كشفت صحيفة اسرائيل هيوم " العبرية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعاني من أزمة مالية طاحنة أدت إلى توقف النشاط الدبلوماسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن "العجز المالي وصل إلى 400 مليون شيكل، وذلك بسبب تقليص ميزانيتها بقرار حكومي العام المنصرم".
وقالت مصادر في الوزارة: "إن النشاط السياسي قد تم تعليقه بالكامل تقريبًا، ويتم إلغاء الكثير من النشاطات نظرا لعدم وجود ميزانية، على سبيل المثال، شراء قطعة أرض لصالح السفارة الإسرائيلية في القاهرة، التي ألغيت لأن الوزارة ليست قادرة على تمويل تذكرة طائرة للمسؤولة عن المقتنيات في الوزارة"، وفق الصحيفة.
وأضافت المصادر أن سفراء وقناصل ودبلوماسيين إسرائيليين لا يشاركون في مؤتمرات ولقاءات بسبب عدم توفر ميزانيات لسفرهم. وقال قنصل إسرائيل في دولة آسيوية إنه "أحيان لا يكون الحديث عن رحلات جوية أيضا. وتتم دعوتنا إلى مؤتمرات اقتصادية أو تجارية ونقول إنه لا يمكننا حضورها بسبب مشاكل في الجدول الزمني، لأنه معيب القول إنه ليس لدينا المال لتذكرة قطار".
وأفادت المصادر، بأنه تم إلغاء حوارات سياسية مع دول بسبب الأزمة المالية للوزارة، وفي بعض الأحيان تسدد الدول المضيفة ثمن تذاكر الطيران للإسرائيليين من أجل إجراء اللقاءات. إضافة إلى ذلك، توقفت وفود صحافيين وصناع قرار عن الحضور إلى إسرائيل، وتم إلغاء حملات دعائية إسرائيلية. كما تم إلغاء دورات تدريب دبلوماسيين جدد بسبب نقص الميزانيات.
وبيّن موظف في وزارة الخارجية الإسرائيلية، على اطلاع على الوضع المالي للوزارة، أن دولة في أميركا اللاتينية وافقت في إحدى الحالات، على فتح سفارة كاملة في القدس، ولم يخرج هذا الأمر إلى حيّز التنفيذ لأن الوزارة لم تكن قادرة على تلبية مطلب تلك الدولة بفتح سفارة إسرائيلية في عاصمتها.
ولفت مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أن "دولاً في العالم تطلب أن نفتح ممثليات لكننا نضطر إلى إغلاق ممثليات. وحتى السفارات التي تواصل العمل، تقوم بذلك رغم وجود نقص في الميزانيات والقوى العاملة، وهذا أمر لا يحدث في أي وزارة خارجية في العالم، متسائلاً: "كيف تريد دولة إسرائيل تعزيز مكانتها في العالم إذا كانت تقلص الموارد من أجل تحقيق ذلك؟".
وأضاف: "عندها الوزارة تنهار، وبعد ثلاث أو أربع سنوات سيسألون كيف حدث أننا فقدنا عدداً كبيراً من الدول في العالم. والأمور التي لا تحصل هذه السنة تلحق أضرارا هائلة، سنشعر بثمنها بعد عدة سنوات فقط".