هل تستعد قطر للحرب مع إيران!

55

أقدم ممثلو القوات المسلحة القطرية، والقيادة المركزية للقوات الجوية للولايات المتحدة، على تقديم اتفاقٍ حول مسار عمل قوات الناتو في دولة قطر، وذلك على خلفية الوضع المتدهور مع إيران.

ووفق موقع "سبوتنيك" الروسي، فإن قطر تمتلك أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، قاعدة العديد، حيث يتمركز 13000 جندي، ومن هناك تقوم الولايات المتحدة بعمليات في جميع أنحاء المنطقة.

وحول الظروف التي يمكن أن تجعل قطر تدخل في مواجهة مسلحة مع إيران، لفت محلل سياسي إيراني وخبير في الشرق الأوسط مصعب النعيمي، في مقابلة مع "سبوتنيك"، إلى احتمال أن قطر أو غيرها من الدول قد تمنح أراضيها لشن هجوم على إيران، ضئيل للغاية، نظراً لأن لا أحد يريد أن يشارك في الحرب.

وأضاف: "لا يسمح الوضع في الولايات المتحدة نفسها، ولا ظروف المنطقة (منطقة الخليج) للولايات ببدء حرب، إذ سبق أن أعلنت قطر لإيران وللأمريكيين أنها لا تستطيع استخدام أراضيها ضد إيران".

وأشار إلى أن تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة هي حيل للدعاية الأمريكية التي تهدف إلى دفع إيران وقطر للحرب، موضحاً: "بما أن أي دولة ستشارك في الحرب مع إيران ستعاني من أضرار جسيمة، فلا أحد يريد الحرب، حتى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. من غير المحتمل أن توافق هاتان الدولتان على أن تستخدم الولايات المتحدة سوف أراضيها لمهاجمة إيران، لأنها ستكون مسؤولة عن الهجوم على إيران، وسوف يأتيها الرد".

وأكد المحلل على الحرب من الممكن أن تدمر التوازن والوضع الحالي في المنطقة، وقد أعلن الشعب القطري عن هذا بالفعل. لكن حتى الآن لم تصدر أي تصريحات من قطر تفيد بأنها تشكل تحالف مع الولايات المتحدة ضد إيران."

وحول سماح قطر للولايات المتحدة بالإدارة في منطقة الخليج على الرغم من أن إيران قدمت الكثير لها خلال الحصار الاقتصادي، رد النعيمي قائلا: "إن هذه القواعد أنشئت خلال الأزمة العراقية. ولقد أعلن مرار وتكرار أن القواعد الأمريكية في قطر لن تستخدم ضد أي دولة مجاورة، وأكد هذا القطريون وقالوا إن دعم إيران خلال الحصار الاقتصادي لن ينسى أبداً".

وأردف: "تسعى إيران أيضًا إلى نزع فتيل الموقف. وقد نصح جميع دول المنطقة بشكل قاطع برفض تلبية مطالب الولايات المتحدة، لأن إيران هي القوة المهيمنة في الخليج الفارسي من حيث الموقع الجغرافي والاستراتيجي، لافتاً إلى أن عدم اتخاذ إيران أي إجراء حتى الآن، دليل على أن إيران لا ترغب في تفاقم الوضع. يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن دول المنطقة التي ستبدأ الحرب لن تكون قادرة على وضع حد لها، لأن حجم الحرب سيزداد مع زيادة عدد المشاركين فيها.

وختم النعيمي قائلاً: "لذلك لن يخاطر القطريون أبدًا بأمر يهدد أمن بلدهم وأيضًا، مع بداية الحرب، ستظهر مشكلة نقل النفط عبر الخليج الفارسي، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للغرب."