف، وكذلك الساقان، وباطن القدم والكعبان بهما آثار خياطة طبية، وكسور بالعظام والقفص الصدري.
يشار، إلى أن عائلة مبارك سبق وأن تقدمت ببلاغ للنائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، تطلب فيه رسمياً إعادة تشريح جثمان زكي مبارك، وتقديم تقرير طبي بحالته، وإثبات العلامات الواردة به، والتي تؤكد تعذيبه وقتله جراء التعذيب، وتدحض رواية السلطات التركية عن انتحاره.
ومن جانبه، أصدر النائب العام المصري قرارًا بإعادة تشريح الجثمان، وهو ما تم بالفعل حيث من المنتظر صدور التقرير في غضون أسابيع قليلة،وفي صباح يوم الجمعة 24 مايو الماضي وعقب انتهاء عملية إعادة تشريحه، تم نقل الجثمان إلى قطاع غزة، حيث دفن في مقبرة العائلة بدير البلح.
العربية نت