تكثر مظاهر الفرح مع اقتراب موعد عيد الفطر في البلدان العربية، ويفضل البعض زيارة ذويهم المتوفين في المقابر، إذ يختلف العلماء في حكم زيارة القبور في العيد بين الجواز والرفض.
حيث تعتبر زيارة القبور في العيد من العادات التي يوليها أهالي البلدان العربية اهتماماً كبيراً من باب الولاء لذويهم وأحبابهم والدعاء لهم وترك ما يسرهم من الزرع والورود وتنفيذاً لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة."
وباتفاق علماء الدين فإن زيارة القبور مستحبة للرجال والنساء على حد سواء لقول النبي:" أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قد أوصى بزيارة القبور في شتى الأوقات وعدم تخصيص وقت محدد وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين".
ووفق السيرة النبوية فإن النبي صلى الله عليه وسلم، قال حول نفع زيارة القبور والدعاء للمتوفين، "مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ"، أي أن السلام المطروح على أصحاب القبور يصل إليهم ويؤنسهم وهو من الأمور المحببة للمتوفين.
ويورد علماء الدين بعض التحذيرات المتعلقة بزيارة القبور في العيد منها الاختلاط بالرجال والتبرج المحرم وكشف العورات ومصافحة الرجال الأجانب ومنع النواح والصياح والصراخ في القبور أما البكاء تعبيراً عن الحزن فقد اجازه العلماء لقول النبي:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ".