تحليلات: مصاعب تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة مؤشر على نهاية نتنياهو

نهاية نتنياهو

رام الله الإخباري

من المتوقع، أنا تنتهي منتصف ليلة الأربعاء - الخميس المقبلة، المهلة الثانية التي منحها الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لبنيامين نتنياهو من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.

يشار إلى أن نتنياهو لم ينجح بهذه المهمة حتى الآن، بسبب شروط تتعلق بتجنيد الحريديين للجيش، يضعها رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان.

وعلى الرغم من وجود ترجيحات بفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة، إلا أنه يبدو أن هناك آمالا بأن ينجح في ذلك، حتى الموعد النهائي، وكأن ثمة أمر ما خفي يدبره نتنياهو من وراء الكواليس، وفق موقع "عرب 48".

وبدا من تحليلات نُشرت في الصحف الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، أن المحللين عاجزون عن التكهن بما سيحصل: هل ستشكل حكومة أم ستجري انتخابات جديدة قبل أن تبدأ الكنيست الجديدة، التي انتخبت الشهر الماضي، مزاولة عملها.

ورأى المحللون أن رفض ليبرمان لأي تسوية بخصوص قانون تجنيد الحريديين غير مقنع بنظر الإسرائيليين، خاصة اليمين، محاولين البحث عن أسباب أخرى لسلوك ليبرمان.

ونفى نتنياهو، في خطاب قصير في الكنيست، مساء أمس الإثنين، وجود سبب لدى ليبرمان لرفض الانضمام إلى الحكومة، داعياً إياه برجاء بأن يعيد النظر في حساباته، ومنع انتخابات جديدة.

وأوضح ناحوم برنياع، المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "نتنياهو نسي أنه من فرض على الدولة انتخابات مبكرة في المرتين اللتين جرت فيهما انتخابات هنا، مرة بسبب الصحيفة التي توزع مجانا ("يسرائيل هيوم")، التي تأسست من أجله، والمرة الثانية من أجل (منع) لائحة اتهام في قضايا الفساد المشتبه بها".

وأضاف: "لم يضع أمامه حينها مصلحة الدولة وإنما مصلحته الشخصية: المملكة مقابل الحصانة. ونتنياهو مهووس بكل ما يتعلق به".

وأشار المحلل، إلى أن "ليبرمان يرى الوزراء الذين يدركون، منذ فترة طويلة، أن التهديد الحقيقي على حكم الليكود، على حكمهم، مصدره ليس من المعارضة، ولا من الناخبين. مصدره نتنياهو، وهم يدركون ذلك ويصمتون. لديهم تطلعات للترقي، وتطلعاتهم هي الحبال التي تقيد أرجلهم، والشريط اللاصق الذي يغلق أفواههم. إنهم مهووسون".

واستبعد برنياع إمكانية أن يقترح نتنياهو على ليبرمان منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى الحكومة. "نتنياهو لن يمنح هذه الصفة لأي أحد – قائم بالأعمال يتآمر خلال إجراءات تقديم لائحة اتهام".

وأردف: "ليبرمان يرى أشخاصاً هلعين حول نتنياهو، وأن أعضاء كتل الائتلاف يتآمرون على بعضهم"، متابعاً: "ليبرمان يرى المعارضة، وغانتس الذي يريد أن يحبه الجميع، في اليمين واليسار، والعلمانيون والمتدينون، وهو يعلم أنه في الأساطير فقط من يصل إلى رئاسة الحكومة وهو يرضي الجميع".

وأكمل قائلاً: ويرى ليبرمان الخلافات والاختلافات داخل قائمة كاحول لافان، لكن ليس بإمكان نتنياهو دعوته للانضمام إلى الحكومة بسبب لائحة الاتهام التي تنتظره، وليس بإمكان لافان منحه حصانة".

ورأى المحلل، أنه "ليس من المؤكد أن يربح ليبرمان من رفضه مقترحات نتنياهو، أو أن لحزبه مستقبل "كحزب يميني علماني، وسد يمنع من دولة نتنياهو أن تتحول إلى دولة إكراه ديني. والأمر المؤكد أن ليبرمان يستمتع بكل دقيقة الآن".

ومن جهته، صرح الرجل الثاني في قائمة "كاحول لافان"، يائير لبيد، بأن قائمته مستعدة للانضمام لحكومة برئاسة حزب الليكود، شريطة ألا يكون نتنياهو رئيسها.

في حين أكدت محللة الشؤون الحزبية في "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، على أن "نتنياهو لا يحلم منح أي أحد في الليكود إمكانية تشكيل حكومة، وليس فقط لغدعون ساعر، خصمه الأكبر، فهو (نتنياهو) الذي بادر قبل أشهر، لقانون غدعون ساعر، الذي من شأنه منع احتمال أن يشكل أحد الحكومة غير رئيس الحزب، ولم يتم تمرير هذا القانون".

ونظرياً، اعتبرت كدمون أنه "بإمكان الليكود برئاسة أي أحد آخر (غير نتنياهو) أن يشكل وبسرعة حكومة لم يكن مثيلاً لها هنا منذ فترة طويلة، وستكون حكومة تلبي رغبات غالبية الشعب، وتوجد إمكانية لأن يبقى الليكود في الحكم من دون أن يكون نتنياهو رئيسه ومن دون جر الدولة إلى انتخابات أخرى، وإذا لم يكن في الليكود، في الوضع الناشئ، أحداً قادراً على المضي خطوة واحدة للأمام، فإنه لا يوجد هناك أحد يستحق أن يكون الزعيم القادم".

ووصف محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرطر، نتنياهو الذي تحدث بنعومة ورجاء تجاه ليبرمان، خلال خطابه أمس الإثنين، بأنه كان "ذليل وبائس، وعكس الضغوط التي يرزح تحتها، والرسالة التي أطلقها نتنياهو كانت مرتبكة ومتناقضة، فبينما كان المقربون منه يدفعون مشروع قانون حل الكنيست، سعى نتنياهو إلى تفسير أن إعادة الانتخابات لا حاجة له ومكلف ويشل المؤسسة السياسية".

واعتبر فيرطر أن خطاب نتنياهو أمس، "كان خطأ آخر في سلسلة أخطاء شنيعة ميّزت أداء نتنياهو في المفاوضات الائتلافية، وفعل ذلك مقابل الشريك الأعند من الجميع، وتهجمات أعضاء كنيست من الليكود ضد ليبرمان لم تشق طرقاً إلى قلبه".

وتوقع فيرطر، حدوث حراك قد يتحول إلى تمرد ضد نتنياهو، في صفوف أعضاء الكنيست من الليكود، فقد سرّب مقربون من نتنياهو أنه في إطار دمج حزب "كولانو"، برئاسة موشيه كاحلون، في الليكود، إذ سيتم تحصين أماكن في قائمة الليكود الانتخابية لأعضاء "كولانو"، وهذا يعني أن المرشحين من الليكود، في الأماكن 30 – 35، الذي أصبحوا الآن أعضاء كنيست، سيكونوا في انتخابات مقبلة خارج الكنيست، لأن المرشح في المكان 35 سيكون في المكان 40، لكن من الصعب توقع حصول الليكود على 40 مقعداً في الانتخابات المقبلة".

ولفت فيرطر، إلى أنه "ليس مؤكداً أن يتكرر الإنجاز الحالي عندما تجري الانتخابات المقبلة بعد فشل نتنياهو" بتشكيل حكومة"، متسائلاً: "هل سيصوت المرشحون العشرة الأخرين لصالح تقديم الانتخابات ويحكمون على أنفسهم فقدان عضوية الكنيست؟ فهذا ليس أمراً مفهوماً ضمناً".

كما توقع فيرطر، حدوث مفاجآت بما يتعلق بتشكيل الحكومة حتى منتصف ليلة غد، فبالنسبة لنتنياهو، وهو حيوان جريح، لا يوجد أي خيار آخر باستثناء تشكيل ائتلاف وأن تقسم الحكومة اليمين، يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل في أقصى حد، وتبكير الانتخابات ما يعني لائحة اتهام ومحاكمة، من دون حصانة ولا تغليب لقرارات الكنيست على قرارات المحكمة العليا، حسب قانون يسعى نتنياهو إلى سنّه".

وطرح فيرطر سيناريو آخر، يتمثل بأنه "إذا أحبط عدد من المنشقين من الائتلاف حل الكنيست، فإنه سيكون بإمكان الرئيس نقل التكليف بتشكيل حكومة إلى عضو كنيست آخر، وبطبيعة الحال إلى رئيس كاحول لافان"، موضحاً "سيواجه بيني غانتس صعوبة كبيرة في تشكيل ائتلاف، لكن ستتوفر لديه فترة مدتها شهر تقريبا، وخلال هذه الفترة سيتغير الوعي في الليكود".

وقال فيرطر : "أعضاء الكنيست – وليس في الليكود فقط وإنما في الكتل الشريكة في الائتلاف – سيدركون أن نتنياهو بات تاريخاً، وحتى إذا نجح بتشكيل ائتلاف بعد أن يفشل غانتس، والقانون يسمح بذلك، فإنه لا يوجد شيء في العالم سيمنع جلسة استجواب ولائحة اتهام، وهذه المنطقة المستباحة بالنسبة لرئيس الحكومة، وخلال هذه الفترة سيظهر من داخل الليكود شخصاً يتحدى نتنياهو".

 

 

 

 

عرب 48