عامٌ على استشهاد المسعفة الفلسطينية "رزان النجار "

استشهاد رزان النجار

رام الله الإخباري

استُشهدت المسعفة الفلسطينية رزان النجار قبل عام خلال مسيرات العودة شرق قطاع غزة، والذي اعتبر بمثابة صدمة لعائلتها، والتي تسعى بدورها إلى المحاسبة وتحقيق العدالة.

مر عام على استشهاد رزان النجار، ذات الـ21 عامًا من عمرها، حيث كانت من أوائل المتطوعات لمساعدة الطواقم الطبية في مسيرات العودة ببلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

وفي وقت سابق، أجرت صحيفة العربي الجديد القطرية  مقابلة مع الشهيدة بتاريخ 9 أبريل 2018، أي قبل شهرين من استشهادها، والتي أكدت من خلالها أنها تعرضت مع زملائها

للاختناق خلال عملها متطوعة مع الطواقم الطبية، إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع بكثافة، عقب الاقتراب لإسعاف المصابين، مؤكدة على أنها تعرضت لتحذير لأكثر من مرة من قبل جنود الاحتلال بعم الاقتراب نحوهم.

وأضافت الصحيفة، أن جندي الاحتلال قتلها بتاريخ 1/6/2018 أثناء إسعافها المصابين، رغم ارتدائها السترة البيضاء التي يفترض أن تحميها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة 1949.

وأشارت الصحيفة، إلى أن والدة الشهيدة صابرين النجار، من حي النجاجرة بخان يونس، ترافق كل جمعة الطواقم الطبية كمسعفة متطوعة، بهدف استكمال مسيرة ابنتها التي استشهدت أثناء تأديتها لواجبها الوطني.

وأوضحت، أنه رغم مضي عام وشهران على مسيرات العودة الكبرى، إلا أن ذلك زاد من قوة والدة الشهيدة في مواجهة الاحتلال، والتي أصبحت ناشطة اجتماعية وضد الاحتلال، متطوعة مع حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الـ “BDS”، والتي مثلت قضية ابنتها الشهيدة في كثير من المحافل الوطنية والطبية.

وصرحت والدة الشهيدة للصحيفة، بأنه على مدار عام من فراق رزان، تغيرت الكثير من تفاصيل حياتها، مؤكدة على أن فقدان رزان كان الحدث الأكثر إيلامًا، باعتبارها

أكبر أخوتها، حيث وصفتها بأنها تملك حساً جميلاً يملأ المنزل، وكانت قريبة من كلّ سكان الحيّ ولها شخصية قوية ومرحة".

وأضافت: "حاول الاحتلال بعد استشهادها إضعاف عزيمتي لكنّي لم استسلم، أصبحت أقوى وصارت قضية ابنتي قضية فلسطين. حتى أطفالي أصبحوا أقوياء، فنتحدث بكلّ فخر عن رزان وما تعنيه لنا؛ هي قضية فلسطين وقضيتي أنا بالذات لأنّها النور الأول في حياتي". 

وأشارت والدة الشهيدة للصحيفة، إلى أن قضية رزان وصلت إلى العالمية، فهي ووالد رزان، أشرف النجار، تجولا منذ شهر سبتمبر حتى ديسمبر الماضيين، في كثير من

المدن الأوروبية لعرض قضية الشهيدة "النجار" عبر الصورة والفيديو، ووجدت الكثيرين من الأوروبيين لا يعرفون شيئاً عن الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينية ولا قضية رزان.

وتحدثت عن الجولة قائلة: "قابلت كثيراً من الأوروبيين، من الملحدين والمسيحيين واليهود، جميعهم تعاطفوا معي. وبالرغم من أنّي كنت أتحدث إليهم عن رزان بالعربية،

فقد كانوا ينظرون إليّ كمن تقع كلماتي في قلوبهم، وكانوا يعلقون أنّ مشاعري وصلت إليهم كأم مظلومة. في إحدى المرات، تقدم إليّ حاخام، واعتذر لي عن استشهاد رزان، لأنّ إسرائيل تزعم تمثيل اليهود وهو لا يعترف بها". 

وبدوره، قال والد الشهيدة رزان، أشرف النجار (46 عاماً) إنّ قضية ابنته وصلت إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي رافق زوجته إليها قرابة ست ساعات مع فريق التحقيق.

وأضاف: "قبل استشهاد رزان كنت أسمع خبر استشهاد لمواطن فلسطيني وأحزن عليه، لكن اليوم عندما أصبحت أسمع نبأ استشهاد أيّ فلسطيني أشعر بضيق أكبر وأكبر، أتخيل مشهد استشهاد رزان أمامي". 

وأشار، إلى أن أسرة الشهيدة ما زالت تنتظر فتح ملف تحقيق في مقتلها في المحكمة الدولية، موضحًا أن الاحتلال يزعم أن رزان كانت شخصية مزروعة من حماس، وأنّها رمت قنبلة صوتية على قوات الاحتلال، وحجة أخرى بأنّ إطلاق الرصاص عليها كان غير متعمد، والذي اعتبره والد الشهيدة بأنها تزييفًا للحقيقة، فلا يصدقهما أحد.

ومن جانبها، كانت شقيقة رزان، ذات الـ(19 عامًا)، شقيقة الروح كما تصف نفسها، كانت ترافقها أينما تواجدت. كانت رزان توجهها إلى دراسة التمريض. وبينما كانت

ريعان التي كانت تفضل دراسة الحقوق، تجري امتحاناتها الثانوية النهائية العام الماضي، استشهدت رزان قبل اختبار مادة الجغرافيا بيوم، وفي اليوم التالي توجهت ريعان لتقديم الامتحان وهي تخفي دموعها عن الجميع، وعادت لتشيع جنازة شقيقتها

وأضافت للصحيفة: "بعد استشهاد رزان، قررت أن أواصل مسيرتها وأنتسب إلى كلية التمريض في جامعة الأزهر. أمدتني بالقوة، وأينما أذهب أفتخر فيها. بالرغم من كلّ الأحزان في قلبي، أعلم أنّها ستكون سعيدة عندما تعلم وهي في قبرها أنّني أكمل مشوارها، أنا وأمي، ولا نخاف بطش الاحتلال".

 

العربي الجديد