كشفت مصادر فلسطينية قيادية أن القيادة المصرية أبلغت الفصائل الفلسطينية خلال الاجتماع الأخير الذي عقد بداية شهر مايو الجاري في القاهرة (3 مايو)، بأنها "لم تعد ترغب في الاستمرار برعاية المصالحة، ويجب على الفلسطينيين البحث عن وسيط بديل أو داعم قوي لدورها لتحقيق تقدم جدي".
وقالت القيادات الفلسطينية المقربة من جولات الحوار الداخلي بين "فتح" و"حماس" لموقع الخليج اون لاين القطري إن مصر خلال السنوات الثلاث عشر الماضية بذلت
الكثير من الجهود، وقدمت الكثير من الأوراق من أجل استعادة اللُّحمة الفلسطينية الداخلية وتحقيق المصالحة، لكنها لم تنجح وبقي الانقسام قائماً، بل زاد حدة أكثر من قبل.
وأوضحت أن النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي لا يولي اهتماماً كبيراً بملف المصالحة الفلسطينية، وتركه تحت تصرف جهاز المخابرات، والتدخل حسب متطلبات الحاجة، دون أي ضغط فعلي وجاد.
وأشارت إلى أن كل اللقاءات السابقة التي جرت في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وجهاز المخابرات كانت عامة، وتم التباحث في نقاط الخلاف بين الحركتين ومحاولة التهدئة وعدم تصاعدها، دون تقديم أي أوراق مقنعة وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
وأضافت "الطريقة التي تتبعها مصر في رعاية المصالحة الفلسطينية، غير جادة، ولو بقيت مصر 20 سنة مقبلة ترعى هذا الملف فلن يتحقق أي تقدم، لأن الطرفين (فتح وحماس) لا تمارس عليهما ضغوط كافية ومؤثرة، ومصر تلعب في هذا الملف على ورقة العلاقات سواء مع حماس أو الرئيس الفلسطيني محمود عباس".
وذكرت القيادات ذاتها أن اللقاء الأخير الذي جرى بين "الجهاد الإسلامي" و"حماس" و"فتح" في القاهرة مع المخابرات المصرية بداية الشهر الجاري، قد يكون الأخير،
مضيفةً: "مصر لن تبقى وسيطاً بملف المصالحة، واللقاء الأخير كان وداعياً، وأُبلغ الفلسطينيون بضرورة البحث عن وسيط بديل آخر، يمكن أن يحقق أي تقدم جدي بهذا الملف الشائك".
ولفتت إلى أن مصر ستتجاهل تماماً ملف المصالحة الفلسطينية في ظل الخلاف المتصاعد بين حركتي "فتح" و"حماس"، على خلفية الاجراءات التي تمارسها السلطة الفلسطينية على القطاع، وتشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة د.محمد اشتية دون توافق داخلي، وأن القاهرة ستركز مباحثاتها كوسيط بين "حماس" و"إسرائيل" بملف التهدئة في قطاع غزة.
وفي ختام حديثها أكدت المصادر أن الفصائل بدأت فعلياً مرحلة البحث عن الوسيط البديل لرعاية ملف المصالحة، مؤكدةً أن كل المؤشرات تتجه نحو قطر لرعاية وحمل هذا الملف، خاصة بعد التقارب الإيجابي الأخير الذي جرى بين حركة "فتح" وقطر والمدح المتبادل بينهما.
وأشارت المصادر إلى وجود توافق مبدئي بين حركتي "فتح" و"حماس" على أن تكون الدوحة هي الراعي الجديد للمصالحة، في حال استمرت القاهرة في إغلاق أبوابها أمام الفلسطينيين ورفض تحريك مياه المصالحة الراكدة منذ أشهر طويلة.