نتنياهو يغرق بلاده في أزمة تضعف خطة السلام الأمريكية

نتنياهو واسرائيل وترامب وصفقة القرن

رام الله الإخباري

أكد الكاتب ريني باكمان، على أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يغرق بلاده في أزمة سياسية من شأنها إضعاف خطة السلام الأمريكية المزعومة، وذلك بحله الكنيست لإجراء انتخابات جديدة في سبتمبر المقبل.

وأشار باكمان، في مقال نشره بموقع "ميديا بارت" الفرنسي، إلى أن نتنياهو بحاجة لأغلبية مستقرة لاستمرار سياسة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، خاصة

لإصدار قانونين يهدفان إلى ضمان حمايته القانونية والسياسية، أحدهما يعطيه الحصانة التشريعية من المقاضاة في ثلاث قضايا سياسية مالية تتعلق بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة، والثاني يخفض صلاحيات المحكمة العليا التي يعتبرها مرهقة للغاية.

وأضاف، أن الأهم عند نتنياهو هو عدم السماح لرئيس الدولة رؤوفين ريفلين بالقيام بالحل الأبسط والأكثر ديمقراطية- حسب وجهة نظر الكاتب- من خلال إعطاء فرصة تشكيل الحكومة لرئيس الأركان السابق بيني غانتس الذي تساوى مع نتنياهو في الحصول على نفس عدد النواب وهم (35) نائبًا.

وأوضح، أن نتنياهو لديه مؤتمر المنامة الاقتصادي، لجمع الأموال (حوالي 65 مليار دولار) لتمويل مبادرة السلام الأمريكية التي يعدها الرئيس الأمريكي ترامب بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

كما تطرق الكاتب، إلى وجود حالة تعثر لمواعيد إطلاق خطة السلام الأمريكية من حين لآخر، وكان آخرها في أوائل يونيو الجاري، إلا أن البيت الأبيض اقترح الكشف عن

المكون الاقتصادي منها في 25 من الشهر الجاري، في مؤتمر المنامة الاقتصادي، في حين يبقى المكون السياسي في الانتظار قليلًا.

وأوضح الكاتب، أن المؤتمر يبدو في الوقت الحالي سيئًا، حيث أن السلطة الفلسطينية ورجال الأعمال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات يقاطعونه، بينما يحضره ممثلو الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، في حين ما زال آخرون مثل المغرب مترددين، ومن جانبها روسيا والصين أخبروا الفلسطينيين أنهما لن تشاركا في المؤتمر.

وفيما يتعلق بمستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، أوضح الكاتب أنه وصل مع فريقه إلى الشرق الأوسط في الوقت الذي خسر فيه نتنياهو معركته السياسية في الكنيست، وهي خطوة وصفها سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك بأنها "غلطة مبتدئين".

وأضاف، أن من شأن أي شخص في إسرائيل والعالم العربي أن يفهم أنه من الضروري تجنب الموقف في إسرائيل في هذه المرحلة، حيث لا أحد ومن بينهم نتنياهو لديه وقت للحديث عن السلام في الوقت الحالي.

وأوضح الكاتب، أن مؤتمر المنامة و"صفقة القرن" سيكونان الضحية الرئيسية للأزمة الإسرائيلية ولضعف نتنياهو الذي جاء في وقت سيء للغاية بالنسبة لترامب، خاصة أن نتنياهو كان أحد أنصاره المخلصين ضد إيران.

ومن جانبه، قال إيلان غولدنبرغ، من مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن بوست:" إن أزمة نتنياهو السياسية حولت هذه المبادرة التي بدأت بطريقة سيئة إلى كوميديا هزلية، إذ كان هذا المشروع أصلا بلا معنى وهو اليوم كذلك أيضا".

وبدوره، قال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، دانييل:" إن خطة سلام ترامب متجمدة بالتأكيد. وسيصبح مؤتمر البحرين شبه قمة اقتصادية لدعم خطة سلام وهمية".

إلا أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قال:" إن اتفاق القرن أصبح اتفاق القرن القادم".

الجزيرة