الأسرى يعانون من جحيم "عتصيون " ويقدم لهم وجبات افطار فاسدة

الأسرى والسجون ومركز توقيف عتصيون

تتعمد إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، تأخير تقديم وجبات الإفطار للأسرى في مركز توقيف "عتصيون" جنوب مدينة بيت لحم، ما بين ثلاث إلى أربع ساعات، وفي مرات أخرى تقدم لهم الوجبات باكراً، فموعد الافطار ليس ثابتا.

تقدّم وجبات الطعام للأسرى باردة وأحياناً مجمّدة، وقد تكون منتهية الصلاحية ورائحتها كريهة، في "عتصيون" لا يوجد مطبخ خاص بالأسرى، بل يعد الطعام في مطبخ جنود الاحتلال، الذين يتسابقون لإعداد طعام رديء للأسرى للتنغيص عليهم.

احتجاجا على هذا العقاب الجماعي، ورفضا لامتهان كرامتهم، صام بعض الأسرى في "عتصيون" لأيام متتالية ولم يتناولوا سوى بعض الماء.

الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، قال: إن التنكيل بالأسرى خلال شهر رمضان، لا يتوقف عند الطعام، بل ترفض إدارة مصلحة السجون تزويدهم "بمراوح" او أية وسائل لتخفيف الحرارة، خاصة أن كل ستة أسرى يقبعون في غرفة حديدية معدومة التهوية أقرب ما تكون إلى فرن في الصيف وثلاجة في الشتاء.

معتقل "عتصيون" يبتعد نحو 700 متر عن الطريق العام جنوب بيت لحم، لا يدخله سوى المحامين، وبظروف صعبة، ويجبرون على سلوك طريق وعرة وسط الثكنات وترافقهم دورية عسكرية، وفي أحيان كثيرة تلغى زياراتهم بسبب مزاج الضابط المناوب.

يقع السجن على مساحة دونم ويضم غرفا للجنود والضباط، ، حيث تنبعث من كل غرفة رائحة رطوبة وعفن لعدم وجود منفذ للهواء، وكما يمنع إدخال مواد للتنظيف، إضافة إلى ساحة كبيرة في الوسط.

وأضاف عبد ربه: أن الطعام المقدم للأسرى في المعتقل الذي يضم 16 غرفة حديدية، سيئ كما ونوعا، ففي الايام العادية تتكون وجبة الطعام من قطع خبز محمصة مع علبة لبن، ويمنع إدخال المشروبات الساخنة خلال فصل الشتاء.

الرعاية الطبية للأسرى في "عتصيون" سيئة جداً، ويجري التعامل مع الحالات المرضية من خلال ضابط في جيش الاحتلال يقال إنه طبيب، ووفق شهادة المحامية جاكلين الفرارجة من نادي الأسير، فإن هذا الطبيب لا علاقة له بالطب وأن أقصى ما يقدمه لأي حالة مرضية الأقراص المسكنة.

ووفق هيئة شؤون الأسرى، فإن هناك عددا من الأسرى في "عتصيون" مصابون بأمراض الضغط والسكري، ويمنع إعطاؤهم الدواء إلا بموافقة الطبيب.

وأوضح عبد ربه أن إدارة المعتقل رفضت طيلة السنوات العشر الماضية تزويد الأسرى بالبطانيات والملابس الداخلية ومواد التنظيف والملابس الرياضية، بحجة أنها تحتوي على "أزرار".

وكان نادي الأسير يتكفل بتقديم هذه الحاجيات للأسرى إلى جانب فراشي الأسنان والشامبو، وهذا العام فقط وزع الاحتلال ملابس داخلية للأسرى.

وأشار إلى ان الأسير كان سابقا يمكث في المعتقل ما بين شهر إلى شهرين في ظروف اعتقالية قاسية جداً، ولكن منذ فترة أصبح الأسير يبقى لمدة يومين إلى 15 يوماً، ثم يتم نقله إلى السجون الأخرى أو مراكز التحقيق.

ووفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فإن 5700 أسير يقبعون في سجون الاحتلال، من بينهم 230 طفلاً، و48 أسيرة، و700 مريض، و500 معتقل إداري، و570 محكوم بالسجن المؤبد، و17 صحفياً، و50 من قدامى الأسرى.